أحدث الأخبار
  • 09:58 . منظمة حقوقية: أبوظبي استخدمت بشكل منهجي "تجريد الجنسية" لقمع الناشطين... المزيد
  • 09:28 . الأرصاد يتوقع انخفاض درجات الحرارة في الإمارات غداً... المزيد
  • 09:26 . مقتل ما لا يقل عن 107 أشخاص في حادث تدافع بالهند... المزيد
  • 08:58 . السعودية تقدم مساهمة مالية للبنان بقيمة 10 ملايين دولار... المزيد
  • 08:58 . أطعمة تحمي من نقص مجموعة "فيتامين В"... المزيد
  • 08:01 . النفط يرتفع قرب أعلى مستوياته في شهرين... المزيد
  • 07:54 . أنباء عن تغييرات في الحكومة المصرية تطال الخارجية والمالية والكهرباء... المزيد
  • 07:32 . ارتفاع حصيلة الحرب الإسرائيلي على غزة إلى 37 ألفا و925 شهيداً... المزيد
  • 07:19 . أردوغان يعقد مباحثات مع وزير الدفاع السعودي في أنقرة... المزيد
  • 06:36 . تقرير: محاكمة "الإمارات 84" غير العادلة تظهر تجاهل أبوظبي التام للقانون الدولي... المزيد
  • 06:15 . بايدن ينتقد قرار المحكمة العليا بشأن الحصانة الرئاسية لترامب... المزيد
  • 11:40 . تركيا تتوسط لحل قضية الميناء بين الصومال وإثيوبيا... المزيد
  • 11:37 . عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى في القدس المحتلة... المزيد
  • 11:02 . ما علاقة أبوظبي بشركة تصنيع أسلحة صربية ساعدت "إسرائيل" في العدوان على غزة؟.. موقع بريطاني يجيب... المزيد
  • 10:55 . بفضل حارسها كوستا.. البرتغال تضرب موعداً مع فرنسا في ثمن نهائي أمم أوروبا... المزيد
  • 10:53 . السلطات السعودية توقف متهمين بالفساد خلال موسم الحج... المزيد

الإمارات في قلب التصعيد الإيراني - الإسرائيلي.. الآثار الاقتصادية والسياسية

خاص – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 16-04-2024

استولى الحرس الثوري الإيراني على سفينة حاويات مرتبطة بإسرائيل قبالة سواحل الإمارات على مضيق هرمز، وبعدها بساعات شنت إيران هجوماً هو الأول على الأراضي المحتلة رداً على غارات جوية إسرائيلية على قنصلية طهران في دمشق، قتلت سبعة من قادة الحرس الثوري.

التفاصيل الدقيقة غير واضحة لأن السفينة قامت بإيقاف تشغيل أجهزة التتبع الخاصة بها قبل أن يتم الاستيلاء عليها قبالة سواحل الفجيرة بالإمارات.

تعد مياه مضيق هرمز، بالقرب من المكان الذي تم فيه الاستيلاء على السفينة MSC Aries، أهم طريق في العالم لناقلات النفط، التي تحمل النفط من السعودية ومنتجي الخليج الآخرين إلى العالم الأوسع. وهي أيضاً طريق مهم لسفن الحاويات المتجهة من وإلى ميناء خليفة وميناء الحاويات الضخم في جبل علي بدبي. وتعد الفجيرة، الواقعة على الساحل الشرقي للبلاد، ميناءً رئيسيا للسفن لنقل شحنات النفط الجديدة أو الحصول على الإمدادات أو تبديل الطاقم.

وتملك أبوظبي علاقة مع الاحتلال الإسرائيلي وهو ما تعتبره إيران تهديداً لأمنها القومي.

فكيف ستؤثر التوترات الحالية على الإمارات؟!

ليست الأولى

انخرطت إيران منذ عام 2019 في سلسلة من عمليات الاستيلاء على السفن، ونُسبت إليها الهجمات على السفن وسط التوترات المستمرة مع الغرب بشأن برنامجها النووي الذي يتقدم بسرعة.

وليست المرة الأولى التي يتم مهاجمة السفن قبالة سواحل الفجيرة، وإن كانت الأولى من حيث التبني الرسمي الإيراني وحادثة الاختطاف.

في مايو ويونيو 2019 حدثت خمس هجمات تخريبية استهدفت سفناً كانت في الميناء. الهجوم الأول على أربع سفن تجارية (ناقلتا نفط سعوديتان، وناقلة نفط نرويجية، وسفينة شحن إماراتية). والثاني تعرضت ناقلتا نفط نرويجية مملوكة لشركة فرونت لاين، ويابانية مملوكة لشركة كوكوكو لهجوم قبالة سواحل الفجيرة.

وعلى الرغم من أن نتائج التحقيقات الرسمية لهجوم مايو لم تنشر علناً إلا التحقيق المشترك للإمارات والسعودية والنرويج، خلص إلى أن الهجمات كانت "معقدة ومنسقة" وأن دولة شاركت فيها على الأرجح دون ذكر إيران.

تأثير سلبي على الاقتصاد

ينطوي على الهجمات البحرية في مضيق هرمز تأثير سلبي كبير على اقتصاد الإمارات لعدة أسباب:

  • اضطراب حركة الشحن: تعتمد الإمارات في اقتصادها غير النفطي على حركة الشحن والتجارة العالمية. والموانئ الإماراتية محطة مهمة في هذه التجارة وهو ما سيدفع العديد من دول العالم، خصوصاً الآسيوية، للبحث عن موانئ في مناطق أكثر أمناً.

وقال جاي بلاتن، الأمين العام لمجموعة الضغط الصناعية التابعة للغرفة الدولية للشحن، إن الاستيلاء على السفينة "يضع مرة أخرى البحارة الأبرياء على الخطوط الأمامية للصراع الجيوسياسي".

فيما قال بيتر ساند، كبير المحللين في زينيتا، وهي خدمة استخبارات الشحن، إن الوضع السيئ هو أن الاستيلاء على السفينة قد يعرض واردات الحاويات إلى منطقة الخليج وصادرات النفط للخطر.

  • تراجع ثقة المستثمرين: معظم سكان الإمارات من الأجانب، يحفزهم الاستثمار الموجود في البلاد على البقاء، لكن قلق المستثمرين من المخاطر التي ينطوي عليها صراع كبير يؤثر على حركة الشحن سيؤدي إلى خفض الاستثمار الأجنبي وهروب رؤوس الأموال. وتعتمد الدولة على الاستثمار الأجنبي، وأي انخفاض سيعيق النمو الاقتصادي للبلاد، وخططها الإستراتيجية.
  • زيادة تكاليف التأمين: من المتوقع أن ترفع الهجمات البحرية من تكاليف التأمين؛ ما يعني زيادة تكاليف في الصادرات والواردات ما يجعل الشركات الإماراتية أقل تنافسية في السوق العالمية.

قد تؤدي الهجمات إلى إحجام السياح عن زيارة الإمارات بسبب المخاوف الأمنية، في الوقت الذي يعد فيه قطاع السياحة مصدراً مهماً للإيرادات في الإمارات، وأي تراجع في هذا القطاع سيؤثر سلباً على الدولة.

المزيد.. أسباب عشرة.. لماذا يرفض الإماراتيون التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي؟

التأثير السياسي

علاوة على المخاطر الاقتصادية للهجمات البحرية، فالصراع "الإيراني الإسرائيلي" يؤثر بالفعل على دولة الإمارات التي تملك علاقة مع الاحتلال الإسرائيلي منذ التطبيع سيئ السمعة في سبتمبر 2020م، والذي أثار غضب إيران.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، انتقد جنرال الحرس الثوري علي رضا تنكسيري، الذي يشرف على القوات البحرية، وجود الإسرائيليين في الإمارات.

وبحسب ما ورد، قال تنكسيري: "نعلم أن جلب الصهاينة إلى هذه النقطة ليس من أجل العمل الاقتصادي فقط". وأضاف "الآن يقومون بمهام أمنية وعسكرية بالفعل. هذا تهديد لا ينبغي السكوت عنه".

وقال صامويل راماني الباحث المتخصص في شؤون الخليج والشرق الأوسط إن "إيران تعتبر المشاريع الاقتصادية الإسرائيلية الإماراتية لها بعداً عسكرياً". مضيفاً أن "الاستيلاء على سفينة مرتبطة بإسرائيل قبالة ساحل الإمارات يمثل تتويجاً لضربة ضد اتفاقيات أبراهام".

وقال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم السبت قبل الهجمات الإيرانية "من يضربنا سنضربه. سندافع عن أنفسنا ضد كل تهديد وسنفعل ذلك بهدوء وإصرار".

توعدت إيران بمهاجمة الدول التي ستسمح للاحتلال الإسرائيلي باستخدام أجوائها وأراضيها لشن هجمات عليها. وباستثناء العلاقة الحالية مع أبوظبي، فإن "تل أبيب" معزولة للغاية وجُمدت معظم اتفاقياتها مع دول المنطقة.

المزيد.. دعوات المقاطعة لشركاته تفتح ملف "محمد العبار" وعلاقاته المشبوهة بالكيان الصهيوني

سياسة خارجية

يعتمد التأثير الاقتصادي والسياسي على الإمارات على شدة الهجمات وطول مدتها وعلى فعالية الإجراءات المُتخذة من قِبل أبوظبي لتخفيف حدتها. وبالفعل تتخذ الدولة خطوات لتشديد إجراءات الأمن البحري في المنطقة بالتعاون مع دول أخرى لضمان حرية الملاحة في مضيق هرمز.

لكن حتى مع ذلك لم تبدِ أبوظبي نيّة لتراجع سياستها الخارجية تجاه اتفاق التطبيع في وقت تستمر السفارة الإسرائيلية بالعمل رغم الإبادة الجماعية الوحشية في قطاع غزة، رغم أن ذلك يخاطر بعلاقات سيئة مع دول الجوار وتهديد الأمن القومي لدولة الإمارات.

إن حاجة صانع القرار السياسي في أبوظبي إلى استدارة في السياسة الخارجية، لا يعني الخضوع للتهديدات إيرانية التي تحتل جزرنا الثلاث (طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى)، لكنه عودة للثوابت التي وضعها مؤسس الدولة التي تنحاز لقضايا الأمة وتدافع عن الأمن القومي العربي وتقديمها على أي مصالح لحظية كانت سياسية واقتصادية؛ وهو ما ثبت صوابيته طوال العقود الماضية بضمان سلامة البلاد والدفاع عنها وحماية أمنها القومي.