توعد تنظيم "داعش" روسيا، في تسجيل مصور بثه باللغة الروسية، الخميس، بـ"استعادة القوقاز" واحتلال الكرملين. واحتوى الشريط المصور الذي بثه التنظيم المسلح الذي يسيطر على مناطق واسعة في سوريا والعراق، ومدته 5 دقائق، صوراً لهجمات سابقة نفذها التنظيم، مصحوبة بأناشيد باللغة الروسية، تتضمن هتافات "قريباً.. قريباً جداً.. ستسيل الدماء أنهاراً، ستغلبين بإذن الله يا روسيا"، مضيفاً: "هبوا يا شباب الإسلام في كل مكان، إلى جهاد الروس والأمريكان".
ودعا تنظيم "داعش" إلى شن هجمات على روسيا، والولايات المتحدة رداً على الضربات الجوية على مقاتليه في سوريا.
وتشن روسيا غارات جوية على المعارضة المسلحة في سوريا، ومن بينها تنظيم "داعش"، الذي تستهدفه كذلك غارات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
ويشتبه مسؤولو مخابرات غربيون في أن التنظيم زرع قنبلة في طائرة ركاب روسية، أواخر الشهر الماضي، تحطمت في شبه جزيرة سيناء في مصر قبل نحو أسبوعين، حيث تبنى التنظيم عملية إسقاط الطائرة الروسية لكنه لم يكشف عن تفاصيلها.
وليس واضحاً ما إذا كان لتنظيم "داعش" خلايا نائمة في روسيا، إلا أن الأخيرة لم تنج من استهداف المسلحين لها حتى بعد الانسحاب من أفغانستان عام 1989، فقد دفعت القاعدة جهادييها من القوقاز وآسيا الوسطى لإنشاء بؤر وخلايا جهادية هناك، خصوصاً في داغستان والشيشان وجبال أوزبكستان، وخاضت هذه المجاميع الكثير من المعارك ونفذت العديد من العمليات على فترات متفرقة .
وعرف عن الشيشانيين في تنظيم القاعدة الشراسة الشديدة في القتال، وخصوصاً في التضاريس الصعبة، وتطور عمل تلك المجاميع الجهادية، إلى حد تنفيذ عدة عمليات داخل موسكو، ومن الوارد جداً، بحسب مراقبين، أن تكون فروع القاعدة في المنطقة قد بايعت تنظيم "داعش" وشكلت خلايا نائمة، كما يقاتل في صفوف التنظيم في سوريا والعراق شيشانيون والعديد من المقاتلين من الجمهوريات السوفييتية السابقة.
ويخشى مسؤولون غربيون من أن إسقاط الطائرة الروسية قد يكون بداية تحول لعمليات داعش إذ ظل التنظيم يقتصر في عملياته العسكرية على الأرض التي يسيطر عليها، ولكن يبدو أنه أخذ ينفذ سياسة تنظيم القاعدة في قواعد الاشتباك مع الغرب خاصة بعد التدخل الروسي في سوريا لصالح نظام الأسد.