أحدث الأخبار
  • 07:27 . القضاء المصري يرفع اسم أبو تريكة و1500 آخرين من قوائم الإرهاب... المزيد
  • 07:24 . خالد مشعل: لدينا القدرة على مواصلة المعركة وصمود غزة غير العالم... المزيد
  • 07:20 . الأرصاد يتوقع انخفاضاً جديداً بدرجات الحرارة في الإمارات غداً... المزيد
  • 07:02 . "الموارد البشرية" تعلن عن 50 فرصة عمل بالقطاع الخاص للمواطنين... المزيد
  • 06:49 . القسام تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا شرقي رفح... المزيد
  • 06:16 . صحيفة: أبوظبي تسعى لتلميع صورتها رغم سجلها الحقوقي السيئ... المزيد
  • 11:12 . رئيس الدولة يلتقي ولي العهد السعودي للمرة الأولى منذ مدة... المزيد
  • 11:02 . "أدنوك" تعتزم إنشاء مكتب للتجارة في الولايات المتحدة... المزيد
  • 10:58 . مستشار الأمن القومي الأمريكي يزور السعودية نهاية اليوم... المزيد
  • 10:55 . تعادل مثير يحسم مباراة النصر والهلال في الدوري السعودي... المزيد
  • 10:53 . "أكسيوس": أميركا أجرت محادثات غير مباشرة مع إيران لتجنب التصعيد بالمنطقة... المزيد
  • 10:46 . البحرية البريطانية: تعرض سفينة لأضرار بعد استهدافها في البحر الأحمر... المزيد
  • 10:43 . محكمة تونسية تؤيد حكما بسجن الغنوشي وتحيل 12 إلى دائرة الإرهاب... المزيد
  • 01:06 . "هيئة المعرفة" تبرم حزمة اتفاقيات لتوفير منح دراسية للطلبة المواطنين بدبي... المزيد
  • 01:05 . عائدات "مبادلة" تسجل 99 ملياراً والأصول 1.1 تريليون درهم خلال 2023... المزيد
  • 01:03 . على حساب النصر.. الوصل يتوج بطلاً لكأس رئيس الدولة للمرة الثالثة في تاريخه... المزيد

في ذكرى النكبة

الكـاتب : عائشة المري
تاريخ الخبر: 30-11--0001

عائشة المري

تأتي ذكرى النكبة السادسة والستون في غمرة مرحلة عربية جديدة ما زالت تتشكل ملامحها، ويمكن أن نؤرخ لها بانطلاق ما سمي «الربيع العربي»، فقد مرت ذكرى النكبة وسط أجواء الحرب الأهلية السورية، والخلافات العربية، وتحولات المشهد السياسي العربي، ومرت الذكرى هذا العام كما مرت في السنوات الماضية عربياً إن لم نقل تشاؤماً بصمت، فلا تكاد الشعوب العربية تتذكر ولادة إسرائيل كدولة بقرار دولي في الخامس عشر من مايو 1948 إلا كخبر صحافي هنا أو مقال هناك، وضاع تعريف النكبة في ذهنية الأجيال العربية الناشئة، أجيال لم تقرأ القضية الفلسطينية ولم تشاهد المجازر الإسرائيلية، ونسيت «الانتفاضة» ومعها «أطفال الحجارة»، وفقد «يوم النكبة» رمزية الحدث كمناسبة للتذكر للفلسطينيين في الشتات، وللشعب العربي، فهل يصح اليوم القول إن «الربيع العربي» كان خريفاً للقضية الفلسطينية؟

على الدوام، كانت القضية الفلسطينية قضية عربية وإسلامية، ولم تكن قضية من قضايا التحرر الوطنية المحصورة في جماعة وطنية هي الفلسطينيون، وعلى رغم أن الصراع والمواجهة اليومية هما بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إلا أن انعكاسات ما يجرى على هذه المساحة الجغرافية تمتد دوائر التأثر بها عربياً وإسلامياً، مواجهات أو مفاوضات حرباً أم سلاماً، فلم يملك المفاوض الفلسطيني يوماً الحق المطلق في اتخاذ القرارات المصيرية رغم التطورات السياسية التي نقلت الصراع من كونه صراعاً عربياً إسرائيلياً إلى اقتصاره على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ورغم التطورات السياسية التي قادت إلى تغيير الواقع السياسي حتى على مستوى الخطاب، إلا أن القضية الفلسطينية ظلت قضية محورية في وعي أجيال تشكل وعيها على الصراع وكبرت على أخبار الاعتداءات الإسرائيلية والحرب والترحيل والتهجير والمستوطنات. وقد تشكل جيل عربي يحمل همّ القضية الفلسطينية، وقد ارتبط وعيه السياسي الأولي بمفردات هذه القضية، وكانت شرعية النظم العربية مستمدة من النضال الفلسطيني والموقف من القضية الفلسطينية، وكانت القضية حاضرة في الأدبيات السياسية للمعارضة العربية تحت دعاوى قومية أو اشتراكية أو إسلاموية، وكان العلم الفلسطيني يشكل للجميع رمز النضال من أجل الحرية.

لقد كان لسقوط الفكر القومي بعد حرب 1967 تأثير مباشر على القضية الفلسطينية فأصبح الصراع تدريجياً شأناً فلسطينياً، وأدى تراجع المد القومي مروراً باتفاقية كامب ديفيد وانتهاءً باتفاقيات أوسلو إلى انتهاء الاحتكار القومي العربي للقضية الفلسطينية، ودخلت القضية في مرحلة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتراجع الدور والتأثير العربي إلى المساندة والوساطة، بينما ظهر التأثير الإسلامي في تبني القضيةة بدخول الثورة الإيرانية على خط القضية الفلسطينية وعودة الدور التركي كلاعب إقليمي مؤثر.

وثمة متغيرات عدة، دولية وعربية وحتى داخلية فلسطينية، أدت إلى تراجع القضية الفلسطينية من الأجندات السياسية العربية، وجاء «الربيع العربي» كإضافة لسنوات التراجع، فتصدر «الربيع» نشرات الأخبار وانكفأت الشعوب العربية وحكوماتها على قضاياها الداخلية، وتصدر الوضع الداخلي وقضايا الأمن والاقتصاد أولويات دول «الربيع»، بينما أخذت الدول العربية الأخرى تعيد ترتيب أوراقها، فسقطت القضية الفلسطينية على سلم اهتمامات الدول العربية.

حتى اليوم قد تبدو الرؤية غائمة بالنسبة لعودة ملف القضية الفلسطينية على رأس أجندات الدول العربية، إلا أن الأهم من كل ذلك هو أن تظل القضية الفلسطينية حاضرة في الوعي الجمعي للأجيال العربية، كأكبر عملية اقتلاع في التاريخ الإنساني حولت الشعب الفلسطيني إلى لاجئين في بلادهم وخارجها، وأن تستمر الأجيال الفلسطينية في المنفى والأجيال العربية في النظر إلى القضية الفلسطينية كحق مغتصب، وألا يسقط حق العودة من الثقافة السياسية العربية على رغم الظروف السياسية غير المواتية، وحتى يهدأ غبار «الربيع العربي» يجب أن تبقى القضية الفلسطينية حاضرة وأن يبقى يوم النكبة الفلسطينية مناسبة للتذكر وهو أضعف الإيمان.