«المؤسسات العقابية والإصلاحية بالدولة ليست مكاناً لمعاقبة النزلاء، بل لإصلاحهم وتأهيلهم»، وفق وزارة الداخلية، التي دعت الأفراد ومؤسسات المجتمع المدني إلى احتواء النزلاء المواطنين بعد الإفراج عنهم، ومساعدتهم على إيجاد فرص عمل كريمة.
نائب المدير العام للمؤسسات العقابية والإصلاحية في وزارة الداخلية، العميد حمد خميس الظاهري، قال لصحيفة «الإمارات اليوم»، إن «الوزارة تعمل على دمج النزلاء في المجتمع، من خلال تنفيذ عدد من المبادرات والمشروعات، منها تقديم الخدمات الإنسانية لهذه الفئة، وتطبيق حزمة من البرامج التعليمية والحرفية والفكرية والدينية والرياضية والصحية، لتأمين فرص العمل المناسبة للنزلاء عقب خروجهم».
وزعم المسؤول الأمني، "تعمل المؤسسات العقابية والإصلاحية على مستوى الدولة، على إصلاح النزلاء وتأهيلهم، وتراعي الإمارات المواثيق الدولية في التعامل مع النزلاء، على نحو ينسجم مع مبادئ الشريعة الإسلامية والقانون الدولي وحقوق الإنسان".
السجون في الدولة في تقارير المنظمات الحقوقية
على خلاف ما تقوله وزارة الداخلية، فإن تقارير منظمات حقوق الإنسان والتقارير الأممية ووسائل إعلام غربية ترصد وتوثق الكثير من حالات تعذيب المعتقلين وانتهاك حقوقهم، في سائر سجون الدولة سواء التابعة لوزارة الداخلية أو للسجون السرية التابعة لجهاز أمن الدولة وفق اتهامات معتقلين ليبيين قضوا 500 يوم في الاختفاء القسري في مكان مجهول، واصفينه بالسجن السري الذي يقع بالقرب من قاعدة عسكرية في أبوظبي.
أما سجون الداخلية، وأشهرها سجن الرزين الذي يسمى بـ"غوانتانامو الإمارات" نظرا لسمعته السيئة في معاملة السجناء، فقد جاء ضمن قائمة السجون العشرة الأسوأ سمعة في الوطن العربي، بحسب تصنيف المركز الدولي لدراسات السجون في فبراير الماضي.
وأضاف التقرير، يتعرض المعتقلون داخل سجون الإمارات عامة، وسجن الرزين خاصة لسلسلة من الانتهاكات، من بينها نزع كافة ملابسهم الداخلية والتعرية التامة أمام الشرطيين من أجل الخضوع للتفتيش، فضلا عن حفلات التعذيب التي تشمل الضرب بالكرابيج، ووضع العصا في الدبر، ونزع الأظافر، والكي بالكهرباء، والضرب المبرح.
كما يعاني المعتقلون السياسيون في سجن الرزين، من انتهاكات منها التعذيب الجسدي والنفسي، والتبريد الشديد، والحرمان من النوم، ومنع الأضواء، وسياسة التجويع، والمنع من الزيارة. ومعظم المعتقلين في سجن الرزين، صدرت بحقهم أحكام مشددة إثر مطالبتهم بالإصلاح السياسي في الدولة وانتخاب مجلس وطني كامل الصلاحيات.
أما الكاتب الصحفي إياد البغدادي فقد نشر مقالا في الموقع الإخباري "ناشيونال بيزنس تايمز" روى فيه تعذيب النزلاء الآسيويين وكيفية تعرضهم للضرب والبصق والركل وحرمانهم من تلقي العلاج.
أما الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، فقد أعرب عن قلقه من تقارير تؤكد تعرض الناشط والمدون أسامة النجار للتعذيب، في حين أكدت المقررة الخاصة للأمم المتحدة لاستقلال القصاء أن أكثر من 200 بلاغ في التعذيب في سجون الإمارات لا تزال تنتظر التحقيق ومحاسبة المسؤولين عن هذا التعذيب.
يشار أن وازرة الداخلية منعت المقررة غابرييلا كنول من زيارة أي سجن أو الالتقاء بأي سجين.