أحدث الأخبار
  • 06:15 . غالبيتهم أطفال.. الخارجية السودانية: ارتفاع قتلى هجوم الدعم السريع على كدفان إلى 79 مدنيا... المزيد
  • 01:10 . كيف تحافظ أبوظبي على قربها من الولايات المتحدة بينما تتحاشى مواجهتها؟... المزيد
  • 12:50 . جيش الاحتلال يشن غارات عنيفة وينسف مباني سكنية بأنحاء متفرقة من غزة... المزيد
  • 12:46 . قتلى في تبادل لإطلاق النار على الحدود الأفغانية الباكستانية ليل الجمعة... المزيد
  • 12:40 . بينها الإمارات.. دول عربية وإسلامية ترفض حديث "إسرائيل" بشأن معبر رفح... المزيد
  • 12:20 . نيويورك تايمز: سيطرة الانتقالي على حضرموت تكشف مساعي أبوظبي لبناء هلال بحري على ساحل اليمن... المزيد
  • 11:51 . السعودية تطالب قوات تدعمها أبوظبي بالخروج من حضرموت بعد السيطرة عليها... المزيد
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد

لنتحدث عن الكتب « -2 2»

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 09-10-2016


بسبب قصة الحب الطويلة والمستمرة بيننا، سيبدو غريباً إن أنا قلت الآن بأنني صرت لا أحب الاصطدام بهذه الكتب، فحين تقع عيناي على المجموعات التي اشتريتها من معارض العام الماضي والذي قبله أشعر بالأسى، فأتجنب الاقتراب منها، ومن تلك التي أرسلها لي صديقي بائع الكتب الجميل من القاهرة أخيراً، مانعة نفسي من متعة الجلوس على الأرض كي لا تلتهمني الفتنة، وأنا مستغرقة في تقليب الصفحات وقراءة الفهارس والتعرف على المؤلفين ورسامي الأغلفة، أنسى مرور الوقت واقعة في الحلم، فأحلم وأحلم بما يكفي لكتابة عشر روايات دفعة واحدة!

لذلك أتجنبها حين لا أجد الوقت لقراءتها، لأنها جميلة إلى هذه الدرجة، وواثقة وشهية ومكتنزة بالمتعة، أعرف ذلك من عناوينها وأسماء مؤلفيها وبعض الأسطر التي أختلسها من تحت الأغطية آخر الليل، حين أوقن أن كل القراء قد ناموا، وأطفأت كل مكتبات الدنيا أضواءها.

أفكر كيف انتصرت الانشغالات التافهة على جيوش الكتب؟ كيف لم أقرأ سوى كتابين هذا الشهر، كيف التهمتْ الأوجاع عشب الروح فلم تترك لهذه الكتب الشبيهة بالفقمات اللامعة والأرانب الناعمة شيئاً أتقاسمه معها، فلم يعد لدي وقت لاستكمال موسوعة جورج جرداق عن الإمام علي بن أبي طالب التي أهداها لي صديق عزيز منذ عدة سنوات، أو كتاب المثقفون لسيمون دي بوفوار من ألف صفحة، أو بقية روايات إبراهيم الكوني أو ميلان كونديرا، أو حتى الجزء الثاني من رائعة ديستويفسكي «الإخوة كرامازوف» الذي لم أقرأه!

في أوقات كثيرة لا يوجد فيها انشغالات لكنني أفقد شهية القراءة، وهذا يشعرني بالعجز ويجعلني أكره الكتب لأنها لا تبذل جهداً كافياً لإغرائي، أشيح بوجهي عنها وأهرب كشخص بترت ساقاه فصار يكره الطرقات كما يتحاشى الوقوع في الحب!

مر زمان فقدت فيه إرادة إنهاء رواية حتى النقطة الأخيرة، لأن معظم الروايات لا تكتب للقراءة، ولكن لتصل إلى لجان تحكيم الجوائز، فاللغة مملة، الأحداث بطيئة، كما أنها فوق ذلك مليئة بالثرثرة والأخطاء المطبعية وبلادة الترجمة.

المعارض مواسم حصاد، وفي كل موسم حصاد، تنتعش فينا غريزة التباهي بمحاصيلنا الجديدة، فنمعن في اقتناء مئات العناوين والعودة بعشرات الأكياس المنتفخة، مدفوعين بحب نحسبه لم يخبُ ولم تنل منه عواصف التحولات، ونتوهم أن المؤلفين لا يزالون يسيرون على طريق تولستوي ونيرودا ومحفوظ ودرويش ويوسا وساراماغو واورويل وأننا ما زلنا في عنفوان الشغف وبمقدورنا ممارسة القراءة كل لحظة!