أحدث الأخبار
  • 10:13 . إيران: أمريكا تتحمل أيضا مسؤولية اغتيال "نصر الله"... المزيد
  • 08:30 . في أكبر عدد منذ 30 عاما.. السعودية تعدم 198 شخصا خلال 2024... المزيد
  • 08:22 . إعلام عبري: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن باتجاه تل أبيب... المزيد
  • 06:31 . "مصدر" تتطلع إلى تعزيز وجودها في مشروعات الطاقة المتجددة في إسبانيا والبرتغال... المزيد
  • 06:30 . "حماس" و"الجهاد" تدينان اغتيال حسن نصر الله... المزيد
  • 06:29 . إعلام إيراني: مقتل نائب قائد فيلق القدس في لبنان في هجوم ضاحية بيروت... المزيد
  • 04:34 . حزب الله يعلن رسميا مقتل أمينه العام حسن نصر الله... المزيد
  • 12:36 . العاصفة هيلين توقف نحو 24% من إنتاج النفط الأمريكي في خليج المكسيك... المزيد
  • 11:46 . تعادل الوحدة وبني ياس وعجمان يحصد فوزه الأول بدوري أدنوك للمحترفين... المزيد
  • 11:42 . منتخبنا الوطني يخسر أمام كوريا الجنوبية في التصفيات الآسيوية للشباب... المزيد
  • 11:32 . رئيس وزراء الصومال يتهم إثيوبيا بالقيام بتصرفات “تنتهك” سيادة بلاده... المزيد
  • 11:32 . مستشار خامنئي: "إسرائيل" تتجاوز الخطوط الحمراء لطهران... المزيد
  • 11:13 . محللون: حزب الله يفكر في المستقبل بعد استهداف مركز قيادته ببيروت... المزيد
  • 10:44 . موديز تخفض التصنيف الائتماني لـ"إسرائيل" درجتين... المزيد
  • 12:52 . ما مصير حسن نصرالله عقب الغارات الإسرائيلية على بيروت؟... المزيد
  • 09:20 . "القسام" تعلن قتل وإصابة جنود إسرائيليين إثر تدمير دبابة بخان يونس... المزيد

روح المواطنة الجديدة في الإمارات

الكـاتب : فاطمة الصايغ
تاريخ الخبر: 20-09-2015


أظهرت الدماء التي اختلطت من أقصى الإمارات إلى أقصاها روح مواطنة جديدة. نشيد العلم أصبح له طعم مختلف، معاني الفداء والتضحية والولاء للوطن تجسدت في أجمل صورها، المواطنة تعززت في نفوس الجميع وخاصة الأجيال الجديدة.

دولتنا فتحت صفحة جديدة من تاريخها المعاصر انبثقت فيه روح مواطنة جديدة. كانت المشاركة الشعبية في عزاء أبطالنا وذلك التلاحم مع الشعب من قمة الهرم السياسي مفصلاً مهماً في تاريخ دولتنا.

فالشدائد تقوي أبناء الوطن وتظهر المعدن الأصيل للأفراد خاصة عندما تجمعهم أهداف مشتركة ورؤى واحدة. لم يكن أبناء الإمارات محتاجين للحمة الاجتماعية والتكاتف أكثر من اليوم ولم يكونوا بحاجة لأن يكونوا قلباً ويداً واحدة كما هم اليوم. الظروف أظهرت المعدن الأصيل لشعب الإمارات على مختلف أطيافه وطبقاته بل وجنسياته.

جميعهم كانوا كما تنبأ لهم زايد: يداً واحدة في السراء والضراء. الجميع مدركين بأنه كما أعطانا الوطن نعطيه..

وكما هيأ لنا كل أسباب الرخاء يجب أن نرد له الجميل متى ما حانت ساعة الحسم ومتى ما نادى نداء الواجب. كنا جميعاً في مركب واحد مدركين بأن مسير ومصير هذا المركب في يدنا جميعاً، نحن من يحدد وجهته ونحن من يرسم له مساره القادم.

الكثير من المراقبين من الخارج كانوا يتابعون الوضع في الإمارات وما قد يسفر عنه: البعض اعتبر ما حصل مصاباً جللاً، والكثيرون كانت لديهم الثقة بأن ما حصل لن يؤثر علينا سلباً بل سوف يزيدنا أصراراً وتحملاً ويقوي من عزيمتنا. فالضربة عادة ما تقوي العزم وتشد الهمة وتجعل الإنسان أقوى لمواجهة الظروف المقبلة. لقد كان العالم من قبل هذا الظرف يرى فينا جوانب معينة.

كان يرى فينا أنموذجاً جميلاً من التنمية والرخاء، كان يرى فينا أنموذجاً من التعاون مع الآخر من خلال برنامج المساعدات الخارجية، كان يرى فينا أنموذجاً من التسامح والتعايش السلمي، أما اليوم فإنه يرى فينا جانباً مختلفاً يتمثل في التكافل والتعاضد والتلاحم الداخلي الذي أدهش العالم.

فقد كان البعض يعتقد أن دولة الإمارات ليست سوى مجتمع متنوع يساهم الاقتصاد في لملمة أطرافه. ظهر أن مجتمع الإمارات ليس فقط اقتصاد وإنما مجتمع يسوده التكافل والتعاضد ويتفق الجميع وعلى اختلاف مشاربهم على هدف واحد. ظهر أن الإمارات ليس فقط اقتصاد ولا أبراج وعمارات وإنما روح متقدة ومشاعر فياضة ساهمت دماء الشهداء في ارتقائها إلى أعلى المراتب.

لقد اتقدت في الإمارات روح مواطنة جديدة. فقد أظهرت الظروف جانباً آخر منا. وفي الحقيقة كانت فرصة لكي يرى العالم تكافلنا مع بعضنا البعض، ومشاركتنا لبعضنا بعضاً. فقد أدرك الجميع أن أهل الإمارات اليوم أصبحوا أشد لحمة وأقوى شكيمة من قبل.

لقد رأى العالم الوجه الاجتماعي للإمارات بعد أن كان يرى فقط الوجه الاقتصادي والمادي من نهضتنا. لقد أدهش تلاحمنا العالم دون أن يدرك أن هذا التراحم هو في الواقع مشتق من أعراف مجتمعنا التقليدي القائم على الفزعة- ذلك النظام الذي سير مجتمعنا لمئات السنين.

لقد أدرك الجميع من شباب وشياب معنى جديداً للمواطنة قائماً على التكافل والتعاون والمشاركة المجتمعية في السراء والضراء. فقد سادت روح قومية في المجتمع لم نعرفها من قبل، ولم ندرك أنها تبلورت فينا بهذه الشدة.

لقد غرس زايد فينا غرساً طيباً جاد بأشهى ثماره اليوم. كانت سياسة زايد قائمة على الكرم والعطاء اللامحدود ولكن زايد كان مدركاً أيضاً أن الوطن والمواطنة لن يكونوا فقط عطاءً ورخاءً.

فسوف تحين اللحظة التي يطلب فيها الوطن رد الجميل ويجب أن يكون الجميع جاهزين. لقد هيأنا زايد لهذه اللحظة منذ بدايات الاتحاد، ولذا فلم نتفاجأ بروح المواطنة الجديدة الذي أظهرتها الظروف التي تعرضنا لها، بل وجدنا زايد يقف أمامنا شامخاً في صورة أبناء زايد.

إن ما تعرضت له الإمارات أخيراً ليس إلا مفصلاً مهماً في بناء أي دولة قومية. فالتجارب تصقل شخصية المواطن وتظهر كل جوانب التلاحم المجتمعي وتقوي من اللحمة الاجتماعية بين مواطنيه. لقد بذل الشهداء تلبية لنداء الواجب وسطروا بدمائهم صفحة جديدة من تاريخ دولتنا قائمة على روح مواطنة جديدة.