أحدث الأخبار
  • 06:50 . أكثر من 150 شهيداً وجريحاً بغارات الاحتلال الإسرائيلي جنوب وشرق لبنان... المزيد
  • 06:29 . فلاي دبي تمدد تعليق رحلاتها بين دبي وبيروت... المزيد
  • 01:02 . الإعلام الإسرائيلي يتحدث عن غزو وشيك للبنان وخطط لتغيير المنطقة... المزيد
  • 11:54 . النفط يرتفع نتيجة مخاطر مرتبطة بالإمدادات في الشرق الأوسط... المزيد
  • 11:29 . خفض أسعار الوقود في الإمارات للشهر الثاني على التوالي... المزيد
  • 11:13 . اعتماد تاريخ 28 فبراير "اليوم الإماراتي للتعليم"... المزيد
  • 10:49 . أتليتكو مدريد ينجو من السقوط أمام جاره الريال في الدوري الإسباني... المزيد
  • 10:42 . الإمارات تتهم الجيش السوداني بقصف مقر السفير في الخرطوم... المزيد
  • 12:42 . توتنهام يضرب مانشستر يونايتد بثلاثية بعقر داره بالدوري الإنجليزي... المزيد
  • 12:35 . الإمارات تستثمر 30 مليون دولار لدعم غانا في التنوع البيولوجي والمناخ... المزيد
  • 10:13 . هل تشكل أبوظبي قوة استقرار في الشرق الأوسط؟.. تقرير أمريكي تجيب... المزيد
  • 09:27 . وزير الدفاع الأمريكي يوجه بتعزيز قدرات جيش بلاده في الشرق الأوسط... المزيد
  • 08:11 . حذرت من حرب شاملة.. إيران تتوعد بالرد على اغتيال نائب قائد الحرس الثوري... المزيد
  • 08:04 . السيسي: مصر فقدت 60% من إيرادات قناة السويس... المزيد
  • 07:01 . جيش الاحتلال يقصف منشآت غربي اليمن... المزيد
  • 06:51 . توقعات بانخفاض في درجات الحرارة وفرصة لسقوط أمطار غداً... المزيد

الإمارات قلعة للغة العربية

الكـاتب : علياء العامري
تاريخ الخبر: 30-11--0001

علياء العامري

استطاعت اللغة العربية عبر تاريخها المجيد وتراثها العريق، أن تأتي في مُقدِّمة اللغات التي نجحَتْ في القيام بدورها الحضاري الرَّفِيع، وأن ترتقي بأمَّتها العربية من مجتمع الصحراء المتوارِي، لتكون هي ولغتها قائدة الحضارة والمعرفة على مستوى العالم قرونًا عديدة مُتوالِيَة.

ولقد تعرضت اللغة العربية الفصحى لحروب شرسة، لكونها لغة القرآن والسنة النبوية ولغة التراث الإسلامي بشكل عام، فإذا ما هُزِمت تسهل هزيمة ما تحتويه من تراث مُشرِّف، فاللغة كالإناء إذا كسر ضاع محتواه. فرُفِع لواء اللهجات العامية الضحلة في أكثر من قطر عربي، وبلغ البعض أسفل درجات الانحطاط فدعوا إلى استخدام الحروف اللاتينية محل الحروف العربية.

وتلك الحرب تطورت حديثا لتقودها قوى عالمية كبرى، تدرك أنها لا تُحارِب فقط كلماتٍ وقواعد وتراكيب، وتراثًا شعريًّا أو نثريًّا، ولكنها تُحارِب ما يَرمز إليه ذلك كله وهو كِيان الأمَّة العربية، واستُغل أبناء العروبة أنفسهم ليكونوا أكبر عَوْنٍ على تحقيق الغاية المُرادَة.

سعيا نحو السَّيْطَرة على مُقَدَّرات أبناء هذه اللغة وثرواتهم، واستقلال ذواتهم، وصَلابة قراراتهم؛ لكي يكونوا لقمة سائغة في خدمة عجلات الإنتاج ومَطامِع التوسُّع، وتحقق الأمن لدى أصحاب اللغات والأهداف الأخرى. وهذه الحرب ودواعيها، تبين أن في ذلة اللغة إذلالاً لأبنائها وتمكيناً للأعداء من رقابهم.

يقول الأديب مصطفى صادق الرافعي رحمه الله في «وحي القلم»: «ما ذلت لغة شعب إلا ذل، ولا انحطت إلا كان أمره في ذهاب وإدبار، ومن هذا يفرض الأجنبي المستعمر لغته فرضاً على الأمة المستعمرة، ويركبهم بها، ويشعرهم عظمته فيها.

ويستلحقهم من ناحيتها، فيحكم عليهم أحكاما ثلاثة في عمل واحد: أما الأول فحبس لغتهم في لغته سجناً مؤبداً، وأما الثاني فالحكم على ماضيهم بالقتل محواً ونسياناً، وأما الثالث فتقييد مستقبلهم في الأغلال التي يصنعها، فأمرهم من بعدها لأمره».

وكل تلك المخاطر التي تنجم عن إضعاف اللغة وإذلالها، تدعو أبناء العروبة إلى التكاتف للحفاظ على اللغة العربية والدفاع عنها، واعتبار ذلك واجبا دينيا ووطنيا. قال عمر بن الخطاب: «تعلموا العربية فإنها من دينكم». وتستغيث اللغة العربية بأهلها على لسان حافظ إبراهيم إذ يقول:

فَيا وَيحَكُم أَبلى وَتَبلى مَحاسِني * وَمِنكُم وَإِن عَزَّ الدَواءُ أُساتي

فَلا تَكِلـوني لِلزَمانِ فَإِنَّني * أَخافُ عَلَيكُم أَن تَحِينَ وَفاتي

أَرى لِرِجالِ الغَرْبِ عِزّاً وَمَنعَةً * وَكَم عَزَّ أَقوامٌ بِعِزِّ لُغاتِ

ويبدو أن اللغة العربية قد وجدت صاحب المروءة الذي يغيثها ويستجيب لصرختها، فها هو قطارها قد شق طريقه وتجاوز منطقة الخطر، ووجد قضبانه الصلبة التي ينطلق خلالها إلى دنيا المجد مرة أخرى، وذلك على أرض الإمارات بفضل الاهتمام الذي يوليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، للغة العربية وإحياء تراثها.

وليس ذلك من باب الترف العلمي، ولكنه إيمان راسخ من قبل الحكومة الرشيدة، بأن الحرب ضد اللغة العربية عبر التهميش والإقصاء في سوق العمل والتعليم والإدارة والتجارة والثقافة والإعلام وغيرها من الميادين الحيوية، إنما هي حرب ضد هوية الدولة وثقافتها العربية الأصيلة، خصوصا في ظل ما تشهده الإمارات من تنوع ثقافي ولغوي واسع على أرضها.

يقول سموه: «إن هويتنا الوطنية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً باللغة العربية، ونشر هذه اللغة سيمكن أجيالنا المقبلة من الارتباط بجذورنا ومجتمعنا وقيمنا على نحو أكثر فاعلية».

وهذا ما جعل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد يتحرك بجدية لمواجهة هذه التحديات، عبر إطلاق مبادرات نوعية لتعزيز مكانة اللغة العربية، بلغت أكثر من 8 مبادرات لدفع مسيرتها وحمايتها وتعزيز مكانتها بين لغات العالم.

وتهدف تلك المبادرات إلى السعي نحو اعتماد اللغة العربية في التعاملات الحكومية الداخلية والخارجية، وفي الخدمات الحكومية المقدمة للجمهور، وكذلك إعاء الأولوية لدعم اللغغة العربية في المواد الإعلامية المعروضة على القنوات المحلية، وتوفير البيانات والمعلومات التي يحتاجها المستهلك باللغة العربية، جنباً إلى جنب مع اللغات الأخرى.

بل تشجيع استخدامها في الأبحاث العلمية والتكنولوجية، ونشر اللغة العربية في الإمارات بطرق محببة ومبتكرة، وفق أفضل الممارسات المطبقة في هذا المجال، مما يعمل على نشر وترسيخ اللغة العربية، مؤكداً سموه أن «رؤية الإمارات 2021 تهدف إلى جعل الدولة مركزاً للامتياز في اللغة العربية».

وأتمنى من سموه أن تتخذ القرارات التي تضمن خطة موحدة للغة العربية في جميع مدارس الدولة، وألا يترك ذلك لأهواء أصحاب المصالح أو المخططات الذين يهدفون إلى رفع شأن اللغات الأخرى على حساب اللغة العربية.

وهذا يؤكد ضرورة أن يتم تعزيز وجود اللغة العربية في المؤسسات الحكومية والخاصة، حتى يضطر طالب العمل إلى إتقانها، بل يضطر غير العرب إلى السعي الدؤوب لإتقان العربية قراءة وكتابة، وأن يتم دعم مشروع «التوفل» باللغة العربية الذي بدأته جامعة الإمارات قبل عامين تحت اسم «مشروع العين»، وجعل ذلك ميزة للحاصلين عليه، مثلهم مثل الحاصلين على «التوفل» باللغة الإنجليزية.

وإني لأعجب للجنة الاعتماد الأكاديمي في وزارة التعليم العالي لقبولها برامج دراسية باللغة العربية مثل برنامج القانون وبرنامج الإعلام، بينما يتم استبعاد اللغة العربية من المواد العامة في كثير من الجامعات لحساب اللغة الإنجليزية.

 ولذلك نتطلع لاتخاذ القرارات التي تضمن تواجد اللغة العربية كمادة رئيسة في كافة جامعات الدولة، حتى ننهض بطلابنا ونعالج أخطاءهم التي صارت شائعة ومتداولة بصورة لم تعد مقبولة، بل ننهض بمهاراتهم اللغوية المختلفة (الاستماع، التحدث، القراءة، الكتابة).

كما أن تعزيز دور اللغة العربية والنهوض بها، لا ينفصل عن ضرورة النهوض بالوسائل الدعائية المؤثرة تأثيرا مباشرا، كوسائل الإعلام بكافة أنواعها، وعقد الدورات والجلسات التي تقوم ألسنة العاملين فيها، وتعالج أخطاءهم التي تنتقل إلى الجمهور فيأخذها على أنها الصواب.