حسناً فعلت الإدارات المعنية في دوائر التنمية الاقتصادية، بأن بدأت تضع بعض الضوابط والموازين في قضايا استخدام الأسماء التجارية، فهناك على سبيل المثال قانون أصبح نافذاً منذ سنوات عدة، لا يسمح لك باستخدام اسم عائلة معينة ليكون اسماً تجارياً، من باب أن الولد العاق ــ ربما ــ سيجلب إلى أهله المسبّة، فلو كانت خدماتك رديئة، واسمك التجاري باسم عائلة «الفلنتاني»، فسيقول الناس مباشرة: لعنة الله على «الفلنتاني»، خدماتهم سيئة جداً، أولم نرَ من هو أشد نصباً من «الفلنتاني»؟! خصوصاً مع اضمحلال ورحيل الجيل الطيب من الذين كانوا يقولون لنا: لا تلعن.. مب زين! البديل الذي أوجدته الإدارات المعنية هو السماح باستخدام اسمك الثنائي أو الثلاثي، لكي تكون العلامة التجارية هي أنت «بزاتك»، وتتحمل كل ما يصيبها ويصيبك! ومن ناحية أخرى أيضاً أصبحت هناك بعض المحددات على استخدام أسماء دول ومدن معينة، فليس كل من هبّ ودبّ يستطيع أن يملك علامة تجارية باسم الإمارات لكذا وكذا، ولا أعلم هل تعمّم الأمر على جميع دول العالم أم لا، ولكنني أعتقد أن أحداً لن يهتم لوجود «إفريقيا الوسطى للمشاوي»، لكن من الجيد أن يتعمم القانون!
تبقى مشكلة استخدام لفظ «الإسلامي»، التي تبقى وتتمدد، ما لم يتم دمجها بقوانين الأسماء التجارية، الظاهرة بدأت في الثمانينات جنباً إلى جنب بين بعض المصارف وشركات الدجاج، لظروف تسويقية معينة في تلك الأيام، وقد نجحت، والحق يقال، لكن الأمر اتسع في الفترة الأخيرة، فمن التأمين الإسلامي، إلى النشيد الإسلامي، إلى الكرتون الإسلامي، فندق إسلامي، مطعم إسلامي، إلى المايوه الإسلامي، إلى الاختراع الذي حتماً سمع عنه الجميع، وهو الشامبين الإسلامي، إلى أي شيء تريده ضع أمامه كلمة إسلامي فقط وابحث في «النت»، هناك أمور حتى لا أستطيع ذكرها، لكنها من باب ما تعرفونه من قبيل: على قيد الحياة.. على قيد الحياة! لم يبقَ إلا المعسل!
هل فكّر جهابذة التسويق في مدى الضرر الذي يصيب مصطلح «إسلامي» المقدس، عندما تكون الخدمات المقدمة من الشركة/ المؤسسة/ الجهة، دون مستوى نظيراتها التي لا ترفع هذا المصطلح؟! ما مدى الضرر حين تضع لي رقماً مجانياً لا يعمل، وتمرمطني بين إمارات عدة من أجل معاملة أصبح منافسوك يقومون بها بضغطة زر على هاتف ذكي؟!
حفاظاً على طهارة وقدسية الإسلام، أعيدوا النظر في الأمر، وقننوه واجعلوا له ضوابطه الإدارية، وإذا كانت هناك عائلة تسمى «الفلنتاني» فعلاً، فأرجو من إدارة السجن التأكد من أنه إسلامي!