أحدث الأخبار
  • 12:10 . مباحثات كويتية عراقية حول دعم العلاقات والأوضاع في غزة... المزيد
  • 09:04 . وزير إسرائيلي يهدد بإسقاط حكومة نتنياهو إذا منع وزراء فيها صفقة مع حماس... المزيد
  • 08:21 . أرسنال يعزز صدارته للدوري الإنجليزي بفوز مثير على توتنهام... المزيد
  • 07:24 . على خلفية المظاهرات المناصرة لغزة.. عبدالله بن زايد يذكِّر الأوروبيين: لقد حذرتكم من الإسلاميين... المزيد
  • 07:17 . وزير الخارجية البحريني يصل دمشق في أول زيارة منذ الثورة السورية... المزيد
  • 07:11 . اجتماع عربي إسلامي في الرياض يطالب بعقوبات فاعلة على الاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 12:16 . "الأرصاد" يحذر من تأثر الدولة بمنخفض جوي خفيف اعتباراً من الثلاثاء... المزيد
  • 11:48 . محمد بن راشد يعتمد تصاميم مبنى المسافرين الجديد في مطار آل مكتوم الدولي... المزيد
  • 11:47 . "أدنوك للإمداد والخدمات" تعقد أول جمعية عمومية سنوية في 29 أبريل... المزيد
  • 11:01 . المركزي: 41.6 مليار درهم ودائع جديدة قصيرة الأجل مطلع العام... المزيد
  • 10:48 . العين يخسر أمام الأهلي ويبتعد من مطاردة الصدارة والبطائح يخطف نقطة من الشارقة... المزيد
  • 10:48 . قطر تسعى لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية 2036... المزيد
  • 10:47 . مانشستر يونايتد يتعثر أمام بيرنلي وشيفيلد يونايتد يهبط للدرجة الثانية في الدوري الإنجليزي... المزيد
  • 10:43 . ثورة الجامعات الأمريكية.. الشرطة تواصل اعتقال عشرات المحتجين المؤيدين لفلسطين... المزيد
  • 10:40 . طيران الخليج البحرينية تستأنف رحلاتها للعراق بعد انقطاع أربعة أعوام... المزيد
  • 10:38 . الحرب على غزة تتصدر مناقشات قمة اقتصادية عالمية في السعودية... المزيد

الأيديولوجيا في العالم العربي

الكـاتب : عبدالله جمعة الحاج
تاريخ الخبر: 30-11--0001

عبد الله جمعة الحاج
في إطار المناخ الفكري السائد لدى العالم العربي يوجد اهتمام بالمزايا التي تتمتع بها المجتمعات الغربية كالديمقراطية السياسية والمخترعات الحديثة والخدمات التي تقدمها دولة الرفاه على صعيد التعليم والصحة والبنى التحتية والضمان الاجتماعي التي تفتقر إليها أغلبية المواطنين العرب. ويقابل ذلك أن الاهتمام بالمثالية الطوباوية وانعدام التطابق الاجتماعي قد قل كثيراً لدى الإنسان العربي الذي كان يعتقد بأن المجتمعات الغربية خالية منها بسبب تقدمها العلمي وتواجد المخترعات الحديثة فيها وانتهاجها أساليب ديمقراطية متطورة في حياتها السياسية والاقتصادية، وهي أمور لو تواجدت في أي مجتمع فسيبدو بأنه مثالي في كل شيء ولديه أيديولوجيا رصينة يرتكز عليها في مسيرته، فهل هذا الطرح صحيح على علاته؟
منذ أربعين عاماً أو نيف أجمع عدد من علماء السياسة والاجتماع على أن حقبة الأيديولوجيا في العالم العربي قد انقرضت، وأصبحت الدول العربية تحكم من قبل نخب سياسية. ويعني ذلك أن المعتقدات الأيديولوجية أفسحت الطريق أمام وسائل مستحدثة قادرة على حل مشكلات الشعوب العربية الاقتصادية والاجتماعية والتأثير على التقدم المادي والروحي للشعوب العربية المعنية. وهنا تواجد افتراض بوجود تقدم هائل في الوسائل العلمية والتكنولوجية سيجعل الشعوب العربية تنظر بثقة أكبر نحو المستقبل، وبأنه عن طريق استخدام الوسائل العصرية في التنمية ستخرج إلى النور العديد من مشاريع الرفاه الاقتصادي والاجتماعي وإعادة توزيع الثروة، وطفرة في الاستهلاك سيتم ترجمتها بعمق في تحول أيديولوجي يغير العديد من أنماط التفكير القديمة.

لكن ذلك لم يحدث، فلا يستطيع أحد أن ينفي وجود مراتع للفقر ومظاهر التمييز الحادة بين الفئات الاجتماعية التي تملك وتلك التي لا تملك. وبالنسبة لدول العالم العربي المعنية لا يتحدث المرء عن الفقر وحده، ولكن عن التخلف بمعانيه العميقة مع وجود انطباع مؤكد بأن ذلك ليس سوى مرحلة انتقالية ضمن عملية علاج جذرية عبر تواجد رؤوس الأموال ووسائل التنمية العصرية. لكن السؤال الجوهري هو من أين ستأتي رؤوس الأموال المطلوبة وكيف يمكن توفير وسائل التنمية العصرية؟ أو بطريقة أخرى ما هي الأيديولوجيا التي سيتم الارتكان إليها لتحقيق ذلك؟

قبل ديسمبر 2010 - يناير 2011 لم تكن اللدول العربية المعية تبدو على شفا الثورة رغم أن المرء كان يتوقّع حدوث شيء ما في عدد منها، لكن أقصى ما كان يمكن توقعه هو أنماط محددة من الحراك الاجتماعي الذي يعيد تأكيد التوقعات المتنامية لدى الإنسان العربي. ما كان يتم اعتقاده هو أن الدول العربية تشكل صورة تأكيد أقل مستوى لأن الأيديولوجيا السائدة فيها لم تكن مرتبطة بمقولات التنمية الشاملة المستدامة أو بنظريات التحديث والحراك الاجتماعي التي لم تنل حقها من الاهتمام، ولأن التعايش السلمي المشترك يصرح به على أنه هدف لسياسات النظم القائمة، خاصة تلك التي تتكون مجتمعاتها من مركبات اجتماعية غير متجانسة.

وبالتالي فإن الشعارات التي رفعتها النخب السياسية الحاكمة في دعايتها السياسية درجت على التصادم مع الأيديولوجيات المعلنة والأوضاع القائمة والأهداف الوطنية المصرح بها، فقد قيل في سوريا والعراق مثلاً، وبطرق مضللة بأن الأيديولوجيا المبتغاة هي الاشتراكية وفقاً لفكر حزب «البعث» العربي الاشتراكي، ورفعت شعارات رنّانة بهذا الصدد، لكن الواقع الذي عاشه شعبا سوريا والعراق كان شيئاً آخر تماماً بعيداً عن الاشتراكية بُعد القطب الشمالي عن القطب الجنوبي، فكان ما كان من انهيارات مدوية لتلك النظم.