أحدث الأخبار
  • 10:13 . "الوطني للأرصاد" يحذر من تشكل الضباب وتدني مدى الرؤية... المزيد
  • 10:00 . العين يحسم القمة برباعية في مرمى الوصل والشارقة يعزز صدارته بدوري أدنوك للمحترفين... المزيد
  • 09:51 . تقرير أممي سري: دعم إيران وحزب الله جعل من الحوثيين "منظمة عسكرية قوية"... المزيد
  • 09:50 . أتليتيكو يحقق فوزاً صعباً على حساب مضيفه سيلتا فيجو بالدوري الإسباني... المزيد
  • 09:49 . جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اعتراضه لصاروخ أطلق من اليمن... المزيد
  • 11:34 . الإمارات تتفق مع الولايات المتحدة على إدراجها ضمن "برنامج الدخول العالمي"... المزيد
  • 10:23 . مسؤول عسكري: الجنود الأربعة سقطوا خلال نقل ذخائر... المزيد
  • 09:16 . الجيش السوداني يسيطر على مناطق مهمة وسط الخرطوم... المزيد
  • 09:05 . وزير الدفاع الأمريكي: الحرب الشاملة ستكون مدمّرة لـ"إسرائيل" ولبنان... المزيد
  • 07:45 . محكمة تونسية تقضي بسجن مرشح رئاسي إلى ما بعد الانتخابات... المزيد
  • 07:18 . المالية: 1.1 مليار درهم لمزاد صكوك الخزينة الإسلامية في سبتمبر... المزيد
  • 07:16 . المركزي: التحويلات السنوية الخارجية بالدولة تتراجع 8.2% لـ133.7 مليار درهم... المزيد
  • 12:19 . صدام العمالقة.. العين والوصل في مواجهة مثيرة من دوري أدنوك للمحترفين... المزيد
  • 12:17 . دعوات عالمية لوقف إطلاق النار 21 يوما عبر حدود "إسرائيل" ولبنان... المزيد
  • 12:07 . لماذا تخفي أبوظبي حقيقة استشهاد جنود قواتنا المسلحة؟ وما علاقة الحادث بالسودان؟... المزيد
  • 11:27 . "طيران الإمارات" تلغي رحلاتها مع بيروت حتى 1 أكتوبر... المزيد

“عمار يا دبي”

الكـاتب : خليفة راشد الشعالي
تاريخ الخبر: 30-11--0001

خليفة راشد الشعالي
الشهادة المجروحة، هي شهادة لَينِ الحديث وسيئ الحفظ والمجهول والمتروك والكذاب والوضاع، ويمكن أن يلحق الوصف بشهادة المحب لمن يحب، ذلك لأن شهادته شابها هوى، ولا يمكن أن تكون متجردة للحق والحقيقة، وقيل إن الجُرحُ ما أصاب الجسد من قطع، أما الجَرحُ فهو ما أصاب النفس من جِرَاحٍ في المعاني والأعراض . وعلى الرغم من ذلك، فإن الشهادة لدبي وإن كانت مجروحة لكونها شهادةُ مُحِب، فإن عدلها يتأتى من أسانيدها المشاهدة في عالمٍ لا يخفى فيه على المشاهد والباحث والقارئ شيء، وشهادة تؤيدها الأدلة والبراهين من كل حدبٍ وصوب، حتى إنها تكاد تتوارى فلا تكون ذات جدوى أمام ما يعلو من حولها من البناء والبنيان والتنمية والعمران .
قديماً قال أهل الخليج؛ "عمار يا دبي"، وعلى الرغم من أن كثيرين استخدموا هذه الجملة للتعبير عن رفعة مدنهم وبلدانهم ومدحها، إلا أن ذلك لم يستقم كما استقام لدبي، فظاهرة "عمار دبي" هي الظاهرة الوحيدة التي تستحق أن تسمى ظاهرة من وجهة نظر علمية بحته، حيث إن "عمار دبي" وقائع مستمرة عبر الأزمان والأمكنة، لم تنقطع عنها منذ نشوئها كوحدة سياسية مستقلة في القرن الثامن عشر ميلادي، وإذا ما شابَ تطورها وتنميتها شائبٌ من الزمان والمكان، فإنها لا تمكث لتذرف الدموع في مخبأ أو مغارة أثرية حيث ينزوي أو يندثر غيرها، بل عودت الدنيا أنها "دبي" التي تنهض قبل أن يفكر الجميع في النهوض، وتسرع الخطى إلى هدف لا يراه إلا "دبي" .
"عمار يا دبي"؛ يلمسها من ينوي السفر إليها من أصقاع الدنيا وعلى بعد آلاف الأميال، خاصة إذا ما استقل طيرانها "طيران الإمارات"، تلك المؤسسة التي لم تتغيب يوماً عن منصات التتويج في جوائز التميز العالمية والمحلية في يوم من الأيام، فحصدت أغلب الجوائز العالمية في هذا المجال، لأنها في حقيقة الأمر الطيران الأكثر تميزاً، ولأنها مؤسسة لا يليق بها أن تكون غير ذلك لأنها انطلقت من "عمار يا دبي" .
وباستقراء آراء من عاصروا نهضة دبي، ومن سمعوا ونقلوا ورووا عمن سبقهم؛ يقر الجميع بأن "عمار" كلمة تستحقها دبي، لأن أهلها يتميزون بصفات عدة أهمها أنهم لا يتحاسدون فيما بينهم، ولا يحسدون الآخر، بغض النظر عن جنسيته أو لونه أو مذهبه أو دينه، ونظامها الإداري منذ القدم يؤمن بقاعدة؛ "استفد وفد غيرك" بمعنى اربح وربح غيرك، لهذا يربح الجميع في دبي، ودبي تربح الرهان لأن أهلها وساكنيها والوافدين إليها، كلهم رابحون . 
و"عمار يا دبي"؛ لأنها سابقت الزمان والمكان وتفوقت عليهما؛ فبنيتها التنموية تقوم على قاعدة أرستها قيادتها الحديثة، أساسها تمكين الشباب المؤهل، فقفزت بهم إلى مصاف الدول الأكثر تقدماً، وهي بهم تقود ولا تقاد، وتسوق وولا تساق، وبهم تتعرف إلى مواطن التفوق، لهذا تجد دبي بقيادتها وشبابها على منصات التتويج، حيث للتتويج معنى، وللمعنى تأثير مادي ملموس في مشاريعها التنموية وعمرانها ومصلحة أهلها .
و"عمار يا دبي"، لأنها استشرفت المستقبل، وبنت نظاماً إدارياً يقوم على التنمية المستدامة والتميز المؤسسي وتبادل المعرفة، وهي في هذه تتنافس مع الدول المتقدمة، بشهادة خبراء العالم المتخصصين في هذه المجالات، وفي الدراسات المسحية التي قام بها "الكاتب" ثبت بالدليل أن دبي لم يسبقها أحد في المحيط الإقليمي، وتقف دبي في سلم التميز المؤسسي بعيداً جداً عن كل من حولها، وبينها وبين الآخرين بون شاسع، فتنميتها لا تقوم على الفقاعات العفوية، بل على التخطيط السليم، والبناء المعرفي فيها لا يقوم على التنظير المجرد، بل على محركات ذاتية للتعلم والتعليم، وأساليب متطورة لتبادل المعرفة، وآليات حديثة وبعضها استحدثتها دبي بنفسها للتقويم، في عالمي الافتراض والتطبيق العملي، وقد كان لي شخصياً شرف المشاركة في تقويم بعض المؤسسات العامة والخاصة في دبي وغيرها، فكانت النتائج كلها تثبت أن دبي أنموذج يستحق أن يحتذى في التنظيم المؤسسي، وصار لها معاييرها التي لا تقل كفاءة ومصداقية عن المعايير العالمية في أوروبا أو أمريكا، أو المعايير الكورية والسنغافورية واليابانية . وليس المشاهد القائم على الواقع كالسامع، لهذا حُق للعرب أن يقولوا من دون تردد: "عمار يا دبي" .