أحدث الأخبار
  • 02:54 . قوات الاحتلال إسرائيلي تتوغل في جباليا وبيت لاهيا... المزيد
  • 02:15 . توقعات بأمطار وتشكل ضباب خلال الأيام القادمة... المزيد
  • 12:39 . زيادة بأسعار الوقود خلال نوفمبر في الإمارات... المزيد
  • 12:29 . قطر تشتري زوارق مسيرة من تركيا... المزيد
  • 12:02 . نحو ألف شهيد في العملية الإسرائيلية المتواصلة على شمال غزة... المزيد
  • 11:50 . توتنهام يرسل مانشستر سيتي خارج بطولة كأس الرابطة... المزيد
  • 10:29 . استشهاد فلسطينيين اثنين في نور شمس مع تجدد الاشتباكات بالمخيم... المزيد
  • 12:59 . فيضانات إسبانيا تخلف 95 قتيلاً والحكومة تعلن الحداد... المزيد
  • 12:12 . بسبب حرب السودان.. أرسنال الإنجليزي متهم بتبييض صورة أبوظبي... المزيد
  • 10:58 . مركز حقوقي: اعتقال النشطاء الإماراتيين أثر على مواقف المجتمع من القضية الفلسطينية... المزيد
  • 08:05 . الإمارات تُسير سفينة إغاثة لغزة تحمل أكثر من 5100 طن من المساعدات... المزيد
  • 07:11 . السعودية تدعو لقمّة عربية إسلامية حول غزة ولبنان... المزيد
  • 06:41 . في أول ظهور له كأمين عام لحزب الله.. انقطاع البث خلال كلمة نعيم قاسم... المزيد
  • 01:09 . الإمارات تدين قرار الاحتلال حظر أنشطة "الأونروا"... المزيد
  • 01:03 . أمير قطر يدعو للاستفتاء على التعديلات الدستورية الثلاثاء المقبل... المزيد
  • 12:41 . الذهب عند أعلى مستوى نتيجة مخاوف تتعلق بالانتخابات الأمريكية... المزيد

البنى التحتية الإماراتية محط أنظار العالم

الكـاتب : خلف أحمد الحبتور
تاريخ الخبر: 15-07-2015


أقرّ قطب الأعمال الأميركي دونالد ترامب المرشّح لرئاسة الجمهورية في الولايات المتحدة والمعروف بصراحته، بأنه «غيور» من إنجازات الإمارات العربية المتحدة - ولا سيما برج خليفة، أعلى برج في العالم.


إذا كان التشبّه بالآخرين أعظم أشكال المديح، يجب أن نشعر نحن الإماراتيين إذاً بالإطراء؛ فترامب يعمل على بناء فندق شبيه ببرج العرب في باكو.


الهندسة المعمارية العصرية والمدهشة التي تتميز بها مدن وطني الإمارات، والتي تفوّقت على عدد كبير جداً من البنى الخلّاقة على مستويات التصميم والشكل والتكنولوجيا، تترك مراقبي الإمارات العربية المتحدة في حالة من الترقّب بانتظار ما يمكن أن تحمله الأيام المقبلة من مشاريع جديدة؛ فنحن لا نملك فقط معالم فريدة من نوعها ظهرت في أفلام هوليوودية حقّقت نجاحاً كبيراً، مثل Mission Impossible-Ghost Protocol وFast and Furious وSyriana وStar Wars، إنما أيضاً بنى تحتية لا نظير لها في أي مكان آخر في العالم.


لقد بذلت الحكومة جهوداً دؤوبة لتسهيل حياة الإماراتيين وإرساء أسس سليمة تؤمّن العافية الاقتصادية للبلاد، من خلال بنى تحتية لا مثيل لها، مثل الطرقات السريعة المتعددة الخطوط، فضلاً عن الجسور والأنفاق التي تضمن حسن تدفّق حركة المرور.


بات الأشخاص الذين لا يملكون سيارة يجدون سهولة كبيرة في التنقل لا قبل لهم بمثلها. حالياً تشمل وسائل النقل العام التي بالكاد كانت موجودة قبل ثلاثين عاماً، حافلات وسيارات ليموزين للنقل من المطار وإليه، وسيارات أجرة مكيّفة ونظيفة وبأسعار معقولة وميسرة.


وبإمكان سكّان دبي أن يستقلوا المترو الآلي الذي دخل كتاب «غينيس» للأرقام القياسية كأطول شبكة مترو بدون سائق في العالم لمسافة 14.5 كلم. أما لمن يرغبون في الاستمتاع بالمناظر الخلابة خلال تنقّلاتهم، فيمكنهم أن يستقلوا العبّارات التقليدية ذات البدل المنخفض فضلاً عن سيارات الأجرة المائية الفخمة والمكيّفة، والحافلات المائية، والعبارات.


وتأتي على رأس قائمة دبي للمشاريع الأكثر طموحاً على المستوى العالمي قناة دبي المائية التي يجري العمل على بنائها حالياً. يشكّل المجرى المائي، الذي يربط الخليج التجاري بحديقة الصفا قبل أن يتابع تدفّقه باتجاه الخليج العربي، معلماً أساسياً لجذب المستثمرين المحليين والدوليين.


إنها أكثر من مجرد قناة مائية، ومن المتوقّع أن تتحوّل إلى معلم للاستمتاع وتمضية أوقات رائعة، نظراً لما يحيط بها من فنادق خمس نجوم ومساكن فخمة ومراكز تسوق ومحلات تجارية ومتاجر ومطاعم ومقاهٍ وممرات للمشاة ومسارات للدراجات الهوائية وغيرها من المراكز الترفيهية. فضلاً عن ذلك، سوف تساهم نقاط الترانزيت البحرية في القناة، في تسهيل عمليات النقل إلى الجزر الاصطناعية المتعددة. أنا أؤمن جداً بالإمكانات التي تحملها هذه القناة إلى درجة أنني استثمرت المليارات لبناء مجمع الحبتور سيتي على ضفافها، والذي يضم ثلاثة فنادق فخمة (وهي سانت ريجيس وويستن ودبليو)، وثلاثة أبراج سكنية فخمة، وأول عرض مائي دائم في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا، ومرسى لليخوت، والعديد من أماكن الترفية والمطاعم والمقاهي.


لقد تطلّب النمو الهائل الذي تشهده الإمارات، بناء مطارات جديدة وتوسيع المطارات الحالية الحائزة على جوائز. العام الماضي، بلغت حركة الركاب في المطارات الإماراتية الأساسية مجتمعةً، في أبوظبي ودبي والشارقة، نحو مئة مليون راكب، مع الإشارة إلى أن الأعداد في تصاعد مستمر سنةً تلو الأخرى.


تملك شركتا الطيران المحليتان، الاتحاد والإمارات، شبكات واسعة من الخطوط؛ تسيّر شركة طيران الاتحاد التي أنشئت قبل 12 عاماً فقط، رحلاتها حالياً إلى 120 وجهة موزَّعة على ست قارات. أما شركة طيران الإمارات التي تسيّر رحلات إلى 144 وجهة والتي حصدت جوائز لا تُعَدّ ولا تُحصى، فتُعتبَر الأكبر في منطقة الشرق الأوسط، وتحتل المرتبة الرابعة عالمياً لناحية عدد المسافرين.


لقد حقّقت شركتا طيران الإمارات والاتحاد للطيران نجاحاً هائلاً إلى درجة أنهما بدأتا تثيران الذعر في نفوس الشركات المنافسة لهما على الساحة الدولية. فقد اشتكت شركات الطيران الأميركية من أنهما تتمتعان بأفضلية غير عادلة بسبب الدعم الحكومي لهما، لكن الشركتَين الإماراتيتين تنفيان حصولهما على أي دعم من الحكومة. وقد صرّح الرئيس التنفيذي لشركة طيران الإمارات، السير تيم كلارك، لـ«هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي)، أن السبب وراء هذه الاتهامات المجحفة هو أن «المنافسين يعجزون عن التصديق» بأن شركة طيران الإمارات «تحقق هذا الأداء الممتاز من دون أي تلاعب».


بالنسبة إلى الأفراد الذين يبحثون عن التوفير في التكاليف، تملك الإمارات العربية المتحدة شركات طيران اقتصادية بأسعار مخفّضة مثل فلاي دبي والعربية للطيران. تعمل شركة فلاي دبي التي تأسست عام 2008، انطلاقاً من دبي وتسيّر رحلاتها إلى 94 وجهة، وتؤمّن إمكانية السفر على درجة رجال الأعمال في بعض الخطوط. وقد اختيرت العربية للطيران، وهي أول شركة طيران اقتصادية في الشرق الأوسط، التي تأسّست في الشارقة عام 2003، «أفضل شركة طيران اقتصادي في الشرق الأوسط» بحسب آراء الركّاب الذين شملهم استطلاع شركة «سكاي تراكس» للاستشارة في قطاع النقل الجوي ومقرّها المملكة المتحدة.


وعلى غرار المطارات التي تُعتبَر مراكز إقليمية ودولية أساسية لنقل الركّاب والبضائع، حصدت الموانئ الإماراتية عدداً من الجوائز المرموقة. يمرّ نحو 61 في المئة من مجمل الشحن الجوي إلى دول مجلس التعاون الخليجي عبر الموانئ الإماراتية التي يحتل اثنان منها مرتبة متقدّمة بين تصنيف المجلس العالمي للشحن البحري لأفضل 50 ميناء للحاويات.


وقد كشفت أبوظبي النقاب عن ميناء خليفة الجديد ومنطقة خليفة الصناعية اللذين بلغت تكلفتهما 26.5 مليار درهم، وتصل قدرتهما الاستيعابية إلى مليونَي حاوية بطول 20 قدماً، و35 مليون طن من الحمولة العامة سنوياً.


ويُعتبَر ميناء راشد وميناء جبل علي في دبي من المحرّكات الأساسية للتجارة والتصدير في دولة الإمارات العربية المتحدة.


وقد ساهم ميناء جبل علي، الأكثر ازدحاماً وحركةً في المنطقة، في ظهور قرية جبل علي التي أنشئت في الأصل لإيواء موظّفي الميناء، وكان أيضاً وراء قيام المنطقة الحرة في جبل علي التي تُعَدّ الأكبر في العالم، وتتضمّن مكاتب، ومستودعات، وصالات عرض، ومراكز تجارية، وفنادق. وعلى مقربة من ميناء راشد تقع أحواض دبي الجافة التي أنشأها المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، الأب المؤسّس لإمارة دبي، على الرغم من اعتراضات المستشارين البريطانيين الذين اعتبروا أنه سيكون مشروعاً عقيماً باهظ الكلفة. لكن هذا الرجل صاحب الرؤية الاستثنائية مضى قدماً بتنفيذ مخططاته لبناء منشأة كبيرة مخصصة في شكل أساسي لصيانة ناقلات النفط.


وقد علت الأصوات السلبية نفسها تنديداً بمركز دبي التجاري العالمي المؤلّف من 33 طابقاً وميناء جبل علي عندما كانت دبي لا تزال على بعد سنواتٍ من وضع بصمتها على الخارطة العالمية. فقد همس بعض التجار في دبي في آذان أبناء الشيخ راشد لإقناعه بالعدول عن مثل هذه المشاريع الضخمة والمكلفة، كما يكشف صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في سيرته الذاتية.


كان الشيخ راشد يعتبر أن تشييد البنى التحتية يستجلب المستثمرين والمغتربين والزوار - وقد جاؤوا فعلاً بالملايين. وتبنّى الشيخ محمد الفلسفة نفسها، فسعى بكل جرأة إلى إعطاء دبي والإمارات العربية المتحدة طابعاً من التفوّق والتميّز.


تدرك أبوظبي أهمية الاستثمار في بنى تحتية قوية وصلبة باعتباره واحداً من الركائز الاقتصادية الأساسية، وتُعدّ العدّة لتنفيذ عدد كبير من المشاريع الطموحة، مثل شبكة المترو وشبكة السكة الحديد التي تربط أبوظبي بدبي والإمارات الشمالية، فضلاً عن موانئ رئيسة وحقول للغاز.


لا بد لي هنا من أن أستشهد بقولٍ لرئيسة الوزراء البريطانية سابقاً مارغريت تاتشر، التي لطالما كنت من المعجبين بها: «أنتم وأنا نتنقّل عبر الطرقات والسكك الحديد، لكن الاقتصاديين يتنقلون عبر البنى التحتية». لقد صدقتْ القول حقاً! شيِّدوا البنى التحتية، وسوف يأتون جالبين معهم الاستثمارات والوظائف والبدايات الجديدة.