أحدث الأخبار
  • 06:15 . غالبيتهم أطفال.. الخارجية السودانية: ارتفاع قتلى هجوم الدعم السريع على كدفان إلى 79 مدنيا... المزيد
  • 01:10 . كيف تحافظ أبوظبي على قربها من الولايات المتحدة بينما تتحاشى مواجهتها؟... المزيد
  • 12:50 . جيش الاحتلال يشن غارات عنيفة وينسف مباني سكنية بأنحاء متفرقة من غزة... المزيد
  • 12:46 . قتلى في تبادل لإطلاق النار على الحدود الأفغانية الباكستانية ليل الجمعة... المزيد
  • 12:40 . بينها الإمارات.. دول عربية وإسلامية ترفض حديث "إسرائيل" بشأن معبر رفح... المزيد
  • 12:20 . نيويورك تايمز: سيطرة الانتقالي على حضرموت تكشف مساعي أبوظبي لبناء هلال بحري على ساحل اليمن... المزيد
  • 11:51 . السعودية تطالب قوات تدعمها أبوظبي بالخروج من حضرموت بعد السيطرة عليها... المزيد
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد

الحياة خارج صندوق الاعتبارات!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 10-07-2016


الإبداع هو أعلى درجات القلق الوجودي، وكصفة هو نزوع مسيطر للتعبير عن الذات، كامن في وجدان المبدع لا يغادره أبداً، يكشف عن نفسه في حالة تجلٍّ لها علاقة بظرف أو مشهد يستفز في المبدع شيئاً ما يدفعه ليكتب أو يرسم، لذلك فلا بد أن يكون المبدع متحرراً من الارتباطات والانتماءات الوظيفية، حيث لا إبداع دون حرية.

الثابت أنه لا علاقة مؤكدة بين الإبداع (في الكتابة والرسم والموسيقى) وبين الفقر أو الغنى، أو بينه وبين شكل وطبيعة النظام السياسي، نعم هناك علاقة مؤكدة بين الإبداع والحرية، والدراسة والموهبة، لكن جينة الإبداع تولد مع الإنسان وتشق طريقها داخله سواء كان فقيراً أو غنياً، رجلاً أو امرأة.

كان ليو تولستوي سليل أسرة روسية إقطاعية من طراز رفيع، والده كونت ثري جداً، وأمه أميرة روسية، هذا الثري المرفّه الذي عاصر نهايات دولة القياصرة في القرن التاسع عشر اعتبر حتى اليوم واحداً من عباقرة فن الرواية على مستوى العالم، حتى إن رواياته المعروفة (أنا كارنينا /الحرب والسلام) لا تزال تطبع وتوزع إلى يومنا هذا.

أما (تشارلز ديكينز) الذي يصنّف أعظم الروائيين الإنجليز في العصر الفيكتوري بإجماع النقاد، فقد ولد وأمضى طفولة بائسة بسبب سجن والده والعدد الكبير لعائلته، الأمر الذي جعله يترك المدرسة باكراً، ويلتحق بوظيفة حقيرة لتوفير شيء من المال لإعالة أسرته، ديكنز مبدع حقيقي ما زالت دُور النشر تواصل طباعة رواياته الشهيرة (أوليفر تويست / قصة مدينتين / ديفيد كوبرفيلد)!

ومثل الأدب هناك رسامون مبدعون تعتبر أعمالهم الأشهر والأغلى سعراً اليوم، مع ذلك فقد عاشوا حياة بائسة محاطة بالكثير من الألغاز وعلامات الاستفهام أحياناً، أو عاشوا مصابين بأمراض لا شفاء منها، كفنان عصر النهضة الشهير (ليوناردو دافنشي) الذي يعتبر أحد أعظم عباقرة البشرية، هذا الفنان لم يكن سوى طفل غير شرعي ظل يعاني حالة قلق وعدم رضا عن أعماله برغم عظمتها، أما الهولندي (فنسنت فان جوخ) صاحب اللوحات الأغلى في العالم، فقد كان مصاباً بالصرع ومات به، ومثله كان الروائي الأميركي الشهير أرنست هيمنجواي الذي تخلص من اكتئابه الملازم بطلقة مفاجئة من بندقية صيد كانت تلازمه دوماً!

يولد المبدع مشحوناً بملكة إبداعه أياً كانت، ويؤمن في وقت مبكر بأنه ولد منذوراً لهذا الطريق، فيعيش هاجس إبداعه ويتعامل معه بكل عذاباته وآلامه وتشظيات روحه، يعيش ليكتب كما فعل (جارسيا ماركيز)، أو ليرسم كما جوخ ودافنشي، أو ليكتب أروع السمفونيات، حتى لو اضطر إلى بيعها ليعيش، كما فعل العبقري النمساوي (موزارت)، حينما ذهب إلى فرنسا باحثاً عن فرص أخرى للشهرة والمجد!