أحدث الأخبار
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد
  • 06:39 . معركة النفوذ في حضرموت.. سباق محتدم بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:22 . روائية أمريكية بارزة تقاطع "مهرجان طيران الإمارات للآداب" بسبب الحرب في السودان... المزيد
  • 05:07 . جيش الاحتلال يعلن مقتل زعيم المليشيات في غزة "ياسر أبو شباب" على يد مجهولين... المزيد
  • 11:35 . "المعاشات" تصفّر 8 خدمات رئيسية ضمن مبادرة تقليل البيروقراطية الحكومية... المزيد
  • 11:31 . "الأبيض" يخسر أمام الأردن 1–2 في افتتاح مشواره بكأس العرب... المزيد
  • 11:30 . سلطنة عُمان تنجح في إعادة طاقم سفينة "إتيرنيتي سي" من اليمن... المزيد
  • 10:12 . الإمارات تعلن تخصيص 15 مليون دولار للاستجابة للأزمة في السودان... المزيد
  • 06:56 . العفو الدولية تحث على منع أبوظبي من تسليح الدعم السريع... المزيد

صدام مفتعل

الكـاتب : محمد الباهلي
تاريخ الخبر: 13-02-2015

حاول الباحث الأميركي كارل إيرنست في كتابه «على نهج محمد»، والذي وضع مضمونه على ضوء محصلة السنوات الطويلة التي قضاها في التدريس والتفكير والكتابة حول الدين الإسلامي، وأيضاً العلاقات الإنسانية التي أقامها مع المسلمين أثناء تنقله بين الدول الإسلامية.. وقد حاول في هذا الكتاب إزالة الكثير من الغموض والضباب حول التصورات المترسبة في العقل الغربي منذ زمن طويل حول الإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم. وكان هدفه النهائي من وراء تلك المحاولة إقناع الأميركيين والأوروبيين بتغيير موقفهم من ميراث الإسلام وتاريخه، وما حفلت به ثقافة الغرب تاريخياً -على اختلاف حقولها- تجاه الإسلام ومقدساته ورموزه وحضارته، مما لايزال فاعلا حتى الآن.

وكما يوضح «إيرنست» فإن المسلمين أصحاب دين عظيم وتاريخ عريق وحضارة غنية، ونبيهم هو خاتم الأنبياء والرسل، وهم شركاء في الرابطة البشرية ومساهمون رئيسيون في بناء الحضارة الإنسانية على مر التاريخ. لذلك يطالب «إيرنست» بني جلدته من الغربيين أن يدرسوا الإسلام من جديد وبلغته الأصلية (العربية)، حتى يصلوا إلى فهم الإسلام في تصوراته الكلية وتعاليمه التفصيلية.

وكما يلاحظ المؤلف فإن المستشرقين الذين كتبوا عن الإسلام وحضارته وثقافته كانوا يفتقرون إلى هذه الميزة، أي المعرفة باللغة العربية وخصائصها النحوية والأسلوبية، لذلك جاءت أغلب كتاباتهم مبتَسرة ومشوِّهة للإسلام وأهله. فاللغة العربية لها تأثير عميق وأساسي في فهم الإسلام، وفي استيعاب طبيعة مضمونه وفلسفته الروحية.

وكان من المفترض أن يكون الوجود المتنامي للمسلمين في أميركا وأوروبا، حسب قول المؤلف، فرصة عظيمة لدراسة الإسلام من جديد، وانتقال العقل الغربي للتفكير بما يعنيه أن تكون مسلماً. فقد لعب الإسلام دوراً أساسياً في الثقافة الأوروبية لأكثر من ألف عام، إلا أن الفجوة التي تفصل بين حضارتي الغرب والإسلام يرجع سببها إلى الظروف السياسية والتحيز المتعصب في أوروبا ضد الإسلام، ومن هنا كان الصدام بين الطرفين.

والمهمة التعليمية التي ينبغي لمتخصصي الدراسات الإسلامية في الغرب القيام بها في المرحلة الحالية، كما يؤكد كارل إيرنست، ينبغي أن تتغلب على آفتي الجهل والاشتباه حول الإسلام، وإن كانت هذه الحالة تتعزز بما يفعله المتطرفون في الدول الإسلامية، والذين يقومون باستخدام اسم الإسلام وشعاراته لتبرير أفعالهم الشنيعة وأعمالهم المليئة بالعنف.

ولعل الخلل الرئيسي في هذا الخصوص إنما يكمن في حقيقة كون العقل الغربي لم يعد يفرق أو يميز بين ما يفعله مثل أولئك المتطرفين من تصرفات بعيدة عن الدين الإسلامي، وبين منهج الإسلام السمح، والذي جاء لخير البشرية وبهدف إسعادها. والمعضلة الكبيرة أن هذا العقل يضع الإسلام والمسلمين -نتيجة تلك التصرفات البعيدة عن الدين- في خانة الإرهاب وضمن لائحة الدخلاء على الحضارة الغربية، وهو أمر يكرس حالة من الصدام لا مبرر لها أصلا ولا طائل من ورائها.