كشفت نتائج استطلاع أجراه مجلس عجمان التعليمي، عن أن وزارة التربية والتعليم تواجه أكثر من 120 مطلباً للمعلمين، لعدم الرحيل من الميدان التربوي، تم تقديمها كحلول جذرية تقضي على أزمة الاستقالات الجماعية التي يعانيها الميدان مؤخراً، وركزت جميعها على أهمية «التعاطي الجاد» من القائمين على الشأن التعليمي في الدولة، والنظر والبحث بدقة فيه، تحقيقاً لمصلحة الطالب وتجويد المخرجات، ودعم مسيرة تطوير التعليم بواقعية ومسؤولية.
الأعباء الوظيفية
وسجلت الأعباء الوظيفية المرتبة الأولى في قائمة معاناة المعلمين، وكانت أقوى الأسباب وراء الاستقالات بنسبة 88.2٪، يليها زيادة نصاب الحصص بنسبة 71٪، ثم تواضع الراتب مقارنة بالوظائف الأخرى بنسبة 69.9٪، يتبعها طول مدة الدراسة التي تسعى الوزارة إلى زيادتها إلى 175 يوماً بنسبة 68.4٪، ثم قلة التقدير الوظيفي بنسبة 68.2 ٪، وعبر 67.6٪ منهم عن معاناتهم القرارات المتزايدة من الوزارة، و61.5٪ ركز على أسباب عدم وجود خطط ممنهجة، فضلاً عن التخبط في التنفيذ غير الدقيق.
وبحسب الاستطلاع أكد 65.2٪ من الأعداد ،المستطلع أراؤها، أن الضغوط العملية المتوالية لعبت دوراً كبيراً في رحيل المعلمين من الميدان، و64٪ بسبب طول اليوم الدراسي، و 58.1 ٪ ركزت على لوم المعلم على كل الإخفاقات التي يرتكبها المعنيون، فيما أرجع 57.1٪ أسباب الاستقالات إلى زيادة ساعات التدريب من 40 ساعة إلى 80 اعتباراً من العام الدراسي المقبل، وبلورها 55.7٪ منهم في عدم إشراك المعلم في صنع القرار.
ضغوط تعوق الإبداع
وأكد 53.9٪ أن قلة الإجازات تمثل ضغوطاً كبيرة تعوق إبداع المعلمين، تؤثر سلباً في حياتهم الأسرية، و49.2٪ منهم وجد الاستقالات بسبب التغيير المستمر غير الممنهج، و40.7 ٪ بسبب التدريب غير الفعال، الذي لا يتلاءم مع المتغيرات الحديثة في التعليم، ولا يحاكي الاحتياجات الفعلية للمعلمين، و38.9٪ بسبب تعديل سن التقاعد، و30.4٪ منهم بسبب البحث عن وظيفة أفضل.
ووضع 28.2٪ من التربويين المستطلع أراؤهم، الإدارة المدرسية غير المهنية والإنسانية، في قفص الاتهام، حيث اتخذت من الواسطة والمحاباة وعشوائية التقييم وعدم التقدير وسوء المعاملة، قاعدة لإدارتها من دون أن يحاسبها أحد، فيما أسند 25.6٪ منهم الأسباب إلى الظروف العائلية، و25.3٪ إلى الظروف الصحية.
وعن القرارات والحلول التي وضعتها وزارة التربية لتلافي أزمة رحيل المعلمين من الميدان التربوي، حيث جعلت باب التوظيف مفتوحاً طوال العام، لتعيين معلمين جدد حسب حاجة المدارس، أكد 3.5٪ من التربويين المشاركين في الاستطلاع أنها كافية، و29.9٪ منهم أكدوا أنها نوعاً ما، فيما أكد 66.5% عدم جدوى تلك الحلول لتجاوز الأزمة.
250 سبباً ثانوياً
وفي لقائه أكد علي بن محيل البدواوي رئيس فريق إعداد الاستطلاع، أن أسباب الاستقالات والرحيل من الميدان لم يقتصر على تلك المذكورة فقط، بل كان هناك أكثر من 250 آخر ثانوياً ولكنها مهمة أيضاً، منها نظام تقييم الأداء الحالي، الذي وصفه البعض من المستطلع أراؤهم بأنه محبط وغير عادل، أهدر حقوق الكثير من التربويين المتميزين، فضلاً عن عدم وجود حضانات لأطفال المعلمين، والدوام الطويل في شهر رمضان.
وأوضح أن تغيير قوانين ولوائح وزارة التربية والتعليم مع تعيين كل وزير جديد، لعب دوراً كبيراً في عدم الاستقرار الفكري للمعلمين وعدم فهم توجهات الوزارة في ظل صعوبة التواصل مع المسؤولين، بالإضافة إلى عدم غياب الحافز، عدم التقدير لعمل المعلم وسمو مهنته، وكثرة التكاليف العشوائية التي لم تضع في الاعتبار عوامل الوقت والمهام الأساسية والظروف الحياتية للمعلم، وصعوبة التعامل مع حالات الدمج الصعبة خلال الحصة، والموازنة بين حالة الدمج والطلاب العاديين، وضعف الحوافز المادية، وعدم وجود ترقيات وغياب الشفافية في تطبيقها وعشوائية التخطيط لها.