انتقد عبد الله أوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني المعتقل في جزيرة إيمرالي التركية بشدة الحرب بين حزب العمال الكردستاني والحكومة التركية، وطلب من الجميع بالعودة فوراً إلى طاولة المفاوضات لوضع جدول زمني أسرع للحل، ووقف إراقة الدماء.
وذكرت وكالة أنباء الإعلام العراقي أن إدارة السلم المدني - التي شكلتها حكومة حزب (العدالة والتنمية) التركية للإشراف على المفاوضات مع حزب العمال الكردستاني، ومتابعة خطوات الحل- نقلت عن عبد الله أوجلان قوله: "فشل مقاتلونا وقادة حزب الشعوب الديمقراطي ومسؤولو الحكومة التركية في إدارة المفاوضات، وإنني أطالب الجميع بالعودة فوراً إلى طاولة المفاوضات لوضع جدول زمني أسرع للحل، ووقف إراقة الدماء".
وكانت مليشيات الحزب المصنف إرهابيا في تركيا ودول عالمية أخرى بدأ بشن هجمات ضد أهداف مدنية تركية على خلفية تفجير أحد عناصر داعش نفسه في وسط من أكراد تركيا كانوا يستعدون للتوجه إلى "كوباني" في سوريا لإظهار التأييد والمؤازرة للأكراد الذين يقاتلون داعش. وعلى إثر استئناف الهجمات الإرهابية شنت القوات المسلحة التركية عملية عسكرية واسعة النطاق على الحزب شمال العراق وعلى تنظيم داعش شمال سوريا.
وأضافت الوكالة أن إدارة السلم المدني الحكومية التركية أشارت إلى أن مسؤولي الاستخبارات أبلغوا أوجلان بوضوح أنه "لا عودة إلى المفاوضات قبل انسحاب كل عناصر الكردستاني بأسلحتهم من أراضي تركيا".
وأوضحت الوكالة أنه في المقابل، اشترط الجناح العسكري لحزب العمال الكردستاني وقف إطلاق النار لمواصلة وفد من نواب حزب الشعوب الديمقراطي اليساري التركي الموالي للأكراد زيارة أوجلان في السجن، والتي منعتها الحكومة منذ ما قبل انتخابات (7|6) الماضي، فيما فشل زعيم حزب الشعوب الديمقراطي صلاح الدين دميرداش في إقناع قيادات الحزب الكردستاني التي التقاها في بروكسل بوقف النار من أجل السماح بلقائه أوجلان والاطلاع على شروطه في التفاوض مع أنقرة.
وقدم حزب الشعوب الديمقراطي طلبين أولهما إلى الحلف الأطلسي (ناتو) للضغط على أنقرة من أجل وقف ضرباتها على مواقع حزب العمال، والثاني إلى الأمم المتحدة. وطالب دميرطاش الحزب والحكومة التركية وقف إطلاق النار أيضا والعودة للمسار السياسي.
وخلافا لموقف الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وغالبية دول العالم انفرد الأمين العربي أمين جامعة الدول العربية بإصدار بيان دون تشاور مع الدول الأعضاء وفقا لما أكده وزير خارجية قطر خالد العطية أدان فيه العمليات العسكرية التركية ضد الحزب الكردي بذريعة أنه يخترق سيادة دولة العراق، رغم أنه  يحق لتركيا التوغل شمال العراق لمسافة 15 كلم بموجب اتفاقية رسمية مع النظام العراقي السابق ولا تزال الاتفاقية سارية المفعول.
ومن المتوقع أن تسفر جهود دولية ومحلية تركية إلى وقف قريب لإطلاق النار بين الجيش التركي والحزب الكردي بعد هذه الجولة الأخيرة من المواجهة والتي أظهرت استعداد الطرفين وقدرتهما على العودة لمربع المواجهة الشاملة كما كان الحال عليه قبل نحو عامين وقت انطلاق مفاوضات سلام بين الحكومة التركية والحزب وهو ما يدرك الجانبان أنه يصب في صالحهما معا.