أحدث الأخبار
  • 09:49 . "هيومن رايتس ووتش" تدعو الحكومات لمراقبة جلسة الحكم في قضية "الإمارات 84"... المزيد
  • 09:31 . ندوة حقوقية تسلط الضوء حول كيفية استخدام أبوظبي لإجراءات "سحب الجنسية" كأداة لعقاب المعارضين... المزيد
  • 09:27 . الأمم المتحدة: محاكم "إسرائيل" بالضفة توفر غطاء لتعذيب الفلسطينيين... المزيد
  • 08:43 . القسام تبث مشاهد لإيقاع قوة إسرائيلية في كمين محكم بالشجاعية... المزيد
  • 08:36 . وزير الخارجية السعودي: الاعتراف بدولة فلسطين مسار السلام بالمنطقة... المزيد
  • 07:17 . سرايا القدس: بعض الأسرى الإسرائيليين بغزة حاولوا الانتحار... المزيد
  • 07:06 . أدنوك ومجموعة "إي آند" تبرمان شراكة لبناء شبكة لاسلكية مخصصة لقطاع الطاقة... المزيد
  • 12:59 . "إيسيسكو" تعتزم إصدار ميثاق العالم الإسلامي للذكاء الاصطناعي... المزيد
  • 11:20 . الاحتلال الإسرائيلي يبدأ إخلاء بؤرة استيطانية "غير قانونية" في الضفة الغربية... المزيد
  • 10:31 . إيطاليا: أزمة البحر الأحمر أثرت على نظامنا التجاري بأكمله... المزيد
  • 10:25 . أصوات ديمقراطية تطالب بايدن بالانسحاب من السباق الرئاسي بعد مناظرته أمام ترامب... المزيد
  • 10:20 . عبدالله بن زايد يؤكد لـ"بلينكن" دعم أبوظبي لجهود وقف إطلاق النار في غزة... المزيد
  • 10:18 . تركيا تهزم النمسا وتتأهل للقاء هولندا في دور الثمانية ببطولة أوروبا... المزيد
  • 09:58 . منظمة حقوقية: أبوظبي استخدمت بشكل منهجي "تجريد الجنسية" لقمع الناشطين... المزيد
  • 09:28 . الأرصاد يتوقع انخفاض درجات الحرارة في الإمارات غداً... المزيد
  • 09:26 . مقتل ما لا يقل عن 107 أشخاص في حادث تدافع بالهند... المزيد

من يناقش قضايانا تلفزيونياً

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 30-11--0001

استمتعت بتفاصيل الحوار الذي دار في لحظة انتظار صغيرة في أحد مصارف دبي الوطنية بين ثلاثة من الرجال الإماراتيين متفاوتي الأعمار والأجيال، استمتعت بفكرة الحوار ابتداء، وبما دار فيه، وبتلك القدرة التي تجسدت في تنقل الأفكار وسلاستها وفي موهبة إدارة الخلاف والاختلاف بمنتهى التحضر، وتمنيت في تلك اللحظة أمرين أن يطول الحوار لأتمكن من متابعة أفكار الرجال الثلاثة في القضية المطروحة للنقاش بينهم وقد كانت في منتهى الأهمية، وتمنيت لو أن منتجي البرامج الاجتماعية في قنواتنا التليفزيونية يبحثون عن مثل هؤلاء للاستنارة بأفكارهم ومداخلاتهم بدل “الأشخاص” الذين يتم استئجارهم ليمثلوا خلفية مصطنعة لجماهير برامج “التوك شو” في تلك القنوات تقليدا لمثيلتها في القنوات الأميركية والأوروبية مع الفارق الشديد في دور الجمهور!

أولاً فقد كان الرجال يناقشون موضوع التغيير الذي طرأ على العادات الصحية للناس في الإمارات من حيث نوع الطعام الذي يتناولونه والعادات الصحية فيما يتعلق بالحركة والنشاط البدني المبذول والذي يميز “ناس” زمان عن ناس اليوم الذين يعتقد هؤلاء الرجال أنهم لا يبذلون أي نشاط يذكر باستثناء الوظيفة التي يقضي الانسان فيها معظم وقته مسمرا على كرسي المكتب من دون أدنى حركة ما يضاعف تراكم الدهون وازدياد احتمالات الإصابة بأكثر الأمراض خطورة كالسكر والسمنة والضغط وأمراض القلب، إن الشاب أو حتى الفتاة الصغيرة يفضل كلاهما الذهاب الى أقرب مكان من البيت مستقلا سيارته وعند مدخل المحل يضغط على منبه الصوت ليأتيه عامل البقالة أو المطعم من دون أن يفكر في بضع خطوات يمشيها خارج سيارته، ما يعني اتهاما بالكسل واللامبالاة بشكل واضح لجيل اليوم فيما يخص صحتهم العامة.

إن عقد المقارنات بين الأجيال والعادات ونوع الحياة والطعام والقيم وغير ذلك يعتبر واحداً من أوضح اتجاهات الناس عموما في كل مكان، حيث يحلو للكبار مقارنة أنفسهم وما مضى من حياتهم وجدهم واجتهادهم بحال أجيال اليوم من حيث عاداتهم وسلوكياتهم وطعامهم وثيابهم وعلاقاتهم بمن حولهم وكيفية تعاطيهم مع كل التفاصيل المحيطة بهم ابتداء من تحية الصباح وانتهاء بعادات النوم ومشاهدة التليفزيون ومتابعة مباريات كرة القدم، في العلاقة بين الأجيال هناك عدم رضا متبادل ونقد يصل حد الهجوم وتبادل الاتهامات، وهذا كله مبني أو ناتج من عدم الإقرار بمنطق التغيير ومدى سطوته على الأفراد وسيرورة الحياة.

ليس الكبار فقط الذين يوجهون أصابع النقد أو ينظرون بتهكم، لكن الأجيال الجديدة تفعل الشيء ذاته في تقييمها وعلاقتها بالأجيال القديمة أيضا، فهم يعتقدون باستحالة التعايش على طريقتهم أو فهم عقليتهم، خاصة هؤلاء الصغار الذين ينتمون لأمهات غير إماراتيات (ليس جميعهم حتما) أو للذين نشأوا في أسر صغيرة لا تضم كبار العائلة كالأجداد والعمات والخالات مثلا!

وعلى أية حال فالصراع بين الأجيال سمة كل المجتمعات وهو أمر طبيعي نتيجة اختلافات جذرية طالت بنية العقل والتفكير وأساليب التربية والتنشئة ومناهج التعليم وحزم الرسائل الإعلامية التي تلقاها كل جيل ونوع الاتصالات والمواصلات التي استخدموها، ذلك كله يؤثر في أساليب التفكير والنظر الى الحياة والى القيم والقناعات، ومن هنا فإن ما أسجل اعجابي به في حديث أولئك الرجال هو تلك السلاسة والمرونة في التعامل مع الاختلافات، من هنا أرى أن الاستعانة بأمثال هؤلاء في البرامج العائلية والاجتماعية الموجهة للشباب ستحقق سبقا وجماهيرية حقيقية لا زائفة، وأثرا اجتماعيا عميقا في الوعي العام.