رغم انهيار سمعة الأمن في الدولة بصورة كبيرة، وبما توثقه منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة والتصريحات الرسمية للخارجية الأمريكية الثلاثاء (1|3) إلا أن دولة الإمارات تشارك في تونس باجتماعات وزراء الداخلية العرب.
وترصد المنظمات الحقوقية المزيد من الانتهاكات من جانب أجهزة الأمن المختلفة سواء شرطة مدنية أو جهاز أمن الدولة. فقد أكد معتقل أمريكي سابق في رسالة لصحيفة واشنطن بوست الأسبوع الماضي أكد فيها أن شرطة دبي اعتقلته ونكلت به لمدة 9 شهور، وأجبرته على توقيع اعتراف باللغة العربية حيث لا يفهم هذه اللغة، ليجد نفسه أمام محكمة أمن الدولة يحاكم على اعترافات "كاذبة" كما قال للصحيفة الأمريكية، والتي كانت ترد بدورها على مزاعم السفير الإماراتي في واشنطن يوسف التعيبة بأن المعتقلين في الدولة يحظون بمحاكمات عادلة.
وفي مايو من العام الماضي أصدر مركز الخليج للحقوق تقريرا مفصلا حول التعذيب في سجون وزارة الداخلية وسجون جهاز الأمن السرية ونشر أنواع وحشية من التعذيب الذي يتعرض له المعتقلون على أيدي ضباط شرطة أبوظبي وشرطة الداخلية بصفة عامة، ذاكرا بالاسم وزير الداخلية سيف بن زايد والنائب العام سالم بن كبيش ورئيس جهاز أمن الدولة الجديد خالد بن محمد بن زايد وغيرهم.
سيف بن زايد والدورة 33
و وصل سيف بن زايد وزير الداخلية إلى تونس اليوم الأربعاء على رأس وفد الدولة للمشاركة في أعمال الدورة الثالثة والثلاثين لاجتماع مجلس وزراء الداخلية العرب الذي بدأ اعماله ظهر اليوم في تونس وافتتحه الباجي قايد السبسي رئيس الجمهورية التونسية.
وتناقش الدورة عددا من الموضوعات المهمة منها تقارير حول ما نفذته الدول الأعضاء من الإستراتيجيات العربية المتعلقة بالأمن ومكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى التقرير السنوي الخامس عشر الخاص بمتابعة تنفيذ الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب .
السبسي.. نظام أمني عربي
ومن جانبه دعا السبسي، الدول العربية إلى إعادة ترتيب أولوياتها، وصياغة "نظام أمني شامل" يحفظها من "المخاطر الأمنية والتهديدات الإرهابية".
وقال السبسي، في الاجتماع، إن "معركة الدول العربيّة ضد الإرهاب متواصلة ما لم يتم اجتثاثه من جذوره، وهي تفرض أيضا تجاوز وضع الانكفاف القُطري، واهتمام كل دولة بأمنها الداخلي وانشغالها عن الأمن العربي”.
وقال إن “العالم العربي يعيش تحدّيات غير مسبوقة، تزداد وطأة مع تهديدات عديدة من بينها تأجيج الفتن الطائفية، والتناحر الداخلي على أساس الهوية والعقيدة والعرق والسياسة”، مشددا على أن هذه العوامل تشكل “تربة خصبة” لتمدد الجماعات المسلحة.
الأمن يفرض نفسه
الأجهزة الأمنية العربية و وزارات الداخلية و وزراء الداخلية العرب يتجاهون أن السياسات التي يتخذونها بذريعة حفظ الأمن إنما هي التي تسبب في معظم الأحيان نتائج عكسية عندما يقترن فرض الأمن كإجراءات وسياسات شديدة الوطاة وتمس كرامة المواطن العربي وحقوقه وحرياته خوفا من أن يكون للشارع العربي مطالب مشروعة. ويتناسى المجتمعون أن الثورة التونسية انطلقت من "معبد" أجهزة الأمن العربية التي تجتمع دوريا في تونس، بعد ما كان يعتقد أن قوة الأجهزة الأمنية وبطشها في تونس عصي على الانكسار، فإذا بالتونسيين يهزمون دولة بوليسية بأيام معدودة.
وتتواصل أعمال الدورة “الـ33 لمجلس وزراء الدّاخليّة العرب”، المنعقد بمقره في العاصمة تونس، على مدار يومين.
ومجلس وزراء الداخلية العرب، تقرر إنشاؤه عام 1980، وعقد مؤتمره الأول في العاصمة السعودية الرياض عام 1982، ويهدف إلى تنمية وتوثيق التعاون، وتنسيق الجهود بين الدول العربية في مجال الأمن الداخلي ومكافحة الجريمة في الدول العربية.