سبح مواطنان لمدة تقارب ست ساعات في مياه باردة، على إثر غرق قاربهما على بعد أميال عدة، حتى شاهدهما رواد شاطئ بالقرب من جزر العالم في دبي، وأبلغوا فرق الإنقاذ، لتسارع إلى انتشالهما، وهما في حالة صحية حرجة.
وروى أحد الناجيين، ويدعى خالد السويدي، لصحيفة "الإمارات اليوم" ما جرى لهما بالقول: "واجهنا الظلام والأمواج المرتفعة، وشاهدنا ركاب قوارب مرت بالقرب منا، لكن لم يتوقف أحد لإنقاذنا، وكاد صديقي يموت بعد انخفاض درجة حرارته، وإصابته بحالة إعياء شديدة".
وأضاف السويدي أنه "خرج مع صديقه محمد أحمد للتنزه في قارب، نحو الرابعة مساء الثلاثاء الماضي، وبعد تعمقهما في المياه لمدة ساعتين، فوجئا بقاربهما يغرق"، وتابع: "طلبنا الاستغاثة مباشرة، ثم بدأنا بالسباحة، اعتباراً من السادسة والنصف مساء، وكانت الأمواج عالية والمياه باردة جداً، والتيار عكس اتجاه الشاطئ، لكننا واصلنا السباحة رغم الظروف الصعبة المحيطة بنا".
وأشار إلى أنه يتمتع بخبرة جيدة في السباحة، ولديه رخصة غوص، مضيفاً أنه حاول مع صديقه تنظيم جهدهما في السباحة، ومرت الساعات طويلة عليهما، حتى أصبحا على بعد كيلومتر تقريباً من الشاطئ، عند جزر العالم، وكانت الساعة تشير إلى منتصف الليل تقريباً.
وأكد أن قوارب عدة مرت عليهما أثناء سباحتهما، لكن لم تتوقف لمساعدتهما، أو حتى إبلاغ الإنقاذ، مؤكداً أنهما كانا في حالة خوف شديد من أن يصدمهما أحد هذه القوارب في ظل الظلام الدامس.
ولفت إلى أنهما نقلا إلى المستشفى لاحقاً، وتم احتجاز صديقه لأن حالته كانت حرجة جداً، مشيراً إلى أن "الفريق التابع لقسم الإنقاذ البحري في شرطة دبي استغرق أكثر من 45 دقيقة، للوصول إلى موقع القارب الغارق"، داعياً إلى ضرورة وجود إنذار يدل على الخطر، في حالة اختفاء جهاز الاستغاثة الموجود بالقوارب.