نشر سفيرنا في واشنطن يوسف العتيبة مقالا في مجلة "فورين بوليسي" بمناسبة ال"44" لليوم الوطني تحدث فيه عن "الانفتاح ومحاربة الإرهاب وبشّر بأيديولوجيا إماراتية جديدة للمنقطة ".
وقال العتيبة، إن خلق أيديولوجية الانفتاح والتفاؤل والفرص في الخليج هو عنصر أساسي لهزيمة التطرف، مشدداً على أن تنظيم «داعش» لا يجب أن يهزم في ميدان المعركة فقط، بل أيضا في حرب الأيديولوجيات المتصارعة.
وكان قد نشر موقع "هافينغتون بوست بالإنجليزية" تقريرا حول شخصية وعمل العتيبة وصفته أنه ذو ميل لنمط الحياة الغربية، وأنه سفير لنظام السيسي كما أنه من أشد المؤيدين ليس لمحاربة داعش فقط وإنما لوضع جميع المسلمين في سلة واحدة واعتبارهم إما متطرفين أو إرهابيين.
وادعى العتيبة، "كمسلمين لدينا الكثير على المحك، ويجب علينا أن نقود في كل الجبهات، خاصة بعد أن صدم العالم بأحداث إرهابية في سانت بطرسبرغ وسيناء وباماكو وبيروت والموصل وباريس"، زاعما إلى أنهم يواجهون عدواً أكثر تطوراً، وأكد أن عودة المقاتلين المتطرفين إلى الساحة أصبح تحديا عالميا بطريقة لم يشهدها العالم منذ هجمات سبتمبر.
وأشار العتيبة، إلى أن أبوظبي "انضمت إلى المجتمع الدولي لمحاربة أولئك الذين يزعزعون الاستقرار، ولأكثر من 12 عاماً ظلت تساهم في محاربة المتطرفين في أفغانستان والصومال وسوريا واليمن جواً وبراً، فضلا عن منع دعم المتطرفين من خلال تدفق الأموال والمقاتلين الأجانب وترصد المتطرفين على الإنترنت من خلال استراتيجيات جديدة لمكافحة التطرف"، على حد زعمه.
وكانت الشرطة الأوروبية أصدرت بيانا مؤخرا أكدت فيه أن الدولة أصبحت مركزا متزايد لمجرمي الجرائم المالية وغسل الأموال والاحتيال الضريبي وهذه الجرائم هي النوافذ والمخارج الفعلية لدعم وتمويل الإرهاب.
ورغم الإخفاق العسكري والأمني في معظم المواجهات مع "الإرهاب" وداعش تحديدا رزعم العتيبة، "لنجاح في ميدان المعركة قد يكون الجزء السهل ونحن نعلم ذلك، ولكن يجب علينا أن نحدد كمسلمين وعرب النصر الحقيقي الذي يمكن أن يتحقق عندما تسود قيم التسامح على الفكر الملتوي لأمثال داعش وغيره".
وقال العتيبة، إن أبوظبي "تختبر رؤية جديدة للمنطقة أيديولوجية بديلة موجهة نحو المستقبل وهو مسار يسترشد بمبادئ حقيقية للإسلام وتتمحور حول المشاركة والسلام وتمكين المرأة وتشجيع التنوع والابتكار والمشاركة العالمية"، على حد زعمه.
وإزاء هذا الطرح والزعم بوجود رؤية تسترشد "بمبادئ حقيقية للإسلام"، وكان قد سبق وزير الدولة أنور قرقاش الشهر الماضي للتبشير بنموذج جديد من القومية العربية غير التي قدمتها أنظمة عربية في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، وهي مشروعات يراها مراقبون انها "دعائية" إذ يدرك الجميع الفروق الواسعة بين القومية العربية ونظرتها "لمبادئ الإسلام" التي قال العتيبة إن الرؤية الإماراتية الجديدة تستند إليها.
ولكن مفهوم مبادئ الإسلام، يستدرك ناشطون لدى العتيبة مختلف عن المفاهيم العامة والمتفق عليها لدى عموم الأمة. فأبوظبي تسعى لاستنساخ "فكر ومنهج الأزهر الحالي المحسوب على نظام الانقلاب" في مواجهة التنوع والاجتهاد الواسع الذي يحتمله الإسلام.
العتيبة دلل على مزاعمه بالانفتاح وتمكين المرأة، بتولي أمل القبيسي رئاسة المجلس الوطني الاتحادي "لتصبح أول امرأة في المنطقة تقود برلماناً وطنياً". وتساءل ناشطون، إن كان تولي القبيسي هذا المجلس وهو مجلس استشاري منزوع الصلاحيات بموجب الدستور وبموجب القيود التي تفرضها السلطة التنفيذية وجهاز الأمن، قد كان توليها هدفا بحد ذاته أم لاستخدامها كدليل في خطابات وتصريحات ومقالات للمسؤولين في الدولة، في الوقت الذي تعاني فيه المرأة الإماراتية اضطهادا أمنيا بلا توقف بدءا من محاكمة 13 إمرأة في قضية ال"94" إلى اختطاف "الشقيقات الثلاث" قسرا في فبراير الماضي وحتى اعتقال ابنتي الشهيد محمد العبدولي الشهر الماضي بسبب تغريدة.
كما دلل العتيبة على مزاعم الانفتاح والتسامح، "بإعادة ترميم وفتح كنيسة القديس أندرو في أبوظبي، حيث أكد قس الكنيسة الانجليكانية أندرو تومبسون أنه من الأسهل أن تكون مسيحياً هنا مما هو عليه في المملكة المتحدة، فيما أعرب الأب بيشوي صليب بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية بأبوظبي مؤخراً عن مشاعر مماثلة".
وقد رد ناشطون على هذه المزاعم بالتأكيد على قمع حرية الفكر والعبادة والتعبير التي يواجهها الإماراتيون وعموم العرب والمسلمين المقيمين في الدولة حيث السيطرة الأمنية على الشأن الديني ومراكز تحفيظ القرآن وفصل المدرسين والخطباء المواطنين وإبعاد المقيمين.