استطاع الإيرلنديون الإحتفاظ بجدارة بالسمعة الملتصقة بهم حول الإسراف في شرب الكحول، حيث شكل سكان هذا البلد ،الذين يصل عددهم لخمسة ملايين، أعلى نسبة من شاربي الكحول .
وأشارت دراسة حول هذا الموضوع أن الإيرلنديون يحتاجون إلى شرب كمية من الكحول أعلى مما يحتاج غيرهم في بقية البلدان ليحصلوا على درجة السكر التي ينشدونها، إضافة إلى أنهم كثيراً ما يصلون إلى درجة من السكر لايرغبون بها، أكثر من غيرهم في بقية البلدان.
وعملت دراسة بعنوان " المسح العالمي للإدمان " لعام 2015، تعاملت مع 100 ألف شخص من 50 بلداً مختلفاً وقامت بجمع المعلومات عنهم خلال شهري تشرين الثاني/ نوفمبر إلى كانون الأول/ ديسمبر 2014.
وأشارت الدراسة بشكل غريب إلى أن الإيرلنديين أنفسهم يعتبرون من أكثر الشعوب التي ترغب بأن يصبح استهلاكها من الكحول أقل، وذلك بعد الأستراليين والبولنديين،الأمر الذي قد يوصل إلى بعض الأمل بحسب القائمين على الدراسة.
و تعتقد الدراسة أنه للتخلص من الاستهلاك المفرض للشرب يجب إعطاء الناس معلومات موضوعية عن الكميات التي يستهلكونها. فمن يحتسون الخمر يحتاجون إلى توعيتهم حول طريقة شربهم والكمية التي يستهلكون من الكحول، أكثر من الحاجة إلى تقديم النصح وإعطاء الدروس.
حيث أظهرت الدراسة أنه في إيرلندا وفي المملكة المتحدة يوجد الكثير من المدمنين على الكحول الذين يعتقدون أنهم يشربون بشكل معقول، وهم بحاجة لمن يوعيهم بحقيقة شربهم المفرط، مضيفة أنها لهذا الغرض وضعت تطبيقاً على الشبكة العنكبوتية يدعى " درينكس ميتر "، والذي يستطيع من خلاله أي شخص استخدامه وادخال كمية الأكواب التي يشربها يومياً وتواتر استهلاكه.
التطبيق سيساعد المستخدم على معرفة الكمية التي يستهلكها من الكحول وتحديد درجة التعوّد أو الإدمان التي وصل إليها. وفي نفس الوقت التطبيق سيتيح للشخص مقارنة نفسه مع متوسط استهلاك الكحول في بلده.
وبينت الدراسة أن هناك أكثر من 19% ممن أجري عليهم المسح قالوا : " إنهم يصلون إلى حالة من السكر لايرغبون بها مرة واحدة على الأقل شهرياً ".
وأظهرت أنه عند سؤال المشاركين أن يحددوا الكمية التي يحتاجون إلى شربها قبل أن يفقدوا القدرة على تحمل الكحول، لوحظ أن المتوسط من للمشاركين يحتاجون من ستة إلى ثمانية أكواب قبل الوصول إلى المرحلة القصوى من السكر.
وفقاً للمكتب الفدرالي للصحة العامة، لايجب على الرجال أن يستهلكون أكثر من ثلاثة أكواب في اليوم، بينما لاينصح للنساء بأكثر من كوبين. إلا أن دراسة " المسح العالمي للإدمان " أظهرت أن 40% فقط من المشاركين يحترمون تلك التوصية.
فيما أظهرت دراسات طبية عالمية أن استهلاك الكحول يعيق النشاط في مستقبلات الدماغ المسؤولة عن التعلم والذاكرة، مؤكدة أن الأشخاص الذين يشربون الكحول بإفراط قد يتعرضون للتأثيرات العصبية للكحول أكثر مما يتأثر بها البالغون الذي يتناولون نفس المقدار من الكحول، وأنالمشكلة الأكثر تعقيدا هي أن تأثيرات الإدمان المبكر على الكحول قد تكون دائمة.