كان الاتهام سريعاً لإيران بالمسؤولية، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، عن استشهاد خمسة وأربعين من أبناء القوات المسلحة في الإمارات، الأمر الذي ينكأ جرحاً لم يندمل عمره أكثر من أربعين سنة، ويفتح ملفات قديمة ظن البعض أنها طويت أو قاربت على ذلك.
إيران هي المسؤولة عن استشهاد 45 من أبناء قواتنا المسلحة، فالصاروخ الذي استهدفهم في مأرب هو صاروخ إيراني .. وعلى طهران أن "تدفع الثمن" .. هذا الموقف صدر عن المحلل والمستشار السياسي المقرب من مطبخ صنع القرار في الدولة عبد الخالق عبد الله، وهو ما يعكس مزاجاً بدأ يتحرك في أرجاء الدولة.
ويتابع عبد الخالق في سلسلة تغريدات له القول "رغم جو الحداد في الامارات إلا أن العمليات العسكرية مستمرة وستستمر بقوة اكبر بالأيام القادمة لتحرير صنعاء من الاحتلال الحوثي الايراني المزدوج"، على حد تعبيره.
بل إن اللافت في تغريدة سبقت هذه وسبقت حادثة استشهاد الجنود الإماراتيين، أن طرح موضوع الجزر الإماراتية المحتلة من قبل إيران والعلاقات الاقتصادية بين الدولتين، وقال "توقع ارتفاع التبادل التجاري بين الإمارات وإيران الى٢٠ مليار دولار عام ٢٠١٦. التبادل التجاري لا يحول دون مطالبة الإمارات بحقها في الجزر المحتلة"، حسب قوله.
وعقب استشهاد هذا العدد الصادم من أبناء القوات المسلحة خلال مهمتهم العسكرية ضمن قوات التحالف العربي في اليمن، بدأ المزاج الشعبي الإماراتي يتغير باتجاه ضرورة "الثأر" على ما حصل، وأصابع الاتهام لا تقف عند الحوثيين، بل يتعدى ذلك إلى إيران.
ويقول مراقبون إن أفضل طريقة للرد على هذه الجريمة "الحوثية الإيرانية" المزدوجة، كما يسميها سياسيون، هي البدء بتحرك شعبي ورسمي، سياسي وعسكري، من أجل استعادة الجزر الإماراتية المحتلة من قبل طهران منذ أكثر من أربعة عقود، وهو حق يقف إلى جانبه جميع الدول العربية.
وتحتل إيران الجزر الإماراتية الثلاث "طنب الصغرى" و"طنب الكبرى" و"أبو موسى" منذ عام 1971 في أعقاب جلاء القوات البريطانية عن منطقة الخليج. وتمثل الجزر الثلاث ممراً ملاحياً هاماً يمكنه التحكم في الخليج حيث تقع في مدخل مضيق هرمز الذي يربط بين قارات العالم القديم، إضافة إلى ما تمتلكه الجزر الثلاث من ثروات معدنية ونفطية.