أحدث الأخبار
  • 10:24 . السعودية تصعِّد خطابها في وجه الإمارات: عليها سحب قواتها من اليمن خلال 24 ساعة... المزيد
  • 07:56 . نشطاء يغيرون لافتة سفارة الإمارات في لندن بـ"سفارة الصهاينة العرب"... المزيد
  • 07:04 . بعد ساعات من إنذار العليمي.. الإمارات تعلن سحب باقي فرقها العسكرية من اليمن "بمحض إرادتها"... المزيد
  • 06:25 . الإمارات: العربات التي قصفتها السعودية بالمكلا تخص قواتنا.. والمملكة "تغالط"... المزيد
  • 02:45 . بعد قصف سفن السلاح الإماراتية بالمكلا.. عبدالخالق عبدالله يفتح النار على السعودية والحكومة اليمنية... المزيد
  • 02:40 . الحكومة اليمنية ترحب بالقرارات الرئاسية بشأن خروج القوات الإماراتية من اليمن... المزيد
  • 02:38 . الصحة: تنفيذ أكثر من 150 ألف فحص للكشف المبكر عن السكري على مستوى الدولة... المزيد
  • 02:38 . الحكومة تصدر مرسوماً بقانون اتحادي لتنظيم حوكمة المنهاج التعليمي الوطني... المزيد
  • 12:37 . حضرموت وحِلف قبائل الساحل يؤيدان قرار خروج القوات الإماراتية من اليمن... المزيد
  • 11:37 . الرئيس اليمني: الدور الإماراتي أصبح موجهاً ضد اليمنيين ويدعم التمرد ويهدد وحدة الدولة... المزيد
  • 11:36 . صحيفة عبرية: الاعتراف بأرض الصومال قد يليه خطوة مماثلة جنوب اليمن... المزيد
  • 11:11 . السعودية: ما قامت به الإمارات في حضرموت والمهرة يهدد الأمن الوطني للمملكة... المزيد
  • 10:53 . تصعيد غير مسبوق.. قرار رئاسي بإلغاء اتفاقية الدفاع المشترك مع الإمارات وإخراج قواتها من اليمن... المزيد
  • 10:40 . السعودية تستهدف سفينتين قادمتين من الإمارات إلى ميناء المكلا اليمني... المزيد
  • 08:41 . في الذكرى الأولى لاعتقاله.. مركز حقوقي: أبوظبي تواصل إخفاء القرضاوي قسراً "في عزلة تامة"... المزيد
  • 07:32 . "بعد عقدين من إغاظة الأعداء".. القسام تكشف عن اسم وصورة أبو عبيدة... المزيد

نهاية مقولة: لا تقدّر بثمن

الكـاتب : زياد الدريس
تاريخ الخبر: 03-12-2014

في ما مضى كان الناس لا يجدون ما يعبّرون به عن إعجابهم بأحد أو بشيء أكثر من قولهم: إنّ هذا «لا يُقدّر بثمن».

كانوا إذا استمعوا إلى صوت أدائي جميل، قالوا: هذا الفنان لا يُقدَّر بثمن. وإذا شاهدوا لوحة فنية جميلة، قالوا: هذه الريشة لا تقدّر بثمن.

وإذا انبهروا بمهارات لعبية رشيقة، قالوا: هذا اللاعب لا يقدّر بثمن.

الآن يمكن القول بأن عبارة (لا تقدّر بثمن) نفسها لم يعد لها أي ثمن! إذ إن كل ما سبق من صفات وامتيازات وقدرات أصبح لها ثمن.

كل شيء تحوّل الآن إلى سلعة، لها تسعيرة، وتاريخ صلاحية.

الشاعر، المطرب، اللاعب، الرسام. بل حتى: المقرئ والداعية، أصبح لهم ثمن... بعد أن كانت لهم قيمة في ما مضى!

لا شك أننا نعيش الآن العصر الذهبي للرأسمالية، إذ لم يمر حتى في أكثر العصور الماضية بذخاً أن تحولت حتى تفاصيل الحياة اليومية إلى سلع لها ثمن، كما يجري في زمننا الآن.

يفسر البعض هذه النزعة المتجذرة للرأسمالية إلى أنها صنو الرفاهية المطلقة التي ينعم بها العالم اليوم. قد يكون هذا التفسير مقبولاً لو أن تسليع الأشخاص والأشياء لم يتجاوز الكماليات والترفيهيات، لكن وقد اقتحمت الرأسمالية أماكن العبادة ودُور الثقافة، فقد بات الأمر أكثر من مجرد وجودنا في زمن الرفاهية.

عندما يتحول عنصرا الدين والثقافة إلى منشط استهلاكي وساحة استثمارية يصبح من الممكن القول إننا بتنا نعيش في عصر الأثمان... لا القيم.

هذا التأوه لا يعني تحريم الكسب والتعيّش على الدعاة والمثقفين، لكنّ فارقاً كبيراً بين أن يتكسّبوا وبين أن يتحولوا هم أنفسهم إلى سلعة... تُباع وتشترى.

لنعد حتى إلى ما اقترفته الرأسمالية المطلقة في جوانب الفنون والترفيه، ولنسأل إن كان ذلك قد أضفى مزيداً من الإمتاع لمتابعيها؟

المؤكد أن تسهيلات الرأسمالية قد منحت ساحات الفنون والرياضة مزيداً من التشويق والإثارة والانتشار. لكنّ شكوكاً كثيرة تحيط بفكرة أنها غدت أكثر إمتاعاً مريحاً للنفس الراغبة في التخفّف من صرامة الحياة. إذ باتت هذه الترفيهيات نفسها، بما طغاها من إجراءات التسليع والتربّح، مصدر قلق وتأزم تقتضيه مطاردة هذه الإجراءات والانشغال بها عن صُلب الهدف الوجداني المنشود، الذي هو الترفيه.

انغماس المنتفعين في هذه الدوامة التربّحية يجعلهم يصطنعون تفسيرات أخلاقية لهذه الحالة اللاأخلاقية التي تعيشها عوالم الفنون والجمال والوعظ والترقيق والتذوق في عصرنا الغارق في ماديّته.

لا مبرر أخلاقياً أبداً لتحويل كل الأشياء إلى سلع، وكل القيم إلى أثمان.