أحدث الأخبار
  • 06:15 . غالبيتهم أطفال.. الخارجية السودانية: ارتفاع قتلى هجوم الدعم السريع على كدفان إلى 79 مدنيا... المزيد
  • 01:10 . كيف تحافظ أبوظبي على قربها من الولايات المتحدة بينما تتحاشى مواجهتها؟... المزيد
  • 12:50 . جيش الاحتلال يشن غارات عنيفة وينسف مباني سكنية بأنحاء متفرقة من غزة... المزيد
  • 12:46 . قتلى في تبادل لإطلاق النار على الحدود الأفغانية الباكستانية ليل الجمعة... المزيد
  • 12:40 . بينها الإمارات.. دول عربية وإسلامية ترفض حديث "إسرائيل" بشأن معبر رفح... المزيد
  • 12:20 . نيويورك تايمز: سيطرة الانتقالي على حضرموت تكشف مساعي أبوظبي لبناء هلال بحري على ساحل اليمن... المزيد
  • 11:51 . السعودية تطالب قوات تدعمها أبوظبي بالخروج من حضرموت بعد السيطرة عليها... المزيد
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد

هؤلاء وقفوا في وجه الانقلابيين

الكـاتب : إسماعيل ياشا
تاريخ الخبر: 31-07-2016


انتصر الشعب التركي في المعركة التي أشعلها ضباط موالون للكيان الموازي، التنظيم السري لجماعة غولن، لإسقاط الحكومة المنتخبة، ونزل المواطنون الأتراك رجالا ونساء وأطفالا وشبابا وشيوخا إلى الشوارع والساحات، ليواجهوا دبابات الانقلابيين بصدورهم العارية، دفاعا عن وطنهم ومستقبل أولادهم.
هذا الانتصار الكبير الذي أبهر أحرار العالم سطَّره مواطنون بسطاء من عامة الناس، ليسوا خبراء في السياسة ولا هم من طبقة النخبة، ولكنهم يتمتعون بوعي ديمقراطي عالٍ ومشاعر وطنية تجعلهم يتصدَّون للانقلابيين ويواجهون الرصاص بشجاعة ودون أي تردد. وفي الوقت الذي اختفى فيه كثير من نجوم الشاشات والمنابر وتجنبوا مواجهة الانقلابيين خوفا على حياتهم ومصالحهم، وجدنا هؤلاء المواطنين في طليعة المشاركين في التصدي لمحاولة الانقلاب يضحون بأرواحهم في سبيل الدفاع عن الديمقراطية والإرادة الشعبية.
كان بعض من ينسبون أنفسهم إلى الفن والثقافة يتعالون على المواطنين البسطاء ويتهمونهم بأنهم لا يفقهون حقيقة الديمقراطية، بل يبيعون أصواتهم في مقابل مبالغ ضئيلة أو قليل من أكياس الفحم. وكانت عارضة أزياء لا تملك غير الجمال الذي منحه الله إياها قالت ذات مرة معترضة على نتائج الانتخابات التي فاز فيها حزب العدالة والتنمية: «لماذا يستوي صوتي وصوت الشخص الذي يرعى الغنم في الجبال؟».
الضابط التركي عمر حالسدمير الذي أطلق أول رصاصة في التصدي لمحاولة الانقلاب ليقتل جنرالا انقلابيا، كان يرعى الغنم في صغره، كما أخبر والده وأصدقاؤه، وكان ينوي العودة إلى قريته بعد التقاعد ليعمل في حديقة صغيرة اشتراها، إلا أنه استشهد في سبيل الدفاع عن الإرادة الشعبية. وأما الذين يرون أن راعي الغنم يجب أن لا يصوت في الانتخابات فلم ينبسوا ببنت شفة لحماية الديمقراطية من اغتصاب الانقلابيين. وخرج بعضهم يستنكرون محاولة الانقلاب بعد أن تأكدوا من فشلها.
هناك أشخاص يعتبرون أنفسهم نخبة ومثقفين، ويرفضون مطالبة شعوبهم بالديمقراطية والمشاركة في صنع القرار بحجة أن شعوبهم غير مستعدة لتطبيق الديمقراطية، ولكننا وفي أول اختبار للديمقراطية نجد شعوبهم أكثر نضجا ووعيا وتمسكا بالديمقراطية.
وفي تلك الليلة التاريخية التي نزل فيها الشعب التركي إلى الشوارع والساحات لإفشال محاولة الانقلاب العسكري، لم نجد في مواجهة الانقلابيين أحدا من هؤلاء الذين يتعالون على عامة الناس، ويرون أنفسهم هم الذين يفقهون الديمقراطية دون غيرهم، بل بعضهم كانوا يتمنون نجاح المحاولة وإسقاط الحكومة المنتخبة، ولكن المواطنين من الفلاحين والعمال وأصحاب المحلات الصغيرة بالإضافة إلى الأمهات وربات البيت أنقذوا النظام الديمقراطي.
معظم هؤلاء المواطنين الذين خرجوا في تلك الليلة للدفاع عن الإرادة الشعبية علاقتهم بالسياسة تقتصر على الذهاب إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم، ولكنهم يدركون جيدا مدى قيمة تلك الأصوات التي تمثل إرادتهم الحرة. وحين شعروا بخطر على الإرادة الشعبية، نزلوا فورا إلى الشوارع والساحات لحمايتها، وسيعودون إلى أعمالهم اليومية دون أن ينتظروا من أحد جزاء ولا شكورا.
هؤلاء أثبتوا أن وعيهم الديمقراطي أعلى بكثير من وعي كثير من المتشدقين بالديمقراطية، ويستحقون كل التقدير والتحية والإجلال، ويحق لهم أن يقولوا بعد ملحمة إفشال الانقلاب العسكري: «لماذا تستوي أصواتنا وأصوات الذين لم يحركوا ساكنا للدفاع عن الديمقراطية؟».;