بعد أكثر من ثلاثة أسابيع كاملة، وبعد إنكار وتفلت من الاعتراف أقر وزير خارجية حكومة مصرسامح شكري "باحتمال" سقوط الطائرة الروسية بعمل إرهابي.
وسبق أن اشتكا شكري من "عدم تعاون" أجهزة المخابرات العالمية من بلاده في سقوط الطائرة الروسية التي سقطت في الأجواء المصرية ما يعني أن القاهرة هي من يجب أن تكون مصدر المعلومات. كما أقر مسؤول مصري مؤخرا أن بلاده تأخذ معلوماتها حول الطائرةالروسية والإجراءات الروسية بشأنها من وسائل الإعلام فقط.
و قال شكري، إن مصر تعترف باحتمال تعرض الطائرة الروسية لعملية إرهابية مدبرة، وتتخذ إجراءات في المطارات على أساس هذا الاحتمال، وتلتزم بعدم استباق نتائج التحقيقات التي تجري.
جاء ذلك خلال لقاء متلفز أجراه الوزير المصري مع إحدى الفضائيات المحلية الخاصة، السبت(21|11)، أقر خلاله باحتمال أن يكون هناك عمل "إرهابي" مدبر وراء سقوط الطائرة الروسية نهاية الشهر الماضي.
ورداً على معلومات روسيا بشأن إسقاط الطائرة من جراء قنبلة، قال شكري: "لا نستطيع أن نغفل ما لدى روسيا من قدرات في التحقيق والاستقصاء، لكن نلتزم أيضاً بالإطار الدولي، الذي يحتم علينا التحقيق بقواعد وإجراءات متفق عليها تجب فيها الحيدة وعدم النفاذ إلى تقدير نهائي إلا بعد إجراءات"، على حد قوله.
وبخصوص إعلان استخبارات بريطانيا وأمريكا وروسيا وجود عمل تخريبي، وأن الغرب يرى مصر تريد التعتيم وعدم الاعتراف، أضاف قائلاً: "ليس الموضوع موضوع اعتراف، نحن نأخذ في الاعتبار كافة الاحتمالات، فإذا لم نكن نعترف فلماذا نعزز من إجراءاتنا الأمنية في مطاراتنا، وليس هناك نفي أو عدم تعامل مع الواقع".
وأكدت معظم أجهزة المخابرات العالمية المعنية تعرض الطائرة المنكوبة إلى عمل إرهابي من خلال ثغرة أمنية في مطار شرم الشيخ.
وتابع شكري: "لكن من الناحية الرسمية، لا بد أن نراعي، كدولة يجري على أرضها التحقيق، استيفاء الإجراءات القانونية الدولية التي تحتم علينا عدم استباق نتيجة معينة، والدول التي وصلت لهذه النتيجة بشكل قاطع وصلت بما لديها من قدرات ذاتية، ولم توافنا بعضها بما لديها"، نافياً "وصول معلومات تفصيلية من روسيا وأمريكا وبريطانيا حول النتائج التي ذهبت لوجود عمل تخريبي"، حيث استطرد قائلاً: "على حسب علمي لم يتم موافاتنا بشكل تفصيلي بما لدى تلك الدول من قرائن أدت إلى هذا الاستنتاج، ولجنة التحقيق تطالب بموافاتها بهذا لأنها عناصر هامة عندما تضمن لتحقيقاتها التيسير والمصداقية، وهذا ما نسعى إليه نحن، ونطالب به الدول الصديقة، خصوصاً تلك التي لنا معها تعاون استخباراتي وسياسي".
يذكر أن لجنة خماسية مسؤولة عن التحقيقات التي قالت مصر إنها قد تستغرق شهوراً، تضم الفريق المصري المسؤول عن التحقيق بالحادث، إضافة إلى خبراء روس، وخبراء من فرنسا وألمانيا (يمثلان الشركة المصنعة للطائرة إيرباص 321)، وخبراء إيرلنديين لكون الطائرة مسجلة في إيرلندا".
وحول الإعلان المنفرد المسبق من الدول الثلاث بشأن وجود عمل تخريبي دون التنسيق مع مصر، قال شكري: "كان من الأوفق أن يكون هناك تشاور وتنسيق مسبق، لكن نلتمس العذر بالنظر إلى وطأة الأحداث، ولأننا أصدقاء نشعر بالألم الروسي وقلق الشركاء ونقبله بقدر من رحابة الصدر"، مؤكداً أن "العلاقات مع روسيا متشعبة وعميقة".
ولكن الشارع المصري والعربي يرى أن تجاوز الدول الكبرى للقاهرة بهذه المسألة يعني سحب الثقة بقدرة نظام السيسي على حفظ الأمن ومحاربةالإرهاب وهي المزاعم التي فرشت له السجاد الأحمر في أوروبا.
وعقب حادث الطائرة الروسية شهدت العلاقات المصرية الروسية توترا شديدا بدأت بقرار روسي بإجلاء السياح الروس من شرم الشيخ المصرية، ثم قرار تلاه بحظر الطيران المصري على أراضيها، تبعه الإعلان بأن "قنبلة" كانت السبب في سقوط الطائرة الروسية التي أودت بحياة 224 راكباً، بينهم 7 من طاقمها الفني.
وكانت الطائرة الروسية "إيرباص321" أُسقطت، صباح (31|11) الماضي، قرب مدينة العريش شمال شرق مصر، وكان على متنها 217 راكباً معظمهم من الروس، إضافة إلى 7 يشكلون طاقمها الفني، لقوا مصرعهم جميعاً، و أعلن داعش مسؤوليته عن تفجيرها وإسقاطها.