وصف إسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس″، التفجيرات الإرهابية التي وقعت مؤخراً، في المملكة العربية السعودية، ومدينة إسطنبول التركية، بأنها “ضالة وحرف لبوصلة صراع الأمة”، مشيدا في الوقت نفسه، بالجهود التركية لتخفيف الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة.
وقال هنية، خلال خطبة عيد الفطر، في مدينة غزة، صباح الأربعاء، إن “القتل الأعمى والتفجيرات الدموية التي تضرب قلب الأمة، ووصلت إلى مشارف حرم ومدينة رسول الله، وضربت مطار أتاتورك في إسطنبول، ضالة وتمثل حرفا لبوصلة صراع الأمة ضد عدوها الصهيوني”، وفق تعبيره.
وأضاف، “نرفض الاقتتال والفكر المتطرف، والتفجيرات الدموية والطائفية وأي معركة خارج ساحة القدس معركة خاسرة”.
ووقعت ثلاثة تفجيرات “انتحارية” في ثلاثة مدن سعودية، الإثنين الماضي، أحدها قرب القنصلية الأمريكية في جدة (غرب) وأسفر عن مقتل “الانتحاري”، والثاني قرب الحرم النبوي في المدينة المنورة (غرب)، وأسفر عن مقتل “الانتحاري” منفذ الهجوم و4 من رجال الأمن، والثالث قرب مسجد في القطيف شرق المملكة، ونتج عنه سقوط 3 قتلى (لم تعرف هويتهم)، حسب بيان لوزارة الداخلية.
كما شهد مطار “أتاتورك” الدولي، الثلاثاء قبل الماضي، اعتداءً إرهابيًا، نفذه 3 انتحاريين، أودى بحياة 45 شخصًا، وجرح 237 آخرين بحسب مصادر رسمية تركية.
وفي سياق آخر، نفى هنية، وجود أي مفاوضات مع إسرائيل بخصوص تبادل جنودها المحتجزين لدى الجناح العسكري التابع لحركته في غزة، مع أسرى فلسطينيين معتقلين في السجون الإسرائيلية.
وقال، إن “المقاومة قادرة أن تبرم صفقة لتبادل الأسرى، ولكن لن نبدأ أي مفاوضات قبل أن يحترم العدو(إسرائيل) اتفاقاته السابقة، ويفرج عن جميع محرري صفقة وفاء الأحرار(أبرمت بين “حماس″ والحكومة الإسرائيلية عام 2011، وأفرج بموجبها عن 1027 أسيرا فلسطينيا مقابل إطلاق الجندي الإسرائيلي، جلعاد شاليط)، الذين أعاد اعتقالهم خلال الأعوام السابقة”.
وتداولت وسائل إعلام إسرائيلية، خلال اليومين الماضيين، أنباء عن بدء اتصالات عبر وسطاء (لم تسمهم) لمعرفة مصير الإسرائيليين المفقودين في غزة.
وكانت الحكومة الإسرائيلية، قد أعلنت عن فقدان جثتي جنديين في قطاع غزة خلال الحرب الإسرائيلية صيف العام 2014، لكن وزارة الدفاع عادت صنفتهما، مؤخرا، على أنهما “مفقودان وأسيران”.
وإضافة إلى الجنديين، تتحدث إسرائيل، عن فقدان إسرائيليين اثنين أحدهما من أصل إثيوبي والآخر إسرائيلي من أصل عربي، دخلا غزة بصورة غير قانونية.
وترفض حركة “حماس″ تقديم معلومات حول الإسرائيليين المفقودين، إلا أن ذراعها العسكري كتائب عز الدين القسام، كان قد أعلن خلال الحرب الأخيرة على غزة (2014)، أن الجندي الإسرائيلي أورون شاؤول، “أسير” لديها.
وتشير معطيات رسمية فلسطينية إلى وجود سبعة آلاف معتقل فلسطيني في السجون الإسرائيلية.
إلى ذلك، أعرب هنية عن شكره لكل من تركيا وقطر وكل من يسعى من أجل تخفيف الحصار المفروض على قطاع غزة، مشيدا بفتح مصر لمعبر رفح البري على حدودها مع القطاع، بشكل استثنائي، لمدة تسعة أيام خلال شهر رمضان.
ووصلت، الأحد الماضي، سفينة تركية تحمل على متنها 11 ألف طن من المساعدات الإنسانية، إلى ميناء أشدود الإسرائيلي، قبل أن يتم البدء بنقل الحمولة، الإثنين الماضي، إلى غزة على دفعات، عبر معبر كرم أبو سالم المنفذ التجاري الوحيد للقطاع.
وتأتي هذه المساعدات في إطار اتفاق إسرائيلي – تركي، أُعلن عن توقيعه، قبل أسبوعين، لتطبيع العلاقات بين الطرفين.