أحدث الأخبار
  • 09:38 . قطر تجري مباحثات مع كوريا الجنوبية لتعزيز التعاون العسكري... المزيد
  • 09:28 . جيش الاحتلال يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 07:45 . أبو عبيدة يلقي كلمة مصورة بالذكرى الأولى لطوفان الأقصى (فيديو)... المزيد
  • 07:21 . اعتماد قرار بإنشاء "المجلس الأعلى للفضاء" في الإمارات... المزيد
  • 06:53 . في الذكرى الأولى لطوفان الأقصى.. القسام تقصف تل أبيب برشقة صاروخية... المزيد
  • 06:32 . إعلام عبري: القسام لا تزال تمتلك مئات الصواريخ بعيدة المدى... المزيد
  • 12:26 . الذهب يتراجع مع تزايد توقعات خفض الفائدة الأمريكية‭... المزيد
  • 12:14 . بعد عام من الحرب.. لا يزال الطريق طويلاً للتعافي أمام جرحى جنود الاحتياط الإسرائيليين... المزيد
  • 11:50 . الاحتلال الإسرائيلي يوسع هجماته على غزة والمقاومة تكثف عملياتها... المزيد
  • 11:42 . الإمارات ترسل ست طائرات مساعدات إلى لبنان... المزيد
  • 11:31 . زياد النخالة: لدى الفصائل ما يكفي من الأسرى لإجراء تبادل مع الاحتلال... المزيد
  • 11:23 . توقعات بنمو الاستثمارات الإماراتية في الخارج 10 % سنوياً... المزيد
  • 10:58 . الإمارات والأردن توقعان اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة... المزيد
  • 01:08 . ليفاندوفسكي يقود برشلونة للفوز على ألافيس في الدوري الإسباني... المزيد
  • 12:39 . خسائر غزة البشرية والمادية بعد عام من العدوان الإسرائيلي... المزيد
  • 12:17 . ما مصير قائد فيلق القدس الإيراني ببعد استهدافه في لبنان؟... المزيد

نهج الشورى عند الشيخ زايد

الكـاتب : حبيب الصايغ
تاريخ الخبر: 21-08-2015


يتعدد منجز الشيخ زايد، رحمه الله، إلى درجة أنه لم يُوثق ولم يُدرس بما فيه الكفاية أو كما يجب. من ذلك، ونحن على أبواب الانتخابات، تأصيل القائد المؤسس لمنهج الشورى في السياسة العامة، ثم تطبيقه المعاصر والسلس بعد التأصيل، بدءاً من الحرص على تفعيل اجتماعات ودور المجلس الأعلى. إن الوقوف على وجوه من منهج الشورى عند قائدنا ووالدنا وحكيم العرب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مهم جداً في هذا التوقيت، وقد نعود إليه، غير مرة، ونحن نستعد ليوم الانتخابات الحاسم، حيث هو مطروح في فكر الشيخ زايد كجزء أساسي في عملية التنمية، وكأنما المشاركة وسيلة وهدف في الوقت نفسه، وفي ذلك تأكيد على أن المشاركة، خصوصاً في إطار التصويت، واجب وطني هو بعض غرس وإرث المؤسس الكبير.
بعد أن تسلم الشيخ زايد مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي في السادس من أغسطس/آب 1966، أحاط نفسه ببطانة صالحة، كان يستشيرها في مختلف القضايا المطروحة، وكان أول ما طُرح تجديد العاصمة أبوظبي، وفق تخطيط جديد، فشكّل لجنة الأراضي والتعويضات في بلدية أبوظبي من مواطنين من ذوي الخبرة والثقة والرأي، وفي مرحلة لاحقة بحوالي سنتين، أصدر، رحمه الله، مرسوماً أميرياً بتشكيل مجلس التخطيط في أبوظبي، وهو الذي كان يؤدي دور المجلس التنفيذي، ومجلس الوزراء في مدة لاحقة، لكن الجديد فيه، أنه ضم عدداً من الأهالي من ذوي الرأي والمشورة من خارج دائرة رؤساء وممثلي الدوائر المحلية، وكان القائد المؤسس الشيخ زايد، طيب الله ثراه، رئيس مجلس التخطيط في أبوظبي أواخر الستينات، وكان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ولي العهد، حينئذ، نائب الرئيس.
في مدة لاحقة، أطلق الشيخ زايد المجلس الاستشاري الوطني لإمارة أبوظبي الذي كان يضم خمسين عضواً من مناطق أبوظبي والعين و«الغربية»، والذي أدى أدواراً مهمة بعد ذلك، بالتعاون مع المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي.
وتحمس زايد الخير مع تأسيس الاتحاد مباشرة لإطلاق المجلس الوطني الاتحادي الذي نص عليه الدستور، إلى جانب المجلس الأعلى للاتحاد ومجلس الوزراء الاتحادي، وكان يحرص على افتتاح المجلس الوطني بنفسه، وتوجيه خطاب الافتتاح، بحضور أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، وفي كل افتتاح كان الشيخ زايد يركز ويشدد على مبدأ المشاركة بالرأي، لما فيه مصلحة الوطن والمواطن، كما كان يحرص على استقبال رؤساء وأعضاء المجلس الوطني في لقاءات رسمية منتظمة، فضلاً عن أن مجلسه كان مفتوحاً على الدوام لأعضاء المجلسين الوطني والاستشاري، وغيرهم من المواطنين.
من كلمات الشيخ زايد الخالدة قوله، طيب الله ثراه: «من لم يشاركنا الرأي فليس منا»، والقصد أن إيجابية المواطن مطلوبة، وإنما تتحقق المواطنة الصالحة بأمور من بينها الإدلاء بالرأي في مختلف المواقف، وكأنما المواطن سمع وبصر رئيس الدولة.
المجلس الوطني الاتحادي هو بعض غرس زايد الخير الذي نعتز به جميعاً، وعلينا جميعاً تولي ذلك الغرس الطيب بالرعاية والسقاية، ولابد مما ليس منه بد: المجلس الوطني، إلى ذلك، بعض وصية وحلم الشيخ زايد، وكلما شارك الإماراتيون بالتصويت والمشاركة، تجسد حلم زايد الخير واقعاً شاهقاً في الواقع.

أكلتهم ساندويتشات؟

صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، يتابع أداء وعمل المجلس الوطني الاتحادي بشكل دقيق، وقد أسهم سموه في تطوير فكرة المشاركة السياسية عبر إطلاق برنامج المسار المتدرج (2005)، وستكون لنا، إلى ذلك، عودة متأملة متفحصة، لكن أردنا اليوم، والشيء بالشيء يذكر، إيراد «سالفة» طريفة تدل على متابعة الشيخ خليفة لكل صغيرة وكبيرة في المجلس الوطني.
بعد انتخاب عبدالعزيز بن عبدالله الغرير رئيساً لمجلس 2006، كان هنالك تناول الغداء في الصالة المخصصة، ونتيجة لعدم الترتيب المسبق أو ل«عطل فني طارئ» تَكَوّن طعام الغداء، على غير العادة، من بعض «الخفايف» و«السناك».
بعد الغداء مباشرة توجه رئيس المجلس المنتخب والأعضاء للسلام على صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، وأول ما دخل عبدالعزيز الغرير وسلم، قال له الشيخ خليفة باسماً: شو صاير؟ يقولون أكلت الجماعة ساندويتشات.

مهمة أصعب

ليكن في علم الجميع من مرشحين وناخبين أن مهمة مجلس 2015 وأعضائه أصعب نتيجة لعوامل متعددة، من بينها الظروف المحيطة بمنطقتنا العربية والخليجية الملتهبة، سواء ما اتصل بتحديات التنمية أو التوترات والنزاعات والحروب، أو أخطار تيارات التطرّف وجماعات التكفير.
علينا أن نتذكر ذلك كله وفوقه، حقيقة العصر الذي نعيش فيه، لجهة الحوار ومكانة الحوار. النقاش المجتمعي اليوم تحول إلى ظاهرة يومية في مجالس الشيوخ والمواطنين والمنتديات، كما في «تويتر» و«الفيس بوك»، وبقية وسائل التواصل الاجتماعي، فكيف يكون، والحالة تلك، النقاش في قاعة الشيخ زايد، تحت قبة المجلس الوطني الاتحادي؟
المواطنون يريدون نقاشاً حقيقياً وصادقاً، يتركز على أداء الحكومة، في كلمات وعبارات جديدة غير مكررة، ولا مكان في مجلس 2015 للأحاديث المترهلة والمجاملات.