أحدث الأخبار
  • 10:35 . ماكرون يطلب من الحكومة تسيير الأعمال "حفاظاً على استقرار البلاد"... المزيد
  • 08:09 . الإمارات ترسل سفينة مساعدات رابعة لدعم سكان غزة... المزيد
  • 07:28 . حاكم أم القيوين يقرر دمج دائرتين حكوميتين... المزيد
  • 01:03 . أردوغان يشير إلى إمكانية التقارب مع النظام السوري... المزيد
  • 12:43 . النصر يضم مبخوت الهداف التاريخي لدوري المحترفين رسمياً... المزيد
  • 12:19 . الكويت.. وزارة الداخلية تصدر بيانا جديدا يتعلق بـ"الحسينيات"... المزيد
  • 12:02 . النفط يتراجع مع تهديد "بيريل" للإمدادات... المزيد
  • 11:55 . الإمارات تحذر مواطنيها المتواجدين في مدينة هيوستن الأمريكية من إعصار "بيريل"... المزيد
  • 11:34 . الانتخابات الفرنسية.. ماذا بعد عدم فوز أي حزب بالأغلبية؟... المزيد
  • 10:19 . بدء إغلاق موانئ أميركية مع اقتراب العاصفة المدارية "بيريل"... المزيد
  • 08:45 . كتائب القسام تعلن تجنيد آلاف المقاتلين الجدد في صفوفها خلال الحرب... المزيد
  • 07:48 . الإمارات تصدر جواز سفر بصلاحية 10 أعوام لفئة عمرية معينة... المزيد
  • 07:40 . أوكرانيا تعلن إسقاط مقاتلة روسية من طراز “سو-25”... المزيد
  • 07:01 . انقلاب سفينة حربية إيرانية في ميناء بندر عباس... المزيد
  • 06:30 . انخفاض الاحتياطي الأجنبي لـ"إسرائيل" إلى 210.2 مليار دولار في يونيو... المزيد
  • 06:29 . إيران ترفض بياناً عربياً بشأن الجزر الإماراتية المحتلة... المزيد

عدن بين إعلامنا المحلي ووكالات الأنباء العالمية .. صورتان متناقضتان

عدن كما تنقلها وكالات الأنباء العالمية
خاص – الإمارات 71
تاريخ الخبر: 19-10-2015

ظلت عدن عاصمة جنوب اليمن مثار تنازع طويل ومعقد خاصة في الثلاثة عقود الأخيرة بين الأطراف اليمينة حيث تمسك الشمال بالوحدة و هوى أبناء الجنوب في الانفصال مجددا بعد الوحدة في بدايات تسعينيات القرن الماضي. واليوم وبعد احتلال الحوثيين لعدن والذي دام لبضعة شهور وبعد تحريرها في منتصف يوليو الماضي تقف المدينة مثار اختلاف مجددا بين الداخل والخارج.

الاكتفاء بتحرير عدن
طوال حملة عاصفة الحزم وقبل تحرير المدينة طالبت وسائل إعلام إماراتية وإعلاميون سعوديون في صحف الشرق الأوسط والحياة باقتصار تحرير اليمن على عدن وترك صنعاء العاصمة تواجه مصيرها في يد الحوثيين "إلى ما يشاء الله". الرياض رفضت ذلك رسميا رغم نجاح مساعي أطراف داخلية يمنية وأخرى خارجية خليجية من إعلان عدن عاصمة مؤقتة لليمن بذريعة أن العاصمة صنعاء بيد الاحتلال الحوثي.
بعد تحرير المدينة كانت القوات الإماراتية أول من دخلها وأعلن فيها إطلاق عدد من المشاريع الأمنية والعسكرية والخدمية والإغاثية، دفع "وول ستريت جورنال" بوصف القوات الإماراتية هناك بأنها "الحاكم الفعلي"، وهو الأمر الذي استدرج انتقادات قيادات شعبية سعودية وخليجية لتفرد الإمارات بإدارة ملف المدينة.
اجتماع طنجة.. عدن حاضرة
وفي أغسطس الماضي وعلى نحو مفاجئ وأثناء إجازة الملك سلمان في طنجة المغربية قام نائب رئيس الدولة الشيخ محمد بن راشد وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد بزيارة الملك سلمان والاجتماع به، وهو ما بات يوصف باجتماع طنجة والذي أعقبه إرسال الرياض لواء عسكريا كاملا إلى عدن بعد التواجد العسكري الإماراتي الكثيف، والذي كان آخره إرسال قوات مكافحة الإرهاب وفق ما كشفت عنه مجلة "السياسة" الكويتية. وقد وصفت وسائل إعلام غربية اجتماع طنجة بأنه اجتماع "تقاسم اليمن بين السعودية والإمارات".
الدور الإماراتي في عدن
دولة الإمارات تولت إقامة مشاريع كبيرة في مختلف المجالات الأمنية والإغاثية وقدم إعلامها الرسمي صورا "جميلة" لواقع المدينة رغم أن مركز مسارات للدراسات الاستراتيجية ومقره عدن، ورغم تقارير إعلامية متواترة في الصحف السعودية وخاصة الشرق الأوسط تؤكد أن عدن تعاني الكثير من الصعوبات والعقوبات الاجتماعية والاقتصادية وأن تحريرها من يد الحوثيين لم ينعكس إيجابا على واقع المدينة حيث غلاء الأسعار والفلتان الأمني وتفشي البطالة والفساد الذي وصل إلى عمليات الإغاثة ذاتها فضلا عن الصراع العسكري بين أطراف عديدة في المدينة يتم ترجمته بعمليات اغتيالات لمسؤولين كبارا أو في تفجيرات تتبناها داعش ويتهم بها المخلوع والحوثيون كون "فسيفساء" عدن لا يمكن أن تختفي إلى لون أو انتماء واحد كما يقول ناشطون يمنيون.
عدن في الإعلام الإماراتي
أحدث صور التناقض في اليوم في عدن وعليها هو التقارير الإعلامية المتضاربة الواردة من المدينة، حيث يعكس الإعلام الإماراتي صورة بعيدة عن الواقع وفق ما يؤكده الواقع وسكان المدينة وإعلام آخر يسلط الضوء على السلبيات فقط وفق ما يتهم آخرون أصحاب هذه النظرة السلبية.
صحيفة الاتحاد المحلية نشرت اليوم (19|10) تقريرا مفصلا بعنوان "الإمارات تبدأ ملحمة إعمار عدن" تحدث عما فعلته الدولة في عدن بعد تحرير المدينة وليس ما تعتزم فعله، أي أن التقرير يرصد ما تحقق ويتحقق، فيقول،" .. لم تقف الإمارات عند هذا الحد، بل اتجهت إلى عملية إعادة إعمار المدينة عبر تنفيذ مشاريع مجتمعية وصلت تكلفتها إلى أكثر من 462 مليوناً و279 ألفاً و586 درهماً، واستهدفت أبناء وعائلات شهداء الحرب، وأعمال التأهيل والترميم في عدد من المنشآت والمؤسسات الحكومية التعليمية والخدمية منها، مراكز الشرطة، المستشفيات، المدارس، المحطات الكهربائية، وشبكات المياه والصرف الصحي، والنظافة والحدائق العامة،...".
عدن في وكالات الأنباء العالمية
ولم تمض ساعات على نشر هذا التقرير حتى نشرت وكالات أنباء عالمية من بينها "وكالة الأناضول" تقارير ميدانية مصورة صادمة لما وصلت إليه الحال في عدن.
 بدأ التقرير بمقدمة تراجيدية، قائلا،" لم يعد بمقدور سكان مدينة عدن، جنوبي اليمن، الاستئناس بصور الهدوء التي كانت تنعم بها إلى ما قبل الحرب الجارية، ولا بصور الجمال التي كانت تفاخر بها، وتغطي أجزاء كبيرة من أحيائها وشوارعها، بعد أن استوطنت القمامة، ومياه الصرف الصحي، أماكن واسعة منها، واستبد القلق من أخطار المرض نفوس ساكنيها".
ويشير التقرير العالمي،" فمن دائرة القتل، والتشريد، والتدمير ، إلى ما هو مُشاهد اليوم في معظم أحيائها، ومداخل أزقتها، والمتمثل في طفح مياه الصرف الصحي، وانتشار القاذورات".
الوكالة الإخبارية، نقلت عن مدير مكتب النظافة في عدن، قائد راشد، قوله: " نعاني من شح في الإمكانيات والمعدات والموازنة التشغيلية، فضلاً عن معظم المعدات وسيارات النظافة التي انتهت إما بالتلف والتدمير جراء الحرب، أو بعمليات السطو والنهب لمعظم المرافق الحكومية".
وتنقل الوكالة التركية عن مدير إدارة الصرف الصحي في المدينة، أسباب طفح مياه الصرف بهذه الصورة، إلى انقطاع غالبية العمال عن العمل، احتجاجاً على عدم صرف رواتبهم الشهرية لعدة شهور، غير أنه استدرك: "مشكلة المعاشات الشهرية تم حلها بالتعاون مع الإماراتيين الذين صرفوا رواتب كل العمال حتى نهاية شهر سبتمبر المنصرم".

رؤوس عديدة للصراع

وإزاء الاختلاف على توصيف الحالة في عدن لا تزال المدينة تعاني أنواعا عدة من الصراعات والنزاعات الأيديولوجية والأمنية خاصة بعد تردد أنباء عن ضغوط إماراتية أدت إلى إقصاء محافظ عدن السابق نايف البكري عن منصب المحافظ بعد محاول اغتيال فاشلة له من جانب مجهولين، كونه على علاقة سابقة مع التجمع اليمني للإصلاح، "إخوان اليمن"، وهو صراع يرى فيه ناشطون هو انشغال عن احتياجات المدينة في الأمن والاستقرار والخدمات إذ يريد أن يشعر اليمينون أن مدينتهم تحررت بالفعل من الاحتلال الحوثي ولم تتحول إلى نوع آخر من الاحتلال برؤوس متعددة، على حد وصفهم.