دعا وزير الدولة للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، خلال افتتاح الاجتماع الاستثنائى لوزراء الخارجية العرب بالقاهرة، الخميس، إلى النظر فيما سماه " توغل القوات التركية في عمق الأراضى العراقية"، مؤكدا أن التحديات الحالية تفرض على الدول العربية التمسك بالقوانين الدولية واحترام سيادة الدول، على حد قوله .
وقالقرقاش " نأبى تدخل الآخرين في شؤوننا تحت أى ذريعة كانت وفي أى صورة يأتي عليها هذا التدخل".
وأضاف "يساورنا قلق عميق من محاولات التدخل في شؤون الدول العربية من جانب بعض القوى الاقليمية"، وطالب، بـ"مناقشة سبل حماية أمننا القومي والسيادة الإقليمية لدولنا ضد مظاهر هذا التدخل وأخطاره".
وتابع، إن "ما يزيد من قلقنا أن التدخل السافر من جانب تركيا وإيران قد ترك آثاره السيئة على الاستقرار في العديد من الدول العربية باعتباره انتهاكا لسيادتها وسلامتها الإقليمية على نحو لا يمكن التغاضي عنه ولا التهاون فيه ولا المساومة عليه" على حد زعمه.
وقال "لا ينبغي على هذه الدول الساعية إلى المساس بأمننا القومي أن تغتر ببعض مظاهر الضعف المؤقت الذي يشهده النظام العربي حاليا ذلك أن سيادتنا وأمننا وسلامتها الاقليمية تمثل خطا أحمر يستوجب الدفاع عنه بكل ما أوتينا من قوة".
وأضاف أن ميثاق الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية "يجعل من التدخل في شؤون الدول وانتهاك سيادة أراضيها، صورة من صور العدوان" على حد وصفه.
وكانت تركيا نشرت مؤخرا عددا من جنودها في الموصل لاستبدال قوة تركية أخرى، علما أن هذه القوة التركية موجودة في العراق منذ العام الماضي وبطلب من حكومة بغداد. غير أن وقوف حكومة العراق إلى جانب روسيا في أعقاب إسقاط تركيا مقاتلة روسية الشهر الماضي دفعها لاتخاذ موقف عدائي من أنقرة فقامت بالتصعيد إعلاميا مطالبة بخروج القوات التركية قبل أن تهدد باستهداف هذه القوات عسكريا. وأعلنت تركيا هذا الأسبوع سحب قواتها من الموصل تماما بعد مكالمة جرت بين الرئيس التركي أردوغان ونظيره الأمريكي أوباما.
ورغم سحب القوات التركية، واستمرار احتلال إيران للجزر الإماراتية منذ 44 عاما واحتلال أراض واسعة في سوريا وتتدخل في العراق والبحرين واليمن إلا أن قرقاش ركز هجومه على تركيا.
ومع أن تركيا سحبت قواتها قبل موعد جلسة الجامعة العربية إلا أن أبوظبي أصرت على عقدها وشن قرقاش هذا الهجوم على تركيا، رغم تغيب معظم وزراء الخارجية العرب عن هذا الاجتماع لإدراكهم أنه يأتي من باب المناكفة السياسية وتصفية حسابات من جهة أبوظبي لتركيا.
وكان الرئيس أردوغان طالب بتحسين علاقات بلاده مع دولة الإمارات مؤكدا أن أبوظبي تعادي أنقرة بسبب رفض الأخيرة تأييد نظام الانقلاب في مصر.
وفي الوقت الذي تنتقد فيه أبوظبي ما تصفه بالتدخل السافر من جانب تركيا بالدول العربية فإن أبوظبي ذهبت وحاربت في مالي مع فرنسا، كما أن في علاقاتها العربية تقوم بالتدخل إلى جانب أطراف وطنية ومعاداة أطراف وطنية أخرى كما تفعل في ليبيا بتأييد حكومة طبرق الانقلابية وتقاطع حكومة طرابلس، وفي فلسطين تعادي حركة حماس وتدعم حركة فتح، وفي مصر تدعم الانقلاب وتعادي عموم الشعب المصري، .. وحتى في تركيا تطارد أبوظبي اتهامات بأنها تدعم الأكراد الانفصاليين والمعارضة التركية التي تقوم بعمليات تخريبية من حين لآخر في الأراضي التركية وإفساد الحياة السياسية.