استقبلت أمل القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي وفداً برلمانياً عراقياً، الأحد(28|2) في مكتبها بمقر المجلس بأبوظبي، وضم الوفد آلاء الطالباني ومحمد ريكان الحلبوسي وهما من أعضاء مجلس النواب العراقي، وعالية محمود سلمان الزبيدي وزير مفوض في وزارة الخارجية العراقية.
وتسلمت القبيسي رسالة خطية من سليم الجبوري رئيس مجلس النواب العراقي، تضمنت التهنئة بمناسبة انتخابها لرئاسة المجلس الوطني الاتحادي كأول امرأة تتولى هذا المنصب على المستوى العربي ومنطقة الشرق الأوسط، ودعوة معاليها لزيارة العراق لبحث سبل تعزيز علاقات التعاون في مختلف المجالات.
وبحسب وكالة الأنباء الرسمية (وام)، فقد "جرى خلال اللقاء بحث سبل تعزيز علاقات التعاون في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية والاستثمارية، مع تأكيد أهمية التعاون البرلماني وعمل المجلسين بتبادل الزيارات والخبرات بما يصب في صالح البلدين والشعبين الشقيقين في ظل ما تشهده المنطقة من تطورات، وما يتطلبه ذلك من توحيد للمواقف والتوجهات حيال مختلف القضايا".
وجاءت هذه الزيارة في ذروة تصعيد وتهديد عراقي رسمي بدءا من رئيس الوزراء حيدر العبادي، ووزاة الخارجية التي أصدرت بيانا شديد اللهجة ضد دولة الإمارات واستدعت السفير الإماراتي في العراق، إلى جانب تهديدات وإساءات غير مسبوقة من جانب مليشيا "الحشد الشعبي" الإرهابي.
مجمل التهديدات والتصريحات المعادية
فقد "استنكر" رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، الأحد(28|2) يوم استقبال القبيسي الوفد الحكومي والبرلماني العراقي، تصريحات وزير الخارجية عبدالله بن زايد التي هاجم فيها قوات الحشد الشعبي.
وأبدى بيان لمكتب العبادي « استغرابه واستنكاره لتصريحات وزير الخارجية الإماراتي بخصوص الحشد الشعبي ومقاتليه المتطوعين الأبطال الذين وقفوا مع قواتنا الأمنية الباسلة في وجه جرائم عصابات داعش الإرهابية وحرروا المناطق التي احتلها الإرهاب وأبعدوا خطرها عن دول الخليج وهذا يتطلب من هذه الدول ان تساند العراق في هذه الحرب وأن تقف معه، عادا « تلك التصريحات إساءة للعراق وتدخلا في شؤونه». واضاف البيان «نؤكد ان الحشد الشعبي هيئة تابعة لرئاسة الوزراء وقيادة القائد العام للقوات المسلحة ونرفض مقارنتها مع العصابات الإرهابية الإجرامية «.
وأعلنت وزارة الخارجية العراقية، السبت، أنها قررت استدعاء السفير الإماراتي لدى بغداد لتسليمه مذكرة احتجاج رسمية بخصوص تصريحات وزير خارجيته عبد الله بن زايد المسيئة للحشد الشعبي.
وقال بيان الوزارة التي يديرها إبراهيم الجعفري القيادي في حزب الدعوة، إنها تعبر عن شجبها للتصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الإماراتي بخصوص الحشد الشعبي، و»التي تمثل تدخلاً سافراً في الشأن العراقي وإساءة واضحة لمؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية»، وإنه «لولا الحشد الشعبي لاجتاحت داعش والقاعدة الكثير من بلدان المنطقة».
وكان وزير الخارجية عبد الله بن زايد قال خلال كلمته في المؤتمر الصحافي المشترك في موسكو مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يوم الجمعة «إن القضاء على داعش والنصرة يستلزم القضاء على الفصائل التي تدعمها إيران في سوريا والعراق مثل كتائب ابو الفضل العباس وبدر والحشد الشعبي «.
وفي رد عنيف من معظم الميليشيات والأحزاب الشيعية على التصريحات المذكورة، وصفت هيئة الحشد الشعبي، السبت، تصريحات وزير الخارجية الإماراتي بأنها «حركة ريشة في جناح عصفور مرتجف».
وقال الناطق باسم الهيئة أحمد الأسدي في بيان، إن «وسائل الإعلام المختلفة نقلت تصريحات مهزومة مخجلة لوزير الخارجية الإماراتي يتحدث فيها بشكل ينم عن نية واضحة لتبييض وجه الإرهاب وداعميه من خلال خلط الأوراق بين الإرهاب والحشد وفصائل المقاومة متجاوزا كل الحقائق الماثلة أمام الجميع وكافراً بدماء الشعوب التي لا يزال إرهاب القاعدة وداعش وغيرهما من الجماعات التكفيرية مستمرا بسفكها».
وأضاف انه «لمن المخجل والمعيب ان يتحدث وزير خارجية الإمارات بهذه الطريقة عن الحشد الشعبي وفصائل المقاومة». وأكد الأسدي رفضه بـ«شدة هذه التصريحات المأزومة والتي تعبر عن سوء نية أصحابها تجاه العراق وشعبه وتدخل سافر في الشأن الداخلي وتجاوز على أحد أهم المؤسسات الأمنية»، مضيفا «اننا لا تخيفنا حركة ريشة في جناح عصفور مرتجف وان السيف الذي قاتلنا به إرهابكم لا زلنا نحمله بعزيمة من الله وقوة من سواعد الأبطال».
وانتقد رئيس كتلة منظمة بدر النيابية وعضو لجنة الأمن والدفاع قاسم الأعرجي تصريحات وزير الخارجية الإماراتي واعتبرها دعما لداعش وتدخلا في الشأن الداخلي العراقي.
وقال في بيان له «إنها تصريحات طائفية وبعيدة عن الشيم والأخوة العربية».
وطالب النائب عن كتلة المواطن النيابية سالم المسلماوي وزارة الخارجية العراقية بتسليم السفير الإماراتي في بغداد مذكرة احتجاج بشأن تعدي وزيرها على الحشد الشعبي.