وجدت رائدة الأعمال في دبي "إيما سوكو" نفسها وسط رد فعل عنيف من الإماراتيين استهدفت سلسة مطاعمها بعد أن شاركت فيديو مؤيد للاحتلال الإسرائيلي على حسابها في شبكات التواصل الاجتماعي.

وطوال الأسبوع الماضي يشن الإماراتيون والمقيمون حملة مقاطعة واسعة لسلسة المطاعم النباتية الشهيرة Comptoir102 وWild and the Moon، بعد أن قامت مالكتها "إيما سوكو" بمشاركة مقطع فيديو مؤيد للاحتلال لتجد نفسها في فضيحة وغضب من الإماراتيين.

والفيديو الدعائي الذي نشرته "سوكو" أنتجته منظمة (PragerU) الإسرائيلية مثيرة للجدل في الولايات المتحدة.

ومقطع الفيديو يشير إلى أن مسلمة عربية تعيش في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتقول فيه إن "إسرائيل أعطتها كل شيء" وتتهم الفلسطينيين وحركات المقاومة الإسلامية بالإرهاب والجريمة.

المزيد... أسباب عشرة.. لماذا يرفض الإماراتيون التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي؟

"أردت أن أموت وأختفي"

وعقب حملة واسعة من الإماراتيين لمقاطعة مطاعمها، زعمت سوكو في حديث لصحيفة "الخليج تايمز" الإماراتية الناطقة بالإنجليزية، أنها لم تكن تعلم بمحتوى الفيديو وأنه كان دعاية.

وأضافت: "لقد انتشرت قصتي على نطاق واسع. أردت أن أموت وأختفي على الفور".

وعندما أدركت مضمون الفيديو بأكمله، قالت: "لقد فات الأوان بالفعل".

وانهالت عليها رسائل الغضب وخيبة الأمل-حسب ما نقلت صحيفة "الخليج تايمز"- وهو الأمر الذي "فهمته، في ضوء السياق المدمر للفيديو الدعائي".

واتهم الإماراتيون سوكو بأنها مؤيدة للإبادة الجماعية، حيث ترك البعض تقييمات سيئة لمطاعمها ودعا آخرون إلى المقاطعة.

المزيد... ميناء بايدن البحري.. ما دور أبوظبي وكيف يؤثر على قطاع غزة وما أهدافه الخفية؟

المواطنون والمقيمون مع المقاطعة

وكتب إماراتي في أحد منشورات Wild And The Moon على موقع Instagram حول وجبة رمضان: "توقف عنا استخدام ثقافتنا في تجارتك. لا يمكنك استغلال شهر رمضان ودعم الإبادة الجماعية ضد السكان الأبرياء في نفس الوقت".

وانضم الأجانب والعرب لحملة المقاطعة.

وتعهدت كريستين كو، وهي مقيمة في دبي، التي تقاطع المنتجات الإسرائيلية، بعدم زيارة Comptoir102 أو Wild and The Moon مرة أخرى أبداً.

قالت كريستين: "أنا أحب الجمال والاكتشافات الرائعة في هذه الأماكن، ولكن بعد مشاهدة الفيديو، لا أريد الذهاب إلى هناك بعد الآن". "لن أخسر شيئاً. ومع استمرار الحرب في غزة، أردت أن أظهر دعمي للفلسطينيين بطريقتي الخاصة".

المزيد... دعوات المقاطعة لشركاته تفتح ملف "محمد العبار" وعلاقاته المشبوهة بالكيان الصهيوني

وقامت نينو هايدر، المقيمة في دبي، بزيارة Wild and The Moon عدة مرات - ولكن بعد مشاهدة الفيديو الذي شاركته "سوكو"، أصبحت "غير مهتمة بالعودة".

أما حيدر فقال للخليج تايمز: "أشعر أن مشاركة مثل هذا الفيديو لم تضع بالاعتبار حساسية القضية، وأجد أن الاعتذار الموجود غير كافٍ".

ونشرت "سوكو" اعتذاراً في صفحتها على انستغرام.

وقال المغترب الذي كان يقاطع العلامات التجارية التي تم ربطها بالاحتلال الإسرائيلي وسط العدوان الصهيوني على غزة: "كنت أرغب دائمًا في الاطلاع على Comptoir102، لكنني لن أفعل ذلك الآن".

واستشهد أكثر من 32 ألف فلسطيني – وما زال العدد في ازدياد – في العدوان الإسرائيلي الوحشي على غزة، وحذر تقييم غذائي تدعمه الأمم المتحدة من أن نصف سكان غزة يعانون من جوع "كارثي".

المزيد... مناورة المساعدات الإنسانية.. كيف طوّعت أبوظبي مساعداتها الإنسانية لقطاع غزة لصالح الكيان الصهيوني؟

تراجع تأييد اتفاق التطبيع

ويشير ذلك إلى تراجع كبير في تأييد اتفاق التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي والتحرك لإجراء عملي بتقديم رأي الشعب للحكومة؛ إذ يشعر الإماراتيون بالخيانة من قبل حكومتهم لتوقيعها اتفاقية التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي دون استشارة الشعب، وقد تركتهم بالفعل في قضية محورية تعتبر جزءاً من الدولة وكيانها منذ التأسيس.

 وقالت صحيفة نيويورك تايمز مطلع مارس الجاري إنه "مع تصاعد غضب المنطقة بسبب قصف إسرائيل ل غزة لأشهر، أصبح من الصعب العثور على مؤيدين إماراتيين للاتفاق".

ومنذ توقيع التطبيع مع الاحتلال في 2020 اصطدمت حملة التطبيع الشعبي التي قادها رجال الأعمال وغيرهم من المقربين من سلطات أبوظبي بوعي المواطنين الإماراتيين والمقيمين العرب والمسلمين في الدولة، فمنذ بدء التطبيع كان المواطنون أكثر حرصاً على عدم الاحتكاك بالإسرائيليين واليهود.

المزيد... لماذا تشتري أبوظبي السلاح الإسرائيلي المُغمّس بالدم الفلسطيني؟