كشفت مصادر ديبلوماسية غربية عن أن الولايات المتحدة رفضت مقترحا سعوديا يقضي بتنصيب اللواء علي محسن الأحمر رئيسا لهيئة الأركان في الجيش اليمني.
وأكدت المصادر أن واشنطن رفضت بشدة التعاطي مع المقترح الذي قدمته الرياض مؤخرا، بحجة أن تعيين الأحمر من شأنه أن يقوي حزب التجمع اليمني للإصلاح، لارتباطه التاريخي بالحزب المذكور، الذي يعتبر امتدادا لفكرالإخوان المسلمين وفق موقع (الجمهور).
وتحدثت المصادر عن دور إماراتي خفيّ ساهم في إجهاض المقترح السعودي.
وأشارت إلى أن الإمارات أجرت اتصالات مكثفة مع كبار مسؤولي البيت الأبيض، لتعطيل المقترح السعودي.
ولفتت إلى أن أبوظبي قلقة من لجوء الرياض لدعم الإخوان اليمنيين، الذين يُنظر إليهم من قبل الحكام الجدد للسعودية باعتبارهم الكيان السياسي الأكثر تأثيرا على الساحة اليمنية.
وزعمت المصادر أن محمد بن زايد حرض واشنطن على الأحمر، واتهمته بالتبعية للإخوان.
والأحمر هو قائد عسكري يمني كبير، أعلن انشقاقه عن نظام الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح وانضمامه للثوار خلال المظاهرات التي عاشها اليمن في سياق الربيع العربي.
ويوصف بأنه "رجل إطفاء"، ويجمع بين القيادة العسكرية والروابط القبلية.
وبعد تنحية صالح، عين مستشارا للشؤون الأمنية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وعضوا في لجنة الحوار الوطني التي عملت على صياغة الميثاق الوطني للبلاد.
وبعد سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014، اقتحموا منازل حميد الأحمر وعلي محسن الأحمر وعددا من المقرات التابعة للأخير ومؤيديه، مما دفعه للانتقال إلى السعودية.
وشنت الصحافة الإماراتية الرسمية ولا سيما صحيفة الاتحاد المحلية الصادرة في إمارة أبوظبي طوال الأيام الماضية هجوما على مقاربة السعودية لمستقبل اليمن الذي يسعى لعدم إقصاء أي مكون شعبي، في حين ظلت تطرح الإمارات إقصاء حزب الإصلاح (إخوان اليمن) مقابل الدعوة المتكررة لاستيعاب الحوثيين والتصالح مع صالح وفق تصريحات لوزير الشؤون الخارجية أنور قرقاش ولتغريدات نائب شرطة دبي ضاحي خلفان.
وكان قرقاش قال لقناة "سكاي نيوز عربية"، تبث من أبوظبي، من المستحيل أن يكون اليمن بلون واحد على حد وصفه، وكان يقول ذلك عن ضرورة استيعاب الحوثيين بعد أن ناشدهم إلقاء السلاح وعدم التبعية لإيران. أما خلفان فمعروف عنه تغريداته التي يطالب فيها بالتصالح مع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح معتبرا أنه لا استقرار في اليمن بدون الاتفاق مع الأخير، على حد تقديره.
وفي قت سابق من العام الماضي أعلن دبلوماسيون غربيون أن الإمارات ونظام السيسي شنوا عدة غارات ضد الثوار في ليبيا وهو الذي لا يزال ينفيه مسؤولون إماراتيون رغم تواتر التقارير التي تؤكد ذلك واعتراف خليفة حفتر الذي يتلقى الدعم المالي والعسكري من أبوظبي وفق تصريحات له.