كشفت دراسة جديدة عن عقار مناعي جديد أدى إلى ضمور أورام سرطان هودجكن (أو لمفوما هودجكن، وهو أشرس أنواع سرطان الدم) لدى 66% من المرضى.
تقرير نشرته صحيفة The Independent البريطانية ذكر أن العقار المناعي اسمه نيفولوماب Nivolumab، وقد أبهر الباحثين بنتائجه التي قلصت أورام ثلثي المرضى الخاضعين للدراسة الحديثة بصورة ملحوظة، حيث أسهم العقار في خلوّهم من أعراضهم السرطانية لما يقرب من 8 أشهر.
يقول د. غراهام كولينز، المستشار في أمراض الدم في أمانة مؤسسة مستشفيات جامعة أكسفورد، وهو أيضاً عضو في فريق البحث: "في كل عام يشخّص 2000 شخص في المملكة المتحدة بمرض لمفوما هودجكن، وللأسف فإن أغلبهم هم ممن في العشرينات والثلاثينات من العمر".
ويتابع الطبيب الباحث القول إن استفحال السرطان وتطوره في مريض ما رغم وجود العلاج أمرٌ يجعل ما باليد حيلة لعلاجه ومداواته، "لكن لأول مرة ضمن تلك الفئة من المرضى شهدنا علاجاً مناعياً يقلل بشكل ملحوظ من وطأة السرطان عند أغلب المرضى. إن نيفولوماب يمنحنا أملاً حقيقياً في الشفاء من المرض، والأمل الآن منعقدٌ على ترجمة ذلك فعلياً بإنقاذ حياة المرضى وأعمارهم أكثر مما كان ممكناً من ذي قبل".
ونيفولوماب عقارٌ من جيل جديد من العقاقير "الذكية" التي تحول دون الخلايا السرطانية وحماية نفسها من نظام مناعة الجسم.
وقد أثبت العقار فاعليته أمام الميلانوما التي هي من أخطر أنواع سرطان الجلد، كما ربح معركته أيضاً أمام أحد أنواع سرطان الرئة.
والآن تأتي هذه الدراسة لتكشف عن فاعلية نيفولوماب أمام داء هودجكن لدى المرضى الذين لم يسجل لهم تجاوبٌ مع غيره من العلاجات.
وكان 80 مريضاً تتراوح أعمارهم بين 18 - 72 قد خضعوا لاختبارات وتجارب المرحلة الثانية من هذه الدراسة.
ومرض هودجكن ينشأ في النظام اللمفاوي في الجسم، ويصيب خلايا الدم المناعية المعروفة باسم خلايا "ب" اللمفاوية.
في عام 2013 أصيب 1954 شخصاً في بريطانيا بهذا المرض، وكان معظم المصابين من الشباب اليافعين في العشرينات، فضلاً عن كبار فوق الـ70.
نتائج التجربة كشفها فريق البحث في الاجتماع السنوي لرابطة أطباء الدم الأوروبية الذي عقد بكوبنهاغن بالدنمارك، وعما قريب ستنشر النتائج في مجلة "لانسيت" للأورام وأمراض السرطان The Lancet Oncology.
وقال جوناثان بيرس، المدير التنفيذي في رابطة أمراض اللمفوما: "من المهم تطوير أنواع جديدة مبتكرة من العلاجات وجعلها في متناول أيدي مرضى اللمفوما. نريد لجميع المصابين بمرض اللمفوما تلقي أفضل أنواع العلاج والعناية، وكلما زادت الخيارات المتوافرة أمامنا لتحسين نتائج المرضى وظروف حياتهم، كلما كان ذلك أفضل".