قالت وسائل إعلام عالمية إن جيرمي كوربن زعيم حزب العمال البريطاني الفائز للمرة الثانية على رئاسة الحزب، واجه انقلابا خرج منه منتصرا. وفي الوقت الذي عددت هذه الوسائل مناقب "كوربن" وسياساته المؤيدة للحقوق العربية بصفة عامة، كان لصحيفة "الاتحاد" المحلية رأي وتوصيف آخر. فبماذا وصفته، وبماذا وصفت توني بلير، وكيف تقاطع موقفها من كوربن مع موقف إسرائيل؟
كوربن يساري متشدد وبلير يساري وسطي
استهلت "الاتحاد" تقريرها، بالقول: "أُعيد أمس انتخاب اليساري المتشدد جيريمي كوربن رئيساً لحزب العمال البريطاني"، معتبرة ذلك "ما يترك الهوة كبيرة بين قاعدة الحزب وقيادته ويهدد حظوظ العماليين في العودة إلى السلطة سريعاً". وقد استغرب مراقبون وصف رجل فاز في الانتخابات لتوه من جانب قاعدته الحزبية بوجود هوة بينهما.
ومع ذلك، أقرت "الاتحاد"، "وبإعادة انتخابه بـ 61,8 % من الأصوات يضيف كوربن الرافض للتقشف والمؤيد للهجرة نقطتين إلى رصيده الذي سجله العام الماضي، بفارق كبير عن منافسه الوحيد النائب عن ويلز اوين سميث (46 عاماً)".
وعقبت "الاتحاد" على فوز "كوربن"، قائلة: "وبفوزه، يضع كوربن حداً نهائياً لإرث رئيس الوزراء العمالي السابق توني بلير الذي أثارت سياسته الوسطية وقراره التدخل في العراق العام 2003 معارضة الآلاف من أعضاء الحزب".
والواقع، أن بلير متهم بتقرير نتائج تحقيق رسمي استمر سبع سنوات بالاحتيال والكذب على حكومته وعلى مجلس العموم البريطاني لتبرير الغزو على العراق، فيما يصفه آخرون بأنه "مجرم حرب" نتيجة حجم الدمار الذي خلفه قرار غزو العراق والذي لا يزال يستنزف المنطقة برمتها. وقد استغرب مراقبون، أن تصف "الاتحاد" توني بلير بصاحب "سياسات وسطية" رغم كل ما ثبت عليه.
موقع "الخليج أونلاين" وصف فوز "كوربن"، قائلا: فاز السياسي اليساري جيريمي كوربن، بزعامة حزب العمال البريطاني المعارض، متفوقاً على منافسه الوحيد أوين سميث، لينهي بذلك محاولة انقلاب قام بها برلمانيون يرون أن أجندته اليسارية لا يمكن أن تحقق نصراً في الانتخابات.
و عرف كوربن برفضه الحرب على العراق ووصفه لها بالعمل "غير الشرعي"، وتضامنه مع فلسطين، ودعوته لإشراك حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في مفاوضات السلام في الشرق الأوسط.
وأكد السياسي اليساري رفضه التعامل القاسي مع المهاجرين قائلاً إنهم أسهموا في تنمية بريطانيا، وأيد استقبال اللاجئين ودعا الحكومة لمساعدتهم اقتداء بالموقف الألماني.
وفي أغسطس الماضي، كشف كوربن أنه يسعى لأن تكون بلاده خالية من السلاح النووي، وأكد، في لقاء مع قناة الجزيرة الإخبارية، ضرورة قيام عملية للسلام في الشرق الأوسط، وانتقد الانتهاكات التي يمارسها النظام المصري ضد معارضيه.
وما أن أعلِن فوز كوربين برئاسة حزب العمال حتى هاجمته الصحافة الإسرائيلية بشراسة، ووصفته بأنه "معاد للسامية"، منتقدة عدم اعتباره "حماس" حركة "إرهابية"، وتعهده بفرض حظر على بيع السلاح لإسرائيل إن انتخب رئيساً للوزراء.
وحذرت صحيفة "يسرائيل هيوم" من تمكينه من الحصول على معلومات استخبارية دقيقة، في حين ذكّرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" بدعوة كوربين لإجراء تحقيقات دولية لإدانة إسرائيل على ارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية في قطاع غزة والضفة.