" 100 حالة تشوه خلقي للأجنة استقبلها المستشفى خلال الفترة ما بين أكتوبر 2013 وأكتوبر 2014 "
" أكثر من 40% عمليات ولادة قيصرية بسبب عدم الإهتمام بـمتابعة الحمل وإجراء تحاليل طبية شهرية "
أكدت أخصائية النساء والولادة وعلم الأجنة في مستشفى القاسمي، الدكتورة إيمان راشد ديماس السويدي، وجود
" ضغط شديد " على قسم الخدج في المستشفى، بسبب عدم كفاية الأسرّة الموجودة فيه، مقدرة العدد الذي يستقبله القسم شهرياً من الأطفال الخدج بما يزيد على قدرته الاستيعابية بنحو 20%.
ودعت إلى توحيد عمليات الفحص والمتابعة الطبية للحوامل في مراكز الأمومة والطفولة والمستشفيات الخاصة والحكومية، وإنشاء إدارة لصحة الأم والجنين، وهو نظام يدمج وحدة طب المواليد ووحدات جراحة النساء والولادة وجراحة الأطفال وجراحة قلب الأطفال في نظام إلكتروني موحد.
وقالت الدكتورة إيمان في تصريح لها لصحيفة " الإمارات اليوم ": " إن هناك 100 حالة تشوه خلقي للأجنة استقبلها المستشفى خلال الفترة ما بين أكتوبر 2013 وأكتوبر 2014 "، فيما عزت زيادة نسبة ولادة التوائم المتعددة بشكل كبير، أخيراً، إلى " زيادة علاجات تأخر العقم والإخصاب والتلقيح الاصطناعي ".
وأشارت السويدي إلى وجود حاجة مستمرة لزيادة عدد الأسرّة في قسم الخدج، بسبب ارتفاع أعداد المواليد المحالين إليه من مراكز الطبية ومستشفيات خاصة، بوصفه المستشفى الرئيس في الإمارة.
وقالت: " إن المستشفى استقبل 761 مولوداً خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، بمعدل 264 مولوداً في يناير (24 ذكراً و31 أنثى، مواطنون، يقابلهم 115 ذكراً و94 أنثى، مقيمون) و249 مولوداً في فبراير (28 ذكراً و22 أنثى، مواطنون، يقابلهم 111 ذكراً و88 أنثى، مقيمون) و248 مولوداً في مارس (26 ذكراً و27 أنثى، مواطنون، يقابلهم 92 ذكراً و103 إناث، مقيمون) ".
وقد بلغ عدد المواليد في المستشفى عامي 2012 و2013 نحو 4000 طفل، فيما تجاوز العدد 3000 مولود العام الماضي.
وأفادت السويدي بأن نسبة العمليات القيصرية في المستشفى مرتفعة جداً، إذ تقدر بنحو 35% من مجموع عمليات الولادة للمواطنات، وتصل إلى 40% لغير المواطنات، عازية ذلك إلى تزايد عدد الحوامل اللاتي لا يعرن اهتماماً لمتابعة الحمل وإجراء تحاليل طبية شهرية.
ودعت إلى ربط إلكتروني موحد، وتوحيد عمليات الفحص والمتابعة الطبية للحوامل في مراكز الأمومة والطفولة والمستشفيات الخاصة والحكومية. وإنشاء ما أسمته " إدارة لصحة طب الأم والجنين أو ما يسمى
(قطاع صحة المرأة والطفل) يندرج تحته كل ما يتعلق بهما، على شاكلة ما هو موجود في الدول المتقدمة "، مبينة إنه " يترتب على ذلك الكشف المبكر عن أمراض الأم والجنين، وحماية المرأة الحامل من الولادة المبكرة والقضاء على التشوهات، وتالياً حماية المواليد من الإعاقة الذهنية والجسدية، وتوفير ملايين الدراهم التي تصرف على ذوي
الإعاقة ".
ولفتت السويدي إلى أن هناك 100 حالة تشوه خلقي للأجنة، استقبلتها المستشفى منذ أكتوبر 2013 حتى أكتوبر 2014، بسبب وجود مشكلات في الجهاز العصبي والكلى والأمعاء والقلب وثقوب القلب، مبينة أن تشوهات الأجنة تحدث في مراحل مختلفة من الحمل. وبحسب البروتوكول العالمي المنظم لطب الجنين، فإنه من الممكن التعامل معها في حال الكشف عنها في مراحل مبكرة من الحمل، في فترة تراوح بين 11 و14 أسبوعاً.
وأشارت إلى زيادة نسبة ولادة التوائم المتعددة بشكل كبير أخيراً، بسبب زيادة علاجات العقم والإخصاب والتلقيح الاصطناعي، التي نتجت عنها زيادة المشكلات المتعلقة بمثل هذا النوع من الحمل، كقصور نمو الأجنة، وتبادل تدفق الدم بين التوأم المشترك في مشيمة واحدة، والولادة المبكرة، وحالات نزيف الأم، وارتفاع الضغط وسكر الحمل بنسب أكبر.
وتابعت أن " التوجه العام في المستشفيات هو التقليل من عدد الولادات القيصرية، خصوصاً أن تقرير منظمة الصحة العالمية أكد عام 2010 أن نسبة العمليات القيصرية في أي بلد يجب ألا تزيد على 15% من مجموع العمليات، ودعا إلى التحقيق في أسباب إجرائها إذا زادت نسبتها على هذا الحد ".
وشرحت السويدي أن " العملية القيصرية هي تدخل جراحي لإنقاذ الجنين والأم، نتيجة وجود خلل في مراجعة الأم للعيادات الصحية والمستشفيات، أو إهمال ونقص من الأم في الاهتمام بجنينها، إذ تصل حالات إلى المستشفى في مرحلة متأخرة قبيل الولادة مباشرة، وهي تعاني مضاعفات طبية خطيرة "، لافتة إلى أن " 95% من الحوامل معرضات للإجهاض في بدايات الحمل بشكل عام، كما تؤدي تشوهات الرحم وقصر عنق الرحم وتلوث الدم إلى الإجهاض، أو الولادة المبكرة. وهناك نسبة كبيرة من حالات الإجهاض تحدث من دون سبب واضح، لكن دراسات حديثة أثبتت احتمال حدوث الإجهاض بسبب وجود خلل في التركيب الجيني والكروموسومات للجنين ".