أحدث الأخبار
  • 12:30 . أسعار النفط تتجه لمكاسب أسبوعية بدعم من التفاؤل إزاء التحفيز الصيني... المزيد
  • 12:29 . الإدارة السورية تعيّن أنس خطاب رئيسا لجهاز الاستخبارات العامة.. فمن هو؟... المزيد
  • 12:28 . خبير نفسي: التدخين يرتبط ‫لدى الكثير من المدخنين بمواقف معينة... المزيد
  • 12:27 . الإحتلال الإسرائيلي يعلن إصابة 18 إسرائيليا خلال التدافع جراء صاروخ من اليمن... المزيد
  • 12:26 . 70 مفقوداً في غرق قارب مهاجرين قبالة سواحل المغرب... المزيد
  • 12:25 . مساء اليوم.. "الأبيض" يتطلع للفوز على عُمان وحسم التأهل لنصف نهائي كأس الخليج... المزيد
  • 12:24 . الإمارات: اقتحام بن غفير المسجد الأقصى استفزاز وتطرف تجاه المسلمين... المزيد
  • 12:22 . محمد بن راشد يعلن فوز المعماري الأردني سهل الحياري بجائزة "نوابغ العرب"... المزيد
  • 12:22 . "الإمارات للألمنيوم" تموّل استحواذها على شركة أمريكية متخصصة في تدوير الألمنيوم... المزيد
  • 12:20 . العاهل السعودي يتلقى رسالة خطيّة من الرئيس الروسي... المزيد
  • 12:20 . الائتلاف الوطني السوري يتهم إيران بالسعي لـ"خلق فتنة طائفية"... المزيد
  • 12:20 . السعودية تستضيف بطولة "خليجي 27" عام 2026... المزيد
  • 10:34 . تشيلسي يفرط في الفوز ويسقط بثنائية أمام فولهام بالدوري الإنجليزي... المزيد
  • 10:30 . صندوق أبوظبي يعلن عن قرض بقيمة 40 مليون دولار لتطوير مطار بالمالديف... المزيد
  • 08:53 . الكويت تعلن سحب أكثر من ثلاثة آلاف جنسية... المزيد
  • 08:25 . انخفاض إيرادات قناة السويس المصرية 60% خلال 2024... المزيد

في التغيير .. والذين يتغيرون

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 30-11--0001

تتغير‎‮ ‬الظروف‮ ‬من‮ ‬حولنا‮ ‬بشكل‮ ‬دراماتيكي‮ ‬أحيانا،‮ ‬وبشكل‮ ‬لا‮ ‬نصدق‮ ‬حدوثه‮ ‬لشدة‮ ‬عجائبيته،‮ ‬لكن‮ ‬الظروف‮ ‬والأحوال‮ ‬تتغير،‮ ‬هكذا‮ ‬هي‮ ‬منذ‮ ‬بدء‮ ‬الزمن‮ ‬وسيرورة‮ ‬الحياة‮ ‬على‮ ‬الأرض‮، ‬ومع‮ ‬الظروف‮ ‬والأحوال‮ ‬يتغير‮ ‬البشر‮ ‬والأشخاص‮ ‬الذين‮ ‬حولنا‮، ‬والذين‮ ‬معنا‮ ‬والقريبون‮ ‬منا‮، ‬لا‮ ‬أحد‮ ‬محصن‮ ‬ضد‮ ‬التغيير‮، ‬ولا‮ ‬شيء‮ ‬ثابتا‮، ‬التغيير‮ ‬هو‮ ‬القانون‮ ‬الأكثر‮ ‬ثباتا‮ ‬وبقاء‮ ‬واستمرارية‮ ‬في‮ ‬هذه‮ ‬الحياة‮، ‬وعلينا‮ ‬أن‮ ‬نتقبل‮ ‬ذلك‮، ‬كل‮ ‬بطريقته‮ ‬وبما‮ ‬يملك‮ ‬من‮ ‬قدرات‮ ‬نفسية‮ ‬وعاطفية‮ ‬وجسدية‮، ‬مع‮ ‬ذلك‮ ‬ومع‮ ‬القبول‮ ‬أو‮ ‬الرفض‮، ‬الإيمان‮ ‬أو‮ ‬الانكار‮، ‬فإن‮ ‬شيئا‮ ‬ما‮ ‬في‮ ‬داخلنا‮ ‬يظل‮ ‬متعلقا‮ ‬لذلك‮ ‬الذي‮ ‬كان‮ ‬ذات‮ ‬يوم‮، ‬لذلك‮ ‬الجزء‮ ‬الذي‮ ‬سبق‮ ‬التغيير‮ ‬أو‮ ‬ربما‮ ‬لم‮ ‬يتغير‮ ‬فينا‮ ‬وفيمن‮ ‬حولنا‮.‬

ما‎‮ ‬الذي‮ ‬يشدنا‮ ‬لذلك؟‮ ‬ما‮ ‬لذي‮ ‬يعلقنا‮ ‬بما‮ ‬كان؟‮ ‬الأمكنة؟‮ ‬الأشخاص؟‮ ‬العاطفة؟‮ ‬الشعور‮ ‬بالأمان‮، ‬بالفرح‮ ‬والبهجة؟‮ ‬شعلة‮ ‬الحلم‮ ‬في‮ ‬دواخلنا‮ ‬وهي‮ ‬بعد‮ ‬قاب‮ ‬قوسين‮ ‬أو‮ ‬أدنى‮ ‬من‮ ‬الغد‮ ‬لم‮ ‬تتحقق‮ ‬ولم‮ ‬تتكون‮ ‬كما‮ ‬نريدها‮ ‬حلما‮ ‬مكتمل‮ ‬الملامح‮، ‬هل‮ ‬هي‮ ‬حقيقة‮ ‬أننا‮ ‬نعشق‮ ‬أحلامنا‮ ‬أكثر‮ ‬مما‮ ‬نحبها‮ ‬إذا‮ ‬تحققت؟‮ ‬الحقيقة‮ ‬الأكيدة‮ ‬أن‮ ‬معظمنا‮ ‬يظل‮ ‬معلقا‮ ‬بخيط‮ ‬رفيع‮ ‬مشدود‮ ‬للأمس‮ ‬وللذي‮ ‬كان‮، ‬معتقدين‮ ‬أنه‮ ‬الزمن‮ ‬الأكثر‮ ‬بياضا‮ ‬وأمانا‮ ‬وجمالا‮ ! ‬الحقيقة‮ ‬أنه‮ ‬كذلك‮ ‬لأننا‮ ‬عرفناه‮ ‬أما‮ ‬ما‮ ‬لم‮ ‬نعشه‮ ‬بعد‮ ‬فلا‮ ‬يزال‮ ‬مجهولا‮، ‬والإنسان‮ ‬عدو‮ ‬لما‮ ‬جهل‮ ‬عادة‮.‬

الأصحاب‎‮ ‬الذين‮ ‬رحلوا‮ ‬لأكثر‮ ‬من‮ ‬سبب‮ ‬لا‮ ‬يمكننا‮ ‬تعويضهم‮، ‬هم‮ ‬لا‮ ‬يعوضون‮ ‬أبدا‮، ‬حتى‮ ‬وإن‮ ‬عرفنا‮ ‬والتقينا‮، ‬وأحببنا‮ ‬وصادقنا‮ ‬غيرهم‮، ‬ذلك‮ ‬له‮ ‬علاقة‮ ‬بأكثر‮ ‬أيام‮ ‬العمر‮ ‬نضارة‮، ‬تلك‮ ‬التي‮ ‬قضيناها‮ ‬معهم‮، ‬ومعهم‮ ‬عشنا‮ ‬تلك‮ ‬الأمنيات‮ ‬والأحلام‮ ‬والضحكات‮، ‬وحتى‮ ‬الشقاوات‮ ‬والشيطنات‮ ‬التي‮ ‬لا‮ ‬تنسى‮، ‬تلك‮ ‬ألوان‮ ‬الحياة‮ ‬التي‮ ‬حين‮ ‬تبهت‮ ‬يظل‮ ‬ضياؤها‮ ‬وبريقها‮ ‬وضجيجها‮ ‬عابقا‮ ‬هناك‮ ‬في‮ ‬مكان‮ ‬ما‮ ‬في‮ ‬تلافيف‮ ‬الدماغ‮ ‬والقلب‮ ‬والروح‮.‬

حين‎‮ ‬وصلني‮ ‬نبأ‮ ‬وفاة‮ ‬أحلى‮ ‬الصديقات‮ ‬وأكثرهن‮ ‬قربا‮ ‬للقلب‮ ‬ذات‮ ‬يوم‮، ‬جمدت‮ ‬اللحظة‮ ‬أمام‮ ‬عيني‮، ‬توقف‮ ‬الزمن‮ ‬للحظة‮، ‬واستعادت‮ ‬ذاكرتي‮ ‬أياماً‮ ‬طويلة‮، ‬سنوات‮ ‬الدراسة‮ ‬والجامعة‮، ‬الصحب‮ ‬والمحاضرات‮، ‬وقاعات‮ ‬الدرس‮ ‬والكتب‮ ‬والأساتذة‮، ‬ليالي‮ ‬السهر‮ ‬والمذاكرة‮ ‬والتعب‮، ‬أيام‮ ‬الضحك‮ ‬واللعب‮ ‬والمقالب‮، ‬الزعل‮ ‬والقرب‮ ‬والإقبال‮ ‬على‮ ‬الحياة‮ ‬بشكل‮ ‬لا‮ ‬يصدق‮، ‬حين‮ ‬وصلني‮ ‬الخبر‮ ‬كان‮ ‬قد‮ ‬مضى‮ ‬على‮ ‬وفاتها‮ ‬زمن‮ ‬لم‮ ‬أعرف‮ ‬أنها‮ ‬رحلت‮ ‬فيه‮ ‬ولم‮ ‬يعرف‮ ‬أحد‮ ‬ممن‮ ‬حولي‮، ‬لا‮ ‬أدري‮ ‬كيف‮ ‬تسللت‮ ‬من‮ ‬الحياة‮ ‬هكذا‮ ‬من دون‮ ‬أن‮ ‬نشعر‮ ‬بها‮، ‬ولا‮ ‬أدري‮ ‬كيف‮ ‬ابتعدنا‮ ‬هكذا‮ ‬لهذه‮ ‬الدرجة‮ ‬التي‮ ‬لم‮ ‬نعد‮ ‬نشعر‮ ‬فيها‮ ‬برحيل‮ ‬بعضنا‮ ‬بعضا‮، ‬ذلك‮ ‬الرحيل‮ ‬الذي‮ ‬لا‮ ‬عودة‮ ‬بعده‮ !‬

تتغير‎‮ ‬الأحوال‮ ‬وتتغير‮ ‬الدنيا‮ ‬ونتغير‮، ‬ربما‮ ‬لا‮ ‬نقصد‮ ‬وربما‮ ‬لا‮ ‬نرغب‮ ‬ونتقصد‮، ‬ربما‮ ‬تبقى‮ ‬الصور‮ ‬فينا‮، ‬والصداقات‮ ‬محفوظة‮ ‬في‮ ‬جيوب‮ ‬الذاكرة‮، ‬لكن‮ ‬ما الفائدة‮ ‬حين‮ ‬يصير‮ ‬الاصحاب‮ ‬مجرد‮ ‬صور‮ ‬في‮ ‬اطارات‮ ‬موضوعة‮ ‬على‮ ‬المكاتب‮ ‬أو‮ ‬قرب‮ ‬الأسرة‮، ‬أو‮ ‬مجرد‮ ‬صور‮ ‬لحفلات‮ ‬التخرج‮ ‬وأعياد‮ ‬الميلاد‮ ‬واللقاءات‮ ‬القديمة‮، ‬نتغير‮ ‬في‮ ‬النهاية‮، ‬وفي‮ ‬التغيير‮ ‬وبعده‮ ‬تحدث‮ ‬أمور‮ ‬لم‮ ‬تخطر‮ ‬على‮ ‬البال‮ ‬يوما‮، ‬لكن‮ ‬الذين‮ ‬يرحلون‮ ‬يرحلون‮ ‬وحدهم‮ ‬ولا‮ ‬يعودون‮، ‬وساعتها‮ ‬لا‮ ‬ينفع‮ ‬أي‮ ‬وعد‮ ‬بأي‮ ‬شيء‮ !‬