أعلن علماء أمريكان وألمان عن اكتشاف مضاد حيوي جديد قادر على قتل عدد كبير من أنواع البكتيريا بشكل فعال، وقالوا إن احتمال تحور هذه البكتيريا في مواجهة المضاد الحيوي الجديد ضئيل، وأطلقوا على المادة الجديدة اسم تايكسوباكتين.
وأوضح الباحثون تحت إشراف كيم ليويس من جامعة بوسطن الأمريكية في دراستهم، اليت نشرتها مجلة "نيتشر" البريطانية، في عددها الأخير، أن الطبيعة تحتوي على مخزون كبير من المضادات الحيوية.
وبقي اكتشاف المضادات الحيوية في القرن العشرين من أهم الإنجازات العلمية في مجال الطب، رغم أن معظم هذه المضادات اكتشف مبكرا في الفترة بين عامي 1940 و 1960. غير أن الجراثيم التي تستهدفها هذه المضادات سرعان ما تكون ممانعة ضد المضادات الحيوية، وهو ما جعل علماء الطب يشتكون منذ سنوات من عدم اكتشاف مضادات حيوية جديدة تستعصي على الجراثيم.
ويتم تطوير معظم المضادات الحيوية في المختبرات العلمية باستخدام فطريات وبكتيريا، ولكن من الصعب زراعة الكثير من هذه المضادات في ظروف المختبر. وأحيانا لا تظهر المضادات الحيوية التي يتم تطويرها في ظروف المختبر سوى جزء قليل من قدراتها على قتل الجراثيم.
وقام الباحثون تحت إشراف ليويس بتحليل 10 آلاف جذع من بكتيريا التربة في وسط يشبه بيئتها الطبيعية التي تعيش فيها، وحللوا فعالية المواد التي تنتجها هذه البكتيريا في قتل الجراثيم الضارة بالإنسان، وعثروا خلال ذلك على مادة تنتجها بكتيريا إليفثيريا تيري أطلقوا عليها اسم تايكسوباكتين، وتبين لهم أن هذه المادة الفعالة تمنع تكون البكتيريا التي تصيب جدار الخلية وذلك من خلال ارتباطها بجزيئات السكر التي تحتوي على دهون. وهي نفس الآلية التي تعمل بها مادة فانكوميسين الفعالة التي تم اكتشافها عام 1953، في حين أن مادة تايكسوباكتين فعالة أيضا ضد الجراثيم التي تتمتع بقدرة مناعية ضد مادة فانكوميسين.