أحدث الأخبار
  • 06:43 . بلومبرغ: أبوظبي أوصلت عرض الأسد إلى ترامب... المزيد
  • 06:30 . المعارضة السورية تعلن حظرا للتجوال في دمشق... المزيد
  • 12:51 . بعد سقوط الأسد.. الأردن: ندعم السلام ووحدة سوريا... المزيد
  • 12:51 . قرقاش: الانهيار السريع في سوريا بسبب الفشل السياسي لنظام الأسد... المزيد
  • 11:47 . "بلومبيرغ": "منظمة ترامب" تسعى لتوسيع استثماراتها في الخليج... المزيد
  • 10:29 . السوريون يخرجون للشوارع احتفالا بسقوط الأسد ونظامه... المزيد
  • 10:29 . اعتقال وزير الدفاع السابق في كوريا الجنوبية على خلفية أزمة الأحكام العرفية... المزيد
  • 10:29 . الجولاني يؤكد إشراف رئيس حكومة الأسد مؤقتا على مؤسسات الدولة... المزيد
  • 10:28 . المعارضة السورية تدخل دمشق والأسد يغادر لوجهة غير معلومة... المزيد
  • 12:06 . وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيره الإيراني تطورات سوريا... المزيد
  • 12:05 . "دبي ووك".. محمد بن راشد يعتمد مشروعاً جديداً لتحويل دبي لمدينة صديقة للمشاة... المزيد
  • 09:36 . ترامب: يجب ألا تكون للولايات المتحدة أي صلة بالصراع في سوريا... المزيد
  • 09:35 . أمير قطر يبحث مع وزير خارجية إيران التطورات في سوريا ولبنان وغزة... المزيد
  • 08:03 . سوريا.. المعارضة تصل لضواحي دمشق ورئاسة النظام تعلق على رحيل الأسد... المزيد
  • 07:08 . غانا تختار رئيسا جديدا وسط آمال بتحقيق انتعاش اقتصادي... المزيد
  • 07:07 . رئيس كوريا الجنوبية ينجو من محاولة عزله في البرلمان... المزيد

جامعات تنتفض نصرة لغزة.. ونظيراتها الإماراتية تغرق في التطبيع حتى أذنيها

خاص – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 01-05-2024

ما لا يدركه البعض أن غزة وطوفانها، والجرائم الصادمة التي تُرتكب بحق الفلسطينيين، امتد حتى وصل إلى قلب أمريكا النابض، فها هي جامعاتها تشهد ما يمكن أن يوصف بانتفاضة طلابية عارمة احتجاجا على حرب الإبادة المستمرة على القطاع، واستنكارا للمواقف الأمريكية التي بدت متماهية مع الرواية الإسرائيلية.

في المقابل تظهر الجامعات الإماراتية -التي من المفترض أنها الأقرب لقضايا الأمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية- في مرتكز بؤري داعم للاحتلال الإسرائيلي، عبر استمرار التطبيع مع نظيراتها الإسرائيلية، واحتضان الاحتلال والتطبيع معه.

اتفاقيات وتطبيع

منذ بدء التطبيع عام 2020 فتحت أبوظبي أبواب الجامعات الإماراتية للطلاب الإسرائيليين، فجرى تبادل الطلبة بين الجامعات. وكان البحث العلمي في صدارة مجالات التعاون بين أبوظبي والاحتلال الإسرائيلي، حيث أبرمت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، في أبوظبي أول اتفاق تعاون بحثي مع معهد وايزمان للعلوم في "إسرائيل". وفي العام اللاحق وقعت وزارتا التربية والتعليم والتعليم العالي اتفاقيات مع الاحتلال.

وفي يونيو 2021 وقعت جامعة "تل أبيب "وجامعة "خليفة للعلوم والتكنولوجيا والبحوث"، اتفاقا لإقامة معهد إسرائيلي إماراتي مشترك لأبحاث المياه. وفي مايو 2021 وقعت الإمارات اتفاقية على إطلاق برامج لتبادل البعثات الطلابية بمجال التعليم، خلال أول اجتماع بين سفير الدولة لدى الاحتلال محمد الخاجة، ووزير التعليم الإسرائيلي حينها يوآف غالانت (الذي يشغل حالياً منصب وزير الدفاع، ويدير الحرب الصهيونية على قطاع غزة) وهو ما سمح للطلاب الاسرائيليين بالجلوس في نفس مقاعد الطلبة الإماراتيين المواطنين في الجامعات الوطنية.

وزار الخاجة جامعة التخنيون، معرباً عن فخره بزيارتها، ووعد بالتعاون معها.

وجامعة تل أبيب التي وقعت معها جامعة "خليفة" هي التي طورت "عقيدة الضاحية" الداعية إلى تكتيك "القوة الغاشمة"، التي يعمل بها جيش الاحتلال الإسرائيلي من خلال القوة المفرطة ضد المدنيين والبنية التحتية في فلسطين. ونفذت جامعة التخنيون مخططات وأعمال جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية المحتلة، وهي أول الجامعات التي بناها اليهود في فلسطين، إذ وضع حجر الأساس لها سنة ،1912 حسب صحيفة الإمارات اليوم عام 2011م.

وفي نوفمبر 2021 وقعت جامعة زايد اتفاقية مع جامعة "حيفا" الإسرائيلية"، تركز على الأبحاث العلمية المشتركة وتبادل أعضاء هيئة التدريس والطلاب الجامعيين. وقالت رئيسة الجامعة في ذلك الوقت في بيان رسمي، إن الشراكة الجديدة "ستوفر فرصًا للطلاب وأعضاء هيئة التدريس والموظفين والمجتمع، وستعزز الفوائد التي تتجاوز الحدود".

كل ذلك عدا عن المشاريع البحثية المشتركة بين الهيئات الإماراتية والتابعة للاحتلال الإسرائيلي، ومنها: إطلاق مشروع بحثي مشترك بين الصندوق الدولي للحفاظ على طيور الحبارى، في أبوظبي، مع المؤسسة الإسرائيلية للطبيعة والتراث، في أكتوبر2021م.

وفي 2022 بدأت الدولة في إرسال الطلاب للتعليم في الكيان الصهيوني. وقالت الرابطة الإماراتية لمقاومة التطبيع إن التحاق الطلاب الإماراتيين في جامعات الاحتلال "تطور خطير" في ملف التطبيع، وذلك تعليقاً على بدء الطالبة "سمية المهيري" الدراسة في جامعة حيفا.

أبوظبي والاحتلال الإسرائيلي يوقعان اتفاقية في "الشؤون التعليمية" - نوفمبر 2021

لا ردة فعل

لم تبدِ الجامعات الإماراتية أي ردة فعل تجاه جرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، في وقت علقت عدد من الجامعات الأوروبية التعاون مع الجامعات الإسرائيلية تستمر الجامعات الإماراتية في برامجها. وفي فبراير أعلنت أربع جامعات نرويجية: أوسلوميت، وجنوب شرق النرويج، و"بيرجن" و"بيرجن الهندسية" إنهاء التعاون مع  الجامعات الإسرائيلية، احتجاجا على جرائم الإبادة الجماعية للفلسطينيين في غزة. وشهدت جامعة السوربون في باريس الأيام الماضية احتجاجات متواصلة رفضاً لللإبادة في غزة.

ولم تعلق الجامعات الإماراتية على طلب 15 جامعة فلسطينية دعت إلى ضرورة تحرّك المجتمع الأكاديمي لفرض العزلة الدوليّة على الجامعات الإسرائيلية المتواطئة في الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.

بالمقابل تحركت جامعات أمريكية تعتبر من أعرق الجامعات في العالم ضد الجرائم الوحشية الإسرائيلية، وشهدت جامعات أمريكية منها "تكساس" و"ييل" و"كولومبيا" و"وساوثرن كاليفورنيا"، خلال الأيام الماضية، حملة اعتقالات طالت مئات الطلاب وبعض الأساتذة المحاضرين. وعشرات من هؤلاء الطلبة من اليهود الرافضين لجرائم الاحتلال. فالأمر لا يتعلق بالروابط القومية والاثنية والدينية بل بالرابطة الإنسانية التي تجمع البشر.

محتجون يرفعون علماً ضخماً لفلسطين أمام جامعة السوربون في باريس

الحركة الطلابية في الإمارات

تعبر الحركات الطلابية طوال تاريخها عن وعي المجتمعات تجاه القضايا المصيرية، وعند تحركها تتغير سياسات الدول الداخلية والخارجية، وهي بوصلة المستقبل ووعيه وعنفوان الدول ونظرتها. ولأجل ذلك جرى تغييب الروابط والحركات الطلابية في الإمارات خلال العقدين الماضيين، ما بين السجن والتهجير، وتم حلّ الحركات الطلابية بما في ذلك اتحادات الطلبة التي كان يجري انتخابها في الجامعات؛ بل وجرى حلّ الروابط الطلابية للطلاب العرب والأجانب داخل الدولة طوال السنوات الماضية.

يراقب الطلبة الإماراتيون مثل طلاب العالم العربي المظاهرات في الجامعات الأمريكية متسائلين عن الدور الذي يمكن أن تعلبه الحركات الطلابية في توجيه الرأي العام.

وعادة ما كانت الحركات الطلابية تمثل وعي المجتمعات تجاه القضايا المصيرية، وعند تحركها تتغير سياسات الدول الداخلية والخارجية. ولأجل ذلك جرى تغييب الروابط والحركات الطلابية في الإمارات خلال العقد الماضي، ما بين السجن والتهجير.

وقبل أكثر من عقد من الزمن جرى حلّ الاتحاد الوطني لطلبة الامارات الذي تأسس عام 1981م، وكان له تأثير كبير في أوساط الشباب الإماراتي، وجرى اعتقال قيادته وعلى رأسهم رئيس الاتحاد "عبدالله الهاجري"، وأبرز قياداته " عبدالواحد البادي" اللذان لا يزالان رهن الاعتقال حتى اليوم.

وما يمثل الطلبة اليوم من مجالس يشرف عليها جهاز أمن الدولة، لا تمثل الطلبة أو تحافظ على المبادئ والأسس الإماراتية التي تعني بها الاتحادات الطلابية، بل تمثل وجهة نظر السلطات، لذلك لا تملك أي قدرة أو أداوت ضغط أمام قيادات الجامعات الإماراتية لإنهاء التطبيع.

فالاحتجاج والتظاهر محظور بموجب القوانين الإماراتية سيئة السمعة، رغم الرفض الطلابي الواسع للتطبيع وبقائه في جامعاتهم.

فما الذي يمكن فعله تجاه ذلك؟

إن استعادة الجمعيات والمنظمات الطلابية مهم للشباب الإماراتي لإبقاء وعي المجتمع يقظاً تجاه المتغيرات باعتبارهم القيادات المستقبلية للبلاد.

لكن الأهم من ذلك في الوقت الحالي أن تقوم قيادات الجامعات الإماراتية التي لديها مشاريع وبرامج واتفاقيات مع الجامعات الإسرائيلية بإنهاء هذه الاتفاقيات فهي الجامعات الوحيدة (تقريباً) في العالم العربي التي تملك اتفاقيات مع الاحتلال، وعدم تكرار هذه الاتفاقات التي لا تضر سمعة الإمارات فحسب؛ بل تهادن عدو للإنسانية وتؤثر على مستقبل البلاد على المدى الطويل.