أحدث الأخبار
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد
  • 06:39 . معركة النفوذ في حضرموت.. سباق محتدم بين أبوظبي والرياض... المزيد
  • 06:22 . روائية أمريكية بارزة تقاطع "مهرجان طيران الإمارات للآداب" بسبب الحرب في السودان... المزيد
  • 05:07 . جيش الاحتلال يعلن مقتل زعيم المليشيات في غزة "ياسر أبو شباب" على يد مجهولين... المزيد
  • 11:35 . "المعاشات" تصفّر 8 خدمات رئيسية ضمن مبادرة تقليل البيروقراطية الحكومية... المزيد
  • 11:31 . "الأبيض" يخسر أمام الأردن 1–2 في افتتاح مشواره بكأس العرب... المزيد
  • 11:30 . سلطنة عُمان تنجح في إعادة طاقم سفينة "إتيرنيتي سي" من اليمن... المزيد
  • 10:12 . الإمارات تعلن تخصيص 15 مليون دولار للاستجابة للأزمة في السودان... المزيد

جاذبية تنظيم الدولة (2)

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 18-08-2015

نستكمل اليوم الحديث الذي بدأناه الأسبوع الماضي حول عناصر جاذبية تنظيم الدولة. قلنا آنفاً إن مفهوم وحدة الأمة والاصطفاف وغياب ريادة إسلامية حقيقية، كل ذلك أسهم في صناعة الجاذبية التي يستخدمها التنظيم في تجنيد عناصره، ويضاف إلى هذه العناصر النزعة الغوغائية للعنف، ففي فترات الاضطراب والصراع يتجه الشارع تلقائياً نحو العنف، نرى ذلك في أبسط الحالات مثل انطفاء الكهرباء في مدينة كبيرة الذي يؤدي إلى ارتفاع كبير في وتيرة العنف، ونرى ذلك في الحالات المعقدة مثل صراع العِرقيات في رواندا الذي أدى إلى مقتل الآلاف من الأبرياء. ببساطة عندما يوجد صراع بين أطراف مختلفة وينتج عن هذا الصراع مواجهة تستمر وتيرة العنف بالتصاعد، فمقتل شخص من طرف يقود لانتقام يموت فيه عشرة ثم معركة يموت فيها مئة وهكذا، لا يتوقف العنف حتى ينتصر أحد الطرفين انتصاراً شاملاً أو يفرض أحد ما هيبة القانون على الشارع. اليوم العالم كله ساحة صراع، قليلة هي تلك الأقاليم التي تخلو من صراعات عِرقية ومذهبية ودينية وسياسية وصلت إلى حد العنف، لذلك يكون من السهل أن يسوّق تنظيم الدولة نفسه على أنه الحل الحاسم للصراع، وبعد أن جربت الشعوب العربية الطرق السلمية لمواجهة التمييز والظلم والفقر ووجدت أن سلميتها تكسرت على صخرة الطغاة، يسهل على مجندي التنظيم أن يطرحوا الدولة الإسلامية بقوتها العسكرية وممارساتها العنيفة حلاً، فالحقوق التي سلبت بالعنف لا تسترد إلا بالعنف، والعنف يصبح جذاباً حينما يكون فرصة نادرة للانتقام، فمن مورس ضدهم عنف الدولة لسنوات عديدة أمامهم اليوم فرصة للانتقام ليس من الدولة فحسب بل من الدولة وكل الخصوم أينما كانوا.
العنصر الأخير الذي يسهل على هذا التنظيم حشد الأنصار والأتباع، هو الصورة المثالية لما بعد المعركة. كل الحركات الثورية يساعدها على الانتشار طرحها لبديل مثالي للوضع القائم، ويسهل ذلك على تنظيم الدولة الذي ما زال في أتون المعركة وهو يقدم صورة لدولة قوية قادرة على الانتقام من خصوم الأمس، ولا تتورع عن معاداة العالم كله للوصول إلى غايتها، وهذا ما يحرص الجهاز الإعلامي للتنظيم على تصويره، دولة عادلة ولكنها صارمة في مواجهة العدو. كل ما يشاع عنها من أعدائها كذب، وكل ما يروى عن بطولتها حقيقة، وكل الأحلام التي تعد بها واقع، إما أن تكون جزءاً أو تكون ضده، هذه الصورة المثالية سرعان ما تتبدد بعد أن يعايش العنصر الجديد الحياة في صفوف التنظيم ليشاهد المجازر بحق الأبرياء والخيانات والتحالفات الحقيقية مع المجرمين والجهات الاستخباراتية، ولكن التنظيم لديه قدرة جيدة على المحافظة على أتباعه في صفه بالمادة حيناً وبالترهيب بالقتل للهاربين حيناً آخر، وبالتالي تبقى صورة الدولة المرتقبة حاضرة، وحينما يثار موضوع العنف والقتل والدمار الذي يقوم به التنظيم يأتيك الرد بأنها لوازم المعركة وضرورة الميدان وستنتهي ليحل محلها العدل والأمان في ظل دولة الخلافة.
هذه العناصر عينة من أسباب كثيرة تدفع بشباب في مقتبل العمر إلى الانخراط في صفوف التنظيم، ولا شك أن هناك غيرها الكثير، ولكن كيف يجب على مجتمعاتنا وحكوماتنا التعامل مع هذه الظاهرة، ولا أعني هنا مقاومة التمدد العسكري للتنظيم وخلاياه المنتشرة هنا وهناك، ولكن أعني مقاومة هذه الجاذبية التي ربما لا تنتهي بنهاية الصورة الحالية لهذا التنظيم بل تستمر في صورة حلم قائم يراود كل من دب فيه اليأس من وسائل التغيير الأخرى. نحن اليوم في وسط مواجهة ليست مع تنظيم فحسب بل مع فكرة بدأت بتنظيم القاعدة وتستمر اليوم في صورة تنظيم الدولة، ولن تعدم وسيطاً ينقلها إلى أرض الواقع طالما وجدت العناصر التي تساهم في خلق هذه البيئة الخصبة الولادة لمثل هذه الأفكار، لهذا الغرض نفرد المقال الأخير في هذه السلسلة الأسبوع المقبل، فإلى ذلك الحين.