أحدث الأخبار
  • 12:35 . سويسرا.. المئات يتظاهرون دعما للفلسطينيين في لوزان... المزيد
  • 12:17 . سهم ستاربكس ينخفض 31 بالمئة منذ تصاعد المقاطعة بسبب حرب غزة... المزيد
  • 12:11 . جنوب السودان ينفي مزاعم "صفقة نفطية مشبوهة" مع شركة تتبع العائلة الحاكمة في أبوظبي... المزيد
  • 11:55 . "جوجل" تعلن وقف تشغيل تطبيق بودكاستس اعتبارا من 23 يونيو المقبل... المزيد
  • 10:52 . رونالدو يقود النصر للفوز على الوحدة بسداسية في الدوري السعودي للمحترفين... المزيد
  • 10:52 . "حماس" ترفض أي اتفاق لا يتضمن وقف الحرب على غزة... المزيد
  • 10:49 . تجمع بين النصر والوصل.. نهائي كأس رئيس الدولة في 17 مايو... المزيد
  • 10:16 . إبراهيم دياز يقود ريال مدريد للفوز والاقتراب من لقب الدوري الإسباني... المزيد
  • 09:25 . رئيس بلدية لندن المسلم صادق خان يفوز بولاية ثالثة... المزيد
  • 08:39 . الشارقة تعلن اكتشافاً جديداً للغاز في حقل "هديبة"... المزيد
  • 08:04 . وكالة: قطر تدرس مستقبل مكتب حماس في الدوحة وما إذا كانت ستواصل الوساطة... المزيد
  • 07:16 . "الإمارات للألمنيوم" تستكمل الاستحواذ على "ليشتميتال" الألمانية... المزيد
  • 07:14 . بفوز ثمين على بورنموث.. أرسنال يحكم قبضته على صدارة الدوري الإنجليزي... المزيد
  • 07:11 . السعودية تجدد المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة... المزيد
  • 07:06 . ارتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 34 ألفا و654 منذ سبعة أكتوبر... المزيد
  • 11:54 . توقعات بتأثر جميع الشركات الإماراتية بقانون الإفلاس الجديد... المزيد

«بوكو حرام».. والحرام!

الكـاتب : عبد الله العوضي
تاريخ الخبر: 30-11--0001

عبد الله العوضي

«بوكو حرام» الجماعة الغريبة في نيجيريا التي ترفع لافتة الإسلام زوراً وبهتاناً للتحريم والتكفير والتفجير، فقد بدأت بتحريم التعليم الغربي واستمرت في ذلك حتى وقعت هي في مجموعة من المحرمات المركبة باختطافها قرابة ثلاثمائة طالبة بغرض بيعهن وتزويجهن بأبخس الأثمان وبقوة تهديد السلاح ترهيباً وترويعاً.

لقد أباحت هذه الفئة لنفسها ارتكاب أفظع الجرائم المستنكرة ديناً وعرفاً وقانوناً على مستوى العالم، وسمّت جماعتها بالحرام وجعلت شعارها في تحريم التعليم الغربي الذي انطلقت من خلاله لقتل ألوف البشر تحت ذريعة تطبيق الشريعة الإسلامية.

إن هذا الفهم المقلوب للإسلام وهذا السيلان في الدخول إلى مناطق المحرمات المعروفة بداهة لدى جميع شعوب الأرض، وعدم الوقوف عند حد معين، يترك على الساحة أسئلة محيرة، ليس في المجتمع النيجيري فحسب، بل في كل مجتمع تقفز جماعة مشحونة بالتطرف تدعي الإسلام وتقدمه على طبق من الدماء البريئة، لتغيير الأنظمة والترويج لإصلاح مزيف لم نرَ من خلاله إلا مزيداً من عمليات الخطف والقتل، وما يلحق بها من أفعال مشينة لا تمت إلى إسلامنا الحنيف والسمح بصلة.

هذا الوجه المظلم لمثل هذه الجماعات التي قد تدغدغ شعور العوام والبسطاء من المسلمين الذين يعانون مشاكل اقتصادية واجتماعية في بعض البلدان، لا علاقة له بالدين الإسلامي الذي يُراد ليُّ عنقه لكي يركب عليه حل المشكلات المستعصية، وهي تفتقد إلى جرعات من المشاريع التنموية التي تساهم في رفع تلك المعاناة غير المرتبطة بالدين ولا بقضايا الإسلام العامة.

كيف لمجتمع يعاني مشكلات من التخلف والتقهقر في شتى مجالات الحياة، ليست وليدة اليوم، حتى تأتي جماعة مثل «بوكو حرام» لتزعم بأن في يدها الملطخة بكل أنواع الجرائم الحل السحري إذا ما تولت زمام الأمور وفرضت الحلول المزعومة لديها على المجتمع بالقهر والسياط الملتهبة لكل من يخرج عن طوعها، وكأنها احتكرت غضب الله ورحمته بين يديها، فالويل والثبور لمن يخرج عن نهجها، فرصاصة في رأسه أقرب إليه من إصلاح شأنه.

ترى ما الفرق بين جماعة «بوكو حرام» وعصابة إجرامية ترتكب ذات الفعل، الذي يعد جزءاً من سلوكياتها ووسيلة لعيشها في أي زمان ومكان، وأي إسلام يُراد أن يزج به في هذا العمل حتى يقتنع المجتمع الداخلي أو الإقليمي فضلاً عن الدولي، بأن مشكلة نيجيريا محصورة في تفكير «بوكو حرام».

إننا أمام عقلية مغتربة عن واقعها وتتعامل مع الأحداث من وحي خيال المريض، وفي مجال يعرّض أمن وسلامة المجتمعات للخطر باسم حتمية تطبيق الشريعة الغائبة وفق مفهوم المغيبين عن الواقع تماماً.

إن تصرف جماعة «بوكو حرام» وغيرها من الجماعات التي تنحو نهجها قبيح ومستهجن، وهي ترتكب بأعمالها المجرمة أخطاء فاحشة ضد الإسلام، وذلك عندما تجعل منه طرفاً في القضية وعاملاً محورياً في تأزيم المشكلات، بدل الوصول إلى الحل المفترض من قبل هذه الجماعات التي لا تملك أجندة تنموية، تساهم في حل مشكلات المجتمع وفق برامج وخطط بعيدة عن زج الإسلام في منتصفه أو وضع شماعة الحل في رقبته.

إننا أمام مشهد لجماعة ترتكب أشد المحرمات على مستوى الإنسانية دون رادع مناسب بالمقابل، حتى لا تتحول إلى ظاهرة تقوض أسس التعايش السلمي بين أفراد المجتمع الواحد، وتخلق مشكلات إضافية وتدخل المجتمع الآمن في صراع إثني لم يخطر على بال الشعب النيجيري الذي يراد أن يذهب ضحية لأفكار المتطرفين عن كل منهج حكيم وسليم.