قالت صحيفة "اسرائيل اليوم" العبرية، إن وثيقة داخلية للجنة تحقيق في السلطة الفلسطينية، تبيّن أن من يقف زعما خلف ملابسات الوفاة الغامضة لياسر عرفات هو الخصم المركزي لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، محمد دحلان، والذي حسب ما يدعى سمم عرفات، وفق الصحيفة.

ويُتهم دحلان وفق الوثيقة التي كشف النقاب عنها بأنه في أثناء نزول عرفات في المستشفى في باريس أعطاه أدوية سامة نقلها له من خلال وفد أجنبي زار رئيس السلطة.

وبحسب الوثيقة، التي كشفت عنها الصحيفة العبرية في عددها الصادر اليوم الاثنين، فإن بعضا من رجال دحلان، ممن كانوا على اتصال مع المرافقين في الوفد، أدخلوا الى عرفات أدوية سامة بل واعترفوا بفعلتهم.

ووفقاً للجنة التحقيق، يُتهم دحلان أيضا بمحاولة تجنيد ضباط وقادة كبار في الرئاسة الفلسطينية لتنفيذ انقلاب عسكري في الضفة الغربية والإطاحة بوريث عرفات.

إضافة إلى كل ما سبق، تقول "اسرائيل اليوم"، وجه أبو مازن ورجاله أصابع الاتهام لدحلان كمن يقف خلف الحسم العسكري الذي نفذته حماس في غزة عام 2007.

وكما يذكر، اضطر دحلان إلى نفي نفسه عن السلطة الفلسطينية، بعد أن اتهم بالفساد بل وبالخيانة والتعاون مع اسرائيل – وهي اتهامات كفيل أن يحكم عليه بموجبها بعقوبة الإعدام حسب الدستور الفلسطيني. ومع ذلك، -تقول الصحيفة- تجدر الإشارة الى أن دحلان ومقربيه يدعون بأن أبو مازن يخوض ضده حملة صيد وتشهيرات من خلال أجهزة الأمن الفلسطينية بسبب الخوف من أن يكون دحلان كفيلا أن ينتخب بشكل ديمقراطي ويرث أبو مازن كرئيس السلطة.

في رام الله، ثمة إجماع على أن الانتخابات الفلسطينية الداخلية لحركة فتح لم تقدم نتائج دراماتيكية، وان عباس حقق عدة أهداف، وعلى رأسها إبعاد دحلان ورجاله من صفوف الحركة.

ونفى مسؤولون كبار في اللجنة المركزية الفلسطينية أمس، نفيا قاطعا، التقرير الذي نشرته القناة الاسرائيلية العاشرة، وبموجبه قررت لجنة التحقيق لفحص ملابسات وفاة ياسر عرفات بأن دحلان يقف خلف وفاة عرفات.

رئيس لجنة التحقيق، توفيق الطيراوي قال لــ"هآرتس"، وهي صحيفة عبرية شهيرة، إن اللجنة لم تتوصل بعد الى الاستنتاجات والتحقيق لا يزال مستمرا، كما أن مسؤولا كبيرا في جهاز المخابرات الفلسطينية قال إن التقرير غير مسنود وإن الموضوع لم يطرح على الإطلاق على البحث في اللجنة.