ترافقت صور محمد دحلان في الكرملين أثناء مشاركته في اجتماع ضم عدداً من المسؤولين الإماراتيين ونظرائهم الروس أسئلة عديدة عن طبيعة المستقبل الذي يسعى الرجل إليه.
وتأتي هذه الصور بعيد نشر تقارير عديدة تفيد سعي الدولة وبدعم من الأردن ومصر إلى استبدال الرئيس الحالي للسلطة الفلسطينية "محمود عباس" بالقيادي المفصول "محمد دحلان".
محمد دحلان، القيادي المفصول من حركة فتح، والرجل المقرب كثيراً لولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد" يسعى بكل قوة للعودة إلى الواجهة من جديد عن طريق تشكيل حزب سياسي جديد يدخل به الانتخابات الفلسطينية المقبلة أو يحاول عن طريقه السيطرة على حركة فتح وبالتالي السلطة الفلسطينية.
ووفق مسؤول فلسطيني رفيع، فإن دحلان بدأ فعلياً بإجراء العديد من التحركات والخطوات لتشكيل الحزب الجديد، بحيث يضم عدداً من كبار حركة فتح ورجالات السلطة الفلسطينية الذين تربطهم علاقات سيئة ومتوترة بالرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وكشف المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه أن من بين الأسماء التي انضمت لدحلان في مشروعه سلام فياض وياسر عبدربه وتوفيق الطيراوي وجميعهم مفصولين أو موقوفين عن العمل حالياً لخلافاتهم مع عباس.
ومن المتوقع أن ينافس الحزب الجديد والذي سيحمل اسم "حزب المستقبل" في انتخابات فتح الداخلية والانتخابات الفلسطينية المقبلة في حال تمت في فلسطين.
يذكر أن العديد من التقارير قد ذكرت أن دحلان تلقى دعماً كبيراً من مصر والأردن والإمارات لتشكيل الحزب الجديد وترتيب خطة لعودته للساحة الفلسطينية لخلافة محمود عباس الذي هدد أكثر من مرة بالاستقالة ووعد بألا يترشح للانتخابات بعد انتهاء فترته الحالية.
ومن المتوقع أن يعلن دحلان حزبه الجديد قبل الإعلان رسمياً عن انعقاد المؤتمر السابع لحركة «فتح»، الذي تم تأجيله لأكثر من مرة بسبب خلافات داخلية كبيرة بين فتح وأنصار دحلان، وعدم جاهزية قطاع غزة، الذي يعتبره الكثير بأنه أرضية دحلان الخصبة، ويحظى بتأييد كبير خاصة من عناصر منتمية لفتح وأجهزة السلطة الأمنية.
وحتى الآن فإن مسألة الدعم والمساندة التي يتلقاها دحلان ومن رجالات الحكم في الدولة وغيرها من الدول ما زالت محل مساءلة وشك، فبأي صفة يحضر دحلان المنبوذ فلسطينياً والذي يتم تسويقه للفلسطينيين على أنه مشروع خارجي، اجتماعات خاصة بالدولة مع المسؤولين الروس؟ وكيف يرافق محمد بن زايد في جولاته الخارجية ؟ وما مدى مساهمة دحلان شخصياً في تشديد القبضة الأمنية على المعتقلين السياسيين في الدولة وهو المعروف بتفننه في تعذيب وقمع معارضيه.
وبلا شك، فإن الدولة الآن في طريقها للتدخل المعلن في دولة جديدة وساحة متغيرة أخرى، فبعد مصر واليمن وليبيا وتونس يبدو أن الدور قد جاء على فلسطين لتمرير أجندة أجهزة الأمن في الدولة، فأي خسائر سيدفع الإماراتيون هذه المرة؟ وإلى أين سيصل مركب يقوده دحلان؟