أحدث الأخبار
  • 10:24 . السعودية تصعِّد خطابها في وجه الإمارات: عليها سحب قواتها من اليمن خلال 24 ساعة... المزيد
  • 07:56 . نشطاء يغيرون لافتة سفارة الإمارات في لندن بـ"سفارة الصهاينة العرب"... المزيد
  • 07:04 . بعد ساعات من إنذار العليمي.. الإمارات تعلن سحب باقي فرقها العسكرية من اليمن "بمحض إرادتها"... المزيد
  • 06:25 . الإمارات: العربات التي قصفتها السعودية بالمكلا تخص قواتنا.. والمملكة "تغالط"... المزيد
  • 02:45 . بعد قصف سفن السلاح الإماراتية بالمكلا.. عبدالخالق عبدالله يفتح النار على السعودية والحكومة اليمنية... المزيد
  • 02:40 . الحكومة اليمنية ترحب بالقرارات الرئاسية بشأن خروج القوات الإماراتية من اليمن... المزيد
  • 02:38 . الصحة: تنفيذ أكثر من 150 ألف فحص للكشف المبكر عن السكري على مستوى الدولة... المزيد
  • 02:38 . الحكومة تصدر مرسوماً بقانون اتحادي لتنظيم حوكمة المنهاج التعليمي الوطني... المزيد
  • 12:37 . حضرموت وحِلف قبائل الساحل يؤيدان قرار خروج القوات الإماراتية من اليمن... المزيد
  • 11:37 . الرئيس اليمني: الدور الإماراتي أصبح موجهاً ضد اليمنيين ويدعم التمرد ويهدد وحدة الدولة... المزيد
  • 11:36 . صحيفة عبرية: الاعتراف بأرض الصومال قد يليه خطوة مماثلة جنوب اليمن... المزيد
  • 11:11 . السعودية: ما قامت به الإمارات في حضرموت والمهرة يهدد الأمن الوطني للمملكة... المزيد
  • 10:53 . تصعيد غير مسبوق.. قرار رئاسي بإلغاء اتفاقية الدفاع المشترك مع الإمارات وإخراج قواتها من اليمن... المزيد
  • 10:40 . السعودية تستهدف سفينتين قادمتين من الإمارات إلى ميناء المكلا اليمني... المزيد
  • 08:41 . في الذكرى الأولى لاعتقاله.. مركز حقوقي: أبوظبي تواصل إخفاء القرضاوي قسراً "في عزلة تامة"... المزيد
  • 07:32 . "بعد عقدين من إغاظة الأعداء".. القسام تكشف عن اسم وصورة أبو عبيدة... المزيد

استقلالية القضاء في بلاد العرب

الكـاتب : علي محمد فخرو
تاريخ الخبر: 04-12-2014


إبان الثورة الفرنسية سمع الناس الصًّرخة الشهيرة: "أيتها الحرية كم من الجرائم ترتكب باسمك" . في اللحظة التاريخية الحالية لبلاد العرب علينا أن نصرخ: كم من الجرائم ترتكب باسم استقلالية القضاء .

أيَّة مبادئ وثوابت لاستقلالية القضاء العربي، عبر طول وعرض بلاد العرب، وقضاته يصدرون أشدُّ وأقسى الأحكام بحقٍّ المناضلين السياسيين، ومن بينهم شباب وأطفال صغار، حتًّى إذا واجهوا أصحاب سلطة الأمس واليوم من الفاسدين الناهبين المستبدٍّين اكتفوا باصدار أكثر الأحكام ليونة ورفقاً وتسامحاً؟

رحم اللًه أحد قضاة المحكمة الأمريكية العليا، القاضي ثركود مارشال، الذي قال: "نحن القضاة يجب ألا ننسى قط أن المصدر الحقيقي لقوًّتنا هو احترام الشعب والناس لنا" .

دعنا ننظر للموضوع ضمن معطيات الواقع العربي . إن الإنسان العربي، خصوصاً المهمش الفقير الضعيف، لايستطيع الاعتماد لحماية حقوقه وكرامته ورزقه على السلطة التشريعية لأنها ليست معنية برضاه طالما أن تكوينها وانتخابها والخيرات التي ترفل فيها تعتمد على غيره . وهو لايستطيع الاعتماد على السلطة التنفيذية لأن أغلبها لايخضع للمساءلة ولا للعقاب . وهو لا يستطيع الركون إلى السلطة الإعلامية، بشتى أشكالها، لأنها في أغلبها ملك لأصحاب السلطة والامتيازات، ولأنًّها مقيًّدة بألف قانون وألف ممنوع .

ما الذي يبقى لهذا الإنسان غير الاعتماد على إما سلطة القضاء النزيهة المطبقة لروح العدالة قبل منطوقها، وإمًّا مؤسسات مجتمعه المدني؟ لكن مجتمعه المدني في غالب الأحوال مغلوب على أمره، بعد أن ابتلعته سلطة الدولة العربية في جوفها، وبالتالي يعيش حالة القادر العاجز . لا يبقى أمامه غير سلطة القضاء، وهي الآن مهدًّدة بالاختراق بألف صورة وصورة .

مراجعة أدبيات الديمقراطية تظهر أنه في البلدان الديمقراطية تعتمد استقلالية القضاء على وجود سلطات ديمقراطية تسائله وتحميه وتحاسبه . ولذلك فان بعض منظري الديمقراطية لا يضعون القضاء المستقل حتى ضمن متطلبات الديمقراطية لاطمئنانهم أن ذلك سيكون تحصيل حاصل في وجود دولة تقوم على فاعلية مؤسسات ديمقراطية . أما عندنا، في بلاد العرب، فإن غياب المؤسسات الديمقراطية المتوازنة الفاعلة المستقلة يجعل من أهمية وجود القضاء المستقل النزيه حاجة مجتمعية وجودية .

في العصر الحديث عندما يذكر القضاء يشترط توفر الشروط الثلاثة التالية:

1- الاستقلالية التي يقصد بها في الأساس عدم الخضوع لأية سلطة أخرى، وعلى الأخص السلطتان التشريعية والتنفيذية . لكن هذه الاستقلالية ستكون مهددة إذا كان تعيين القضاة وترقيتهم وإذا كانت منهجية إصدار الأحكام القضائية في يد سلطة خارج سلطة القضاة .

2- إمكانية حق "التشريع القضائي" . هذا موضوع معقد ويحتاج إلى قضاة لديهم القدرة على استخلاص "قوانينهم" من روح القوانين ومقاصدها الكبرى، بما فيها الدساتير، التي صدرت من آخرين . هنا تأتي حنكة القاضي والتزاماته الأخلاقية ونقاوة ضميره ومدى حرصه على مصلحة المواطن قبل أية مصلحة أخرى .

3- الطبقة التي ينتمي إليها القاضي . هذا الشرط يرتبط بالاعتقاد بأن متطلبات مصالح الطبقة التي ينتمي إليها القاضي ستؤثر بصورة غير مباشرة في نوع الأحكام التي سيصدرها بسبب تأثيرها في نوع وعمق وعدالة قراءته للقوانين التي يستعملها لإصدار أحكامه . هل لدينا شكوك بشأن التأثيرات الهائلة التي فرضتها وستفرضها الظروف المحيطة بالقاضي في أحكامه؟ الجواب موجود في تاريخ العلاقة بين مؤسسات القضاء وخلافة الحكم العربية الإسلامية عبر القرون الماضية وفي مشاهد صدور أحكام على مئات الأشخاص من قبل محكمة واحدة وفي يوم واحد، والتي حيرت المواطن العربي وهزت إيمانه واحترامه لهذه الجهة أو تلك .

لا الحياة السياسية الراكده حلت موضوع العدالة في حياة العربي المنهك المغلوب على أمره، ولا الحياة السياسية الثورية قدرت على ذلك .

هذه أمة في محنة ووسائل خروجها من محنها وجحيم حياتها تراوح بين أن تأتي ولا تأتي . إنه انتظار ممل حزين .