أحدث الأخبار
  • 11:12 . رئيس الدولة يلتقي ولي العهد السعودي للمرة الأولى منذ مدة... المزيد
  • 11:02 . "أدنوك" تعتزم إنشاء مكتب للتجارة في الولايات المتحدة... المزيد
  • 10:58 . مستشار الأمن القومي الأمريكي يزور السعودية نهاية اليوم... المزيد
  • 10:55 . تعادل مثير يحسم مباراة النصر والهلال في الدوري السعودي... المزيد
  • 10:53 . "أكسيوس": أميركا أجرت محادثات غير مباشرة مع إيران لتجنب التصعيد بالمنطقة... المزيد
  • 10:46 . البحرية البريطانية: تعرض سفينة لأضرار بعد استهدافها في البحر الأحمر... المزيد
  • 10:43 . محكمة تونسية تؤيد حكما بسجن الغنوشي وتحيل 12 إلى دائرة الإرهاب... المزيد
  • 01:06 . "هيئة المعرفة" تبرم حزمة اتفاقيات لتوفير منح دراسية للطلبة المواطنين بدبي... المزيد
  • 01:05 . عائدات "مبادلة" تسجل 99 ملياراً والأصول 1.1 تريليون درهم خلال 2023... المزيد
  • 01:03 . على حساب النصر.. الوصل يتوج بطلاً لكأس رئيس الدولة للمرة الثالثة في تاريخه... المزيد
  • 09:26 . غزة.. عمليات نوعية للمقاومة ومجازر جديدة للاحتلال بحق المدنيين شمال وجنوب القطاع... المزيد
  • 09:25 . شرطة أبوظبي تعلن عن وفاة ضابطين أثناء أدائهم مهام عملهم... المزيد
  • 07:32 . الأسهم المحلية تستقطب 7.2 مليار درهم سيولة في أسبوع... المزيد
  • 06:24 . وزراء خارجية 13 دولة يحذرون الاحتلال الإسرائيلي من الهجوم على رفح... المزيد
  • 06:23 . موسكو تعلن اعتراض أكثر من 100 مسيرة أوكرانية واحتواء حريق في مصفاة روسية... المزيد
  • 12:04 . الذهب يتجه لتحقيق مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي... المزيد

متطرفون في لندن وواشنطن

الكـاتب : ماجد محمد الأنصاري
تاريخ الخبر: 15-09-2015


التطرف في منطوقنا اليوم يكاد يكون محصوراً في الحديث عن الإرهاب، ولكن الواقع هو أن المصطلح أعم وأشمل فهو يرمز لأولئك الذين يقفون في نهايات المحور السياسي على الجانبين، ومن هنا يأتي استخدام مصطلح التطرف، فهم يقفون على الطرف من هذا المحور، ففي واقعنا اليوم أبرز مثال على ذلك هي المجموعات التي تحمل السلاح للوصول لمطالبها السياسية، ولا نعني بذلك من حمل السلاح دفاعاً عن نفسه وأرضه ولكن من حمل السلاح بغية الوصول إلى أهداف أيديولوجية بحتة غير مرتبطة بالواقع من حولها. التطرف لو أخذنا خطوة إلى داخل المحور السياسي يضم في صفوفه أصحاب الآراء المتشددة في القضايا السياسية الرئيسية سواءً المحلية منها أو الخارجية، في السياق الغربي الذي يتسم بالاستقرار السياسي والنظام التعددي يرمى بالتطرف كل أولئك الذين يتبنون آراء متشددة في قضايا المجتمع الرئيسية هناك مثل الإجهاض والهجرة وحجم التدخل الرسمي في الحياة العامة، فالمتطرف اليميني هو ذلك المحافظ الذي يطالب بطرد المهاجرين ومنع الإجهاض وفرض هوية المجموعة «الأصيلة» في المجتمع، والمتطرف اليساري هو ذلك الذي يطالب بدولة العمال ويحارب الرأسمالية ورموزها ويعمل على تخريب الأعمال التي تضر بالبيئة كما يمقت الدين ويطالب بإبعاده عن الحياة العامة.
إلى وقت قريب كان اليمين المتطرف واليسار المتطرف بعيدان عن المشهد السياسي الفعلي في العواصم الغربية، فاليسار الأمريكي كان يمثله الديمقراطيون الذين هم يسار وسط أي أنهم يميلون قليلاً إلى اليسار ولكن أطروحاتهم لا تصل إلى مطالب اليسار التقليدية ولكنهم يكتفون بتعزيز دور الرعاية الاجتماعية، بينما يمثل اليمين الجمهوريون الذين يكتفون ببعض الإجراءات التنظيمية لدخول المهاجرين ويعززون مواقع الرأسماليين من النظام السياسي، وفير بريطانيا ومنذ تولى توني بلير رئاسة الوزراء وبشر بحزب العمال الجديد اختفى اليسار الإنجليزي ليحل محله يسار أمريكي ليس معنياً بقضايا العمال ولا تأميم مصادر الدخل والخدمات العامة، وفي اليمين كان المحافظون ولا زالوا إلى حد كبير نسخة مخففة مشابهة بل أقل يمينية من تلك التي يطرحها الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة.
السنوات الأخيرة شهدت تصاعداً لليمين في ضفتي الأطلنطي مع صعود بعض الأحزاب اليمينية المتطرفة في البرلمانات الأوروبية وبعض الحكومات الإقليمية هناك، بينما ظهر اليمين بمخالبه في الولايات المتحدة بعد وصول أوبمام للبيت الأبيض من خلال ما يسمى بحركة حفلة الشاي وهي مجموعة متشددة من الجمهوريين الذي تأتي تسميتهم اقتباساً من حرق سفن الشاي الإنجليزية في بداية الثورة الأمريكية ويتركز برنامجهم على معاداة المهاجرين والتشدد في قضايا الإجهاض والمطالبة بإسقاط برامج الرعاية الاجتماعية، التطور الذي يحصل اليوم ينبئ بتغير في المشهد السياسي لصالح هؤلاء المتطرفين ولكن ما هو هذا التغير؟
في الولايات المتحدة ينطلق مرشحو الرئاسة من الحزبين في حملاتهم للانتخابات الفرعية للحزب والتي ستفرز مرشحي الرئاسة من الحزبين ليتنافسوا في الانتخابات العامة في نوفمبر، لم تكن الساحة الديموقراطية مثيرة مع توقع خسارتهم للبيت الأبيض ولكن الساحة الجمهورية كانت لافتة للانتباه مع صعود مرشح لم يكن أحد يتوقع أن يصمد إلى المرتبة الأولى في استطلاعات الرأي، دونالد ترمب ملياردير أمريكي يميني سليط اللسان وعصبي ويقول ما لا يجرؤ أعتى ممثلي الحزب الجمهوري وأكثرهم تشدداً تحت قبة البرلمان على قوله، فهو ذات مرة طالب بأن تعود حروب أمريكا إلى عهد الاستعمار مستغرباً أن تحتل أمريكا دولة ثم تسلمها لحكومة محلية، «يجب أن ندخل ونأخذ خيراتهم» بهذه الجملة رد على المذيع الذي كان يناقشه في رأيه قبل سنوات حين كان يطمح بالترشح وفشل، اليوم يجد نفسه وبفارق كبير المرشح الأكثر شعبية في السباق الجمهوري فهو يتفوق على أقرب منافسيه شقيق الرئيس وابن الرئيس جيب بوش والذي كانت التوقعات تشير إلى فوزه بالترشح ويجد نفسه اليوم ثانياً بعد ترمب في كل الولايات التي تجرى فيها الاستطلاعات تقريباً. عبر الأطلنطي حيث فاز حزب المحافظين بالانتخابات الأخيرة يتنفس اليسار من جديد مع فوز مرشح مستبعد كذلك برئاسة حزل العمال، جيريمي كوربن ستيني يساري من جيل العماليين الحقيقيين الذين يؤمنون بالحركة العمالية ورفع الضرائب على الأغنياء وبرامج مكلفة للرعاية الاجتماعية، فاز كوربن فوزاً ساحقاً على منافسية حيث حصد 60% من أصوات ناخبي حزبه ليتفوق على النسبة التي حققها توني بلير حين وقف ذات الموقف، واليوم يتحدث عن معارضته للحروب الخارجية ورغبته في إلغاء رسوم الدراسة الجامعية في إنجلترا وتفكيك البرنامج النووي وكما هو حال اليسار يؤيد حقوق الفلسطينيين، لم يكن أحد يتوقع ترشحه لكونه معارضاً داخلياً في الحزب، ولكنه سرعان ما حصد دعم الاتحادات العمالية الكبرى في بريطانيا، وقواعد الحزب التقليدية التي ضاقت ذرعاً بقيادتها الوسطية، اليوم يجلس كوربن في رئاسة حكومة الظل - المعارضة البرلمانية- البريطانية مواجهاً لديفيد كاميرون.
مازال المحللون يتوقعون أن تنتهي موضة ترمب وأن لا ينجح في الحصول على ترشيح حزبه وفي بريطانيا التي بدأت للتو دورة انتخابية يستبعد الكثيرون وصول كوربن إلى داوننغ ستريت ولكن الأحداث تشير إلى احتمال متزايد في أن يجد المتطرفون مقعداً لهم في أهم عواصم العالم، وحينها سيكون التطرف حالة سياسية.