قالت صحيفة "تليجراف" البريطانية: إن أدلة جديدة ظهرت تكشف أن الضربات الجوية الروسية في سوريا جاءت بنتيجة عكسية، وذلك بعد تعثر تقدم قوات نظام بشار الأسد في حلب، وسيطرة "داعش" على طريق سريع يستخدمه النظام بالقرب من المدينة فضلا عن قيام جيش الفتح بالزحف نحو حماة والسيطرة على بلدتين وتدمير مدرعات لجيش النظام.
وأشارت الصحيفة إلى أن مسلحي "داعش" فصلوا الطريق السريع عن الجزء الذي تسيطر عليه الحكومة السورية في حلب الجمعة الماضية، مما يمثل ضربة كبيرة للنظام الذي يسعى لطرد الثوار من حلب.
ونقلت الصحيفة عن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ما لا يقل عن 28 من مسلحي "داعش" و21 من القوات الحكومية والميليشيات الشيعية قتلوا في معركة السيطرة على الطريق السريع.
وذكرت الصحيفة أن النظام السوري شن هجمات على عدة جبهات ضد الثوار منذ بدء الحملة الجوية الروسية في (30|9) الماضي، وتشهد جبهة حلب صراع ثلاثي بين النظام وداعش والثوار.
وأضافت أن جيش "الأسد" مدعوم الآن بطائرات حربية روسية وقوت برية إيرانية ومسلحين من ميليشيات كحزب الله اللبناني ومجموعات مشابهة مدعومة من إيران وروسيا، إلا أن هجماتهم تعثرت وذلك يعود بشكل جزئي إلى تدفق الصواريخ الجديدة المضادة للدبابات والتي وصلت إلى مجموعات ثورية معتدلة، قادمة من الولايات المتحدة وتركيا وقطر.
وتحدثت عن أنه ووفقا لبعض الحسابات فإن الثوار استخدموا صواريخ "TOW" المضادة للدبابات بنسبة وصلت إلى 850% منذ التدخل العسكري الروسي، مما عزز قدراتهم الدفاعية والتسبب في خسائر ثقيلة بالنسبة لقوات النظام.
وذكرت أن ما لا يقل عن 14 من قوات النخبة الإيرانية قتلوا خلال 11 يوم الماضية، بينهم جنرالان وأحد الحراس السابقين للرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد.
ونقلت عن خبراء أن التصعيد العسكري السوري يدفع الثوار للانتقال من الجيش السوري الحر إلى مجموعات مسلحة إسلامية محافظة بشكل أكبر، حققت نجاحا كبيرا في ساحات المعارك بفضل التمويل الأفضل الذي يحصلون عليه مثل جبهة النصرة ومجموعات أخرى مرتبطة بتنظيم القاعدة.
واعتبرت الصحيفة أن إعلان روسيا استعدادها لتقديم الغطاء الجوي للجيش السوري الحر جزء من إستراتيجية واسعة تهدف لإبعاء الثوار والمقاتلين الأكراد عن داعميهم الأمريكيين وإحداث انقسامات في صفوف المعارضة المسلحة.
ولكن سرعان ما رفض الجيش الحر العرض الروسي الذي رأى فيه محاولة لذر الرماد في العيون مطالبا موسكو بالتوقف عن استهدافه قبل "تقديم عروضه".