أحدث الأخبار
  • 11:31 . المركزي: احتياطيات بنوك الدولة تتجاوز نصف تريليون درهم بنهاية فبراير 2024... المزيد
  • 11:30 . "الإمارات للاتصالات" تنفي إجراء مفاوضات للاستحواذ على "يونايتد غروب"... المزيد
  • 11:26 . أبوظبي وطهران تعقدان أول اجتماع اقتصادي منذ 10 أعوام... المزيد
  • 11:24 . مصرف الإمارات المركزي يبقي على أسعار الفائدة "دون تغيير"... المزيد
  • 11:15 . رويترز: ضغوط أمريكية وغربية على أبوظبي بسبب التجارة مع روسيا... المزيد
  • 11:06 . "إذا ماتت فلسطين ماتت الإنسانية".. رئيس كولومبيا يقطع علاقات بلاده مع الاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 08:50 . بسبب مخاوف حول حقوق الإنسان.. رفض أمريكي لانتخاب رئيس أرامكو السعودية مديرا ببلاك روك... المزيد
  • 08:46 . رونالدو يقود النصر السعودي لنهائي كأس خادم الحرمين... المزيد
  • 08:44 . دورتموند يفوز على سان جيرمان في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا... المزيد
  • 11:31 . وفاة الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان والإمارات تعلن الحداد سبعة أيام... المزيد
  • 11:15 . هبوط مؤشرات معظم البورصات الخليجية مع تراجع أسعار النفط... المزيد
  • 09:09 . الدولار يهبط قبيل صدور بيان اجتماع المركزي الأمريكي... المزيد
  • 09:06 . لابيد يقرر زيارة أبوظبي في خضم الخلافات الإسرائيلية... المزيد
  • 07:56 . تركيا تنضم إلى دعوى جنوب أفريقيا ضد الاحتلال الإسرائيلي أمام العدل الدولية... المزيد
  • 07:33 . إلى أين تتجه القوة العسكرية الإماراتية العابرة للحدود؟.. مركز دراسات يجيب... المزيد
  • 07:01 . 17.8 مليار درهم رصيد المركزي من الذهب بنهاية فبراير 2024... المزيد

إيران.. وكبرياء البحرين

الكـاتب : محمد خلفان الصوافي
تاريخ الخبر: 14-10-2015


يعتبر طرد مملكة البحرين للسفير الإيراني، محمد رضا باباي، واحداً من المواقف الجريئة التي بدأت الدول العربية اتخاذها مع دولة لا تقيم للجوار أي قيمة. الأمر ذكرني بما طرحه وزير خارجيتها محمد ظريف (الدار ثم الجار) وظن بعضنا أن هناك أملا في أن تتحول إيران إلى دولة طبيعية.

صحيح أن علاقتنا بإيران تغيرت، لكن- وللأسف الشديد- نحو الأسوأ بعدما استمرأت مسألة التدخل في الشؤون العربية بشكل أقل ما يقال عنه إنه «سافر». فكان لابد أن «يكشر» العرب عن أنيابهم، لأن هذه الدولة لا تتفاهم بمنطق العقل وحسن الجوار. أقول ذلك، بعد حالات عدة جرى من خلالها كشف خلايا نائمة تابعة لإيران في الكويت والبحرين تخزن أسلحة تهدد السلم الأهلي لمجتمعاتنا، ما يعني أن لا شيء تغير في السياسة الإيرانية، حتى وإن تغير التيار السياسي الحاكم في الواجهة.

والواقع أن قرار الطرد جاء متأخراً كثيراً، فمن يستعرض تاريخ العلاقات البحرينية الإيرانية يكتشف أن هناك الكثير من المواقف التي يكفي كل واحد منها لقطع العلاقات وليس طرد السفير. لذا، فإن القرار لم يكن مفاجئاً للمراقبين ولا لإيران نفسها لأنها تدرك مدى الخطأ الذي تفعله.

هناك خلل في فهم النظام الإيراني لعلاقات الجوار العربي كنتيجة لحالة الاستعلاء والغطرسة في التعامل، ما أدى إلى هدر الكثير من فرص التعاون مع الجوار الجغرافي الذي هو من الثوابت الجيوسياسية لأي دولة في العالم. فالحاصل أن إيران سمحت لنفسها بالتدخل في شؤون الدول الأخرى، وبتأجيج الاختلافات المذهبية بطريقة توحي بنيتها تفجير الوضع الداخلي في هذه الدول، ومنها البحرين، كما أعطت لنفسها الحق في الزعم بأن لها حقوقاً تاريخية في بلدان الآخرين.

ليس من الهين لأي دولة طبيعية في العالم أن يتم «طرد» سفيرها، فكيف يكون الأمر أن يتم طرد سفرائها في عدد من الدول وفي فترات متقاربة. قد نفهم أن اليمن فعل ذلك تضامناً مع البحرين التي تقف معه في الحرب ضد الانقلابيين الحوثيين الذين تدعمهم إيران، لكن المستغرب والعجيب أن تفعل ذلك دولة مثل كندا، وهي بعيدة عن إيران، وقبلها بفترة فعلتها ماليزيا.

لقد تضخمت «الذات الإيرانية» مؤخراً إلى درجة ظنت أنه لا يمكن لأي دولة أخرى الوقوف في وجهها أو منعها من خلق الفتن الداخلية والقتل في الدول الأخرى. وما أقدمت عليه البحرين يمثل «صفعة» كانت تحتاجها إيران لكي تدرك أن هناك متغيرات على الساحة الإقليمية تتطلب استيعابها، وأن هناك رفضاً من الشعب البحريني بمختلف شرائحه إزاء محاولاتها الرامية لتحويلهم مواطنين إيرانيين. ومن الناحية النفسية يبدو أن حالة السكوت على ممارسات النظام الإيراني خلقت لديه غروراً، فلم يعد مسؤولوه يدركون أن أخطاءهم صارت معيبة.. لهذا فإن طرد سفراء إيرانيين في الخارج لم يجعل أولئك المسؤولين يشعرون بالخجل أو يتأثرون بما جرى، بل إنهم لم يفكروا حتى في تقديم اعتذار عما قاموا به لتصحيح الوضع.

ولأن المعيار الذي تتعامل به إيران مع العالم، وليس البحرين، فقط لا يهتم بوجهة نظر الرأي العام الإيراني والعالمي ولا يضع لها اعتباراً، فإن الشيء الذي ينبغي أن نعرفه جميعاً هو أن هناك مزاجاً عاماً خليجياً وعربياً يرفض تصرفات إيران، ولن يقبل مستقبلاً ما تقوم به. وقد أثبت الشعب العراقي ذلك مؤخراً من خلال المطالبة برحيلها من بلاده. ولا أعرف إن كان النظام السياسي الإيراني يتابع مدى إعجاب الشعوب العربية بما فعلته البحرين، في دلالة على مدى رفض الناس لمواقف وسياسات إيران. وحين يحدث مثل هذا حيال دولة فاعلم أن هناك كرهاً «عميقاً» تجاه هذه الدولة.

كان اتخاذ موقف حازم من تجاوزات إيران أمراً مطلوباً، لأنه بمنزلة الرد الواضح الذي يجسد مدى رفض دول الخليج لأفعالها. وإذا كانت البحرين فضلت قطع «شعرة معاوية» مع إيران، فإنها قدمت في الوقت نفسه درساً لبعض الدول العربية ومفاده أنه يمكن لبلد ما أن يكون دولة ذات مصداقية ويجبر إيران على تغيير نظرتها الفارسية في «تحقير» الشخصية العربية. فرد فعل العرب بعد اليوم لن يكون بـ«اللاموقف» مع غطرسة النظام الإيراني، وكل تجاوز يقوم به هذا النظام مستقبلا لن يمر بصمت.

وتبقى هذه الخطوة البحرينية، مؤشراً لإيران حتى تضع المتغيرات التي طرأت في أسلوب العرب معها في الاعتبار، وتبتعد عن التعامل مع الجوار وفق أيديولوجيتها القائمة على الاستعلاء والغطرسة.