أحدث الأخبار
  • 06:15 . غالبيتهم أطفال.. الخارجية السودانية: ارتفاع قتلى هجوم الدعم السريع على كدفان إلى 79 مدنيا... المزيد
  • 01:10 . كيف تحافظ أبوظبي على قربها من الولايات المتحدة بينما تتحاشى مواجهتها؟... المزيد
  • 12:50 . جيش الاحتلال يشن غارات عنيفة وينسف مباني سكنية بأنحاء متفرقة من غزة... المزيد
  • 12:46 . قتلى في تبادل لإطلاق النار على الحدود الأفغانية الباكستانية ليل الجمعة... المزيد
  • 12:40 . بينها الإمارات.. دول عربية وإسلامية ترفض حديث "إسرائيل" بشأن معبر رفح... المزيد
  • 12:20 . نيويورك تايمز: سيطرة الانتقالي على حضرموت تكشف مساعي أبوظبي لبناء هلال بحري على ساحل اليمن... المزيد
  • 11:51 . السعودية تطالب قوات تدعمها أبوظبي بالخروج من حضرموت بعد السيطرة عليها... المزيد
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد

محاولة اغتيال «اليونيسكو»

الكـاتب : زياد الدريس
تاريخ الخبر: 28-09-2016

في شهر أيلول (سبتمبر) ١٩٤٥ انتهت الحرب العالمية الثانية، وفي شهر نوفمبر من العام نفسه (بعد شهرين فقط) تأسست منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو)، بهدفٍ كبير هو «بناء حصون السلام في عقول البشر»، وأهداف صغرى يتم تنفيذها من خلال اختصاصات المنظمة في التربية والثقافة والعلوم، ثم أضيف الإعلام والاتصال، ثم تم التوسع في مجال التراث العالمي.
حين تأسست المنظمة، من أجل السلام، لم تكن المنطقة العربية أو أفريقيا أو معظم آسيا وأميركا اللاتينية حينذاك في حال حرب، بل كانت أوروبا وأميركا وبعض الجيوب الآسيوية المناوئة خارجة للتوّ من حروب وحشية طاحنة، تحتاج معها إلى آلة تساعد في ضبط السلام.
الوضع الآن بات مقلوباً، فالتي كانت تعيش في حرب حينذاك باتت تعيش في سلام الآن، بينما تشتعل الدول العربية والأفريقية الآن بالحروب والأزمات.
أي أننا نحن العرب أحوج إلى اليونيسكو الآن منّا إليها يوم تأسست، والعكس بالعكس بالنسبة للغرب، خصوصاً بعد أن نجحت الدول الغربية، طوال الـ70 عاماً الماضية، في وضع اتفاقات وإبرام معاهدات وتمرير أجندات لقرارات أممية، كما قامت بتسجيل عدد كبير من مواقعها التاريخية في لائحة التراث العالمي.  
أستحضر هذه المقارنات الآن، إثر البيان الذي أدلت به المديرة العامة لمنظمة اليونيسكو أمام المجلس التنفيذي أمس (الثلثاء) بشأن العجز المالي الذي بات يهدد استمرار المنظمة في العمل. فالموازنة المرصودة للمنظمة كي تموّل نشاطاتها في اختصاصاتها الأربعة المتشعبة، وحول العالم، انحدرت إلى قرابة ٥٠٠ مليون دولار سنوياً (ما يقارب قيمة طائرتين حربيتين)، ما سيضطر أمانة المنظمة إلى إيقاف العديد من البرامج والفعاليات وتسريح عدد كبير من الموظفين بعد إلغاء وظائفهم.
أشرتُ في مداخلتي، بعد بيان المديرة العامة، إلى «أهمية تذكير الدول الأعضاء القلقة على حال اليونيسكو، أن هذا الوضع المأسوي للمنظمة هو نتيجة عقوبات فرضتها دول (ديموقراطية) كبرى للتعبير عن استيائها من قرار (ديموقراطي) اتخذته الدول الأعضاء في العام ٢٠١١ بجعل دولة فلسطين عضواً في المنظمة».
قلت هذا كي يعرف الحضور إن الديموقراطي حين «يشتهي» في لحظةٍ ما التخلّي عن قيم الديموقراطية فإنه يتحول إلى كائن أكثر وحشية من الديكتاتور نفسه.
و»إن الموازنة التي تصرفها هذه الدول الكبرى على الخرسانات والحواجز حول سفاراتها في عواصم العالم هي أكبر من موازنة (منظمة صُنع السلام) نفسها، ولو أن هذه المبالغ جُيّرت لبرامج التربية ضد العنف في المنظمة لربما أمكن الاستغناء عن الخرسانات الأسمنتية والحواجز الرملية».
وقد سعت السعودية ومعها بعض الدول العربية والإسلامية خصوصاً إلى تقديم مساهمات تعويضية كبيرة محاولةً منها لإنقاذ المنظمة، لكن الجرح الغائر في جسد هذه المنظمة الرقيقة لن تكفيه هذه الضمادات الإسعافية لسنوات ممتدة من النزف.
السؤال الآن: هل سيستطيع المرشح العربي المنتَظَر لرئاسة المنظمة في العام المقبل إنقاذ اليونيسكو من الهلاك على أيدي من باتوا في غنى عنها؟ أم أن الرئيس القادم سيأتي بتوصية من كبار المستغنين، وبالتالي يستكمل عملية الاغتيال بهذه الموازنة المضحكة والمحزنة إزاء ما يُراد للمنظمة أن تقوم به في «صُنع حصون السلام»؟ هذا المبلغ الزهيد لا يكفي حتى لصنع حصون سلام ورقيّة!
السيدات والسادة:
«باختصار، اليونيسكو تتعرض إلى هولوكوست عنصري».