أحدث الأخبار
  • 11:48 . احتجاجات في جوروجيا ضد خطط بناء تنفذها شركة إماراتية... المزيد
  • 11:33 . "التعاون الخليجي" يستنكر تصريحات إيران حول جزر الإمارات المحتلة... المزيد
  • 11:22 . الغارديان: استيلاء حلفاء أبوظبي على جنوب اليمن يمثل انتكاسة كبيرة للسعودية... المزيد
  • 11:02 . أوكرانيا.. إصابة سبعة أشخاص على الأقل جراء قصف روسي بالمسيرات... المزيد
  • 10:47 . الأبيض الأولمبي يفوز على اليمن بثلاثية في كأس الخليج بقطر... المزيد
  • 10:46 . بينما يحتفي المطورون العقاريون بـ2025.. "نزوح صامت" نحو الإمارات الشمالية ومخاوف من "طوفان المعروض"... المزيد
  • 12:10 . تقرير: دبي دفعت 23 مليون دولار لمتشددين في مالي مقابل إفراجهم عن شيخ من آل مكتوم... المزيد
  • 08:54 . قطر تؤكد رفض تحمل تكلفة إعمار غزة نيابة عن "إسرائيل"... المزيد
  • 08:39 . إلقاء القبض على زعيم عصابة أوروبية كبيرة في دبي... المزيد
  • 07:15 . نتنياهو: المرحلة الثانية من خطة غزة اقتربت... المزيد
  • 01:02 . صحيفة إسرائيلية: ترامب يضغط بشدة للانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق غزة... المزيد
  • 12:32 . الكويت تقرر سحب الجنسية من الداعية طارق السويدان... المزيد
  • 10:43 . "الأبيض" يحصد أول نقطة في كأس العرب بالتعادل أمام مصر... المزيد
  • 10:34 . "الأمن السيبراني" يحذر من تزايد التهديدات الإلكترونية على الأطفال... المزيد
  • 10:30 . السلاح الكندي في أيدي "الجنجويد".. هل تضحي أبوظبي بسمعة الإمارات لخدمة مغامرة السودان؟... المزيد
  • 06:15 . غالبيتهم أطفال.. الخارجية السودانية: ارتفاع قتلى هجوم الدعم السريع على كدفان إلى 79 مدنيا... المزيد

تاريخ المهمشين

الكـاتب : عبد العزيز الحيص
تاريخ الخبر: 16-05-2016


التاريخ صنعة حساسة، فبجانب كونه نقلا لما اختفى وذهب، فهو الصانع المؤثر في معرفة اليوم، وجالب مادتها الأولى. الحياة الفكرية والثقافية اليوم مستمدة من امتداداتها السابقة.
ولكن لن يتأثر الناس كثيرا بالتاريخ إن كان يأتي بصورة معرفية تقليدية وباردة، وكسرد للأحداث اللافتة فقط. سيقترب الناس من التاريخ إن اقترب تدوينه من التنوير عن طبيعة مماثلة لطبيعة علاقاتهم نفسها، وإن اقترب أيضا من زمانهم.
أكثر كتب التاريخ ندرة هي تلك التي تدون تاريخنا الحديث وتقترب منه. وتشتد الصعوبة كلما اقترب المؤرخ من فترة الحاضر. علي الوردي مثلا كان مستاء في حياته لأنه منع من طباعة الجزء السابع من تاريخه «لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث»، والسبب أنه اقترب من تأريخ فترات معاصرة (وهذا ما كان يخيف النخب السلطوية وقتها)، ويقال إن الجبرتي أيضا كان لديه جزء آخر في تاريخه اختفى لأنه اقترب أيضا من التاريخ المعاصر.
إن المؤرخ في تاريخنا هو نفسه مثقف اليوم، مكبل بالسلطة، ويمضي في سياق إيدولوجيتها. اهتمام المؤرخ بالسلطة والسياسة، واستحقاره للناس واستخدامه وصف العوام والرعاع، يجعلنا لا نفاجأ بموقف المثقف اليوم، فهو وليد هذا السياق المعرفي.
إن التاريخ يغذي كل الأفواه، ويبرر كل الخطايا، وحمال أوجه، الكل يجد فيه ما يريد، ولذا هو انعكاس لواقع الناس وما يريدوه، وحين تتحسن المعرفة لدينا ستتحسن قراءتنا للتاريخ، وإن حضر الإنسان لدينا سنجده في التاريخ، ولذا لا عجب أن التاريخ الجديد، إنما هو في صلب نظريته تاريخ اجتماعي، وتاريخ الناس العاديين في مظاهرهم البسيطة، والمهمشين الذين غيبهم التاريخ.
علم الاجتماع نفسه لا تتكون مادته الحقيقة من تلك النظريات والأطر العلمية الضخمة فمادته الحقيقية هي الشارع، والإنسان العادي في مظاهره البسيطة. يقول عالم الاجتماع العراقي علي الوردي في مقدمة كتابه «دراسة في طبيعة المجتمع العراقي»: «علم الاجتماع بطبيعته متواضع، يستمد أكثر معلوماته من السوقة، ومن السفلة، والمجرمين، والغوغاء. فهؤلاء بمنابزاتهم ومفاخراتهم، وبتعاونهم وتنازعهم، يمثلون القيم الاجتماعية السائدة أصدق تمثيل».
علينا أن نتواضع، فنحن اليوم نشهد أخبارا جسيمة، ونشاهدها في الأخبار، ومع ذلك نحتار ولا نجزم في الرأي، فما بالنا نجزم ونختصم بما وصلنا في قراطيس تم تدوينها في أزمان مظلمة!
التفكير في التاريخ يجعلنا في جدلية معه دوما، ولا يوجد مانع من أن نتخلص من تسعة أعشاره، والعشر الأخير نتفاصل معه بدقة، فنأخذ ونترك. لن ينطلق الإنسان في حياة حرة، إن كان مكبلا بالتاريخ، خصوصا هذا النوع من التاريخ، الذي كتب للنخب لا للإنسان.;