أحدث الأخبار
  • 06:15 . غالبيتهم أطفال.. الخارجية السودانية: ارتفاع قتلى هجوم الدعم السريع على كدفان إلى 79 مدنيا... المزيد
  • 01:10 . كيف تحافظ أبوظبي على قربها من الولايات المتحدة بينما تتحاشى مواجهتها؟... المزيد
  • 12:50 . جيش الاحتلال يشن غارات عنيفة وينسف مباني سكنية بأنحاء متفرقة من غزة... المزيد
  • 12:46 . قتلى في تبادل لإطلاق النار على الحدود الأفغانية الباكستانية ليل الجمعة... المزيد
  • 12:40 . بينها الإمارات.. دول عربية وإسلامية ترفض حديث "إسرائيل" بشأن معبر رفح... المزيد
  • 12:20 . نيويورك تايمز: سيطرة الانتقالي على حضرموت تكشف مساعي أبوظبي لبناء هلال بحري على ساحل اليمن... المزيد
  • 11:51 . السعودية تطالب قوات تدعمها أبوظبي بالخروج من حضرموت بعد السيطرة عليها... المزيد
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد

شكراً للعاشق الخفي!

الكـاتب : عبدالله الشويخ
تاريخ الخبر: 13-12-2016


سترى في حياتك أموراً غريبة، ولكنها ليست مستحيلة الحدوث،

أموراً لن تستوقفك إن مررت بها شارد الذهن، أو كانت حالة التركيز لديك دون المعدل الذي يؤهلك لدخول امتحان تحريري آخر، كأن تمر بك على سبيل المثال سيارة تدريب لتعليم القيادة بلونها الأصفر الشهير، ولكنها ليست من طراز «نيسان صني»، تنظر إلى المشهد الكلي وتشعر بأن هناك أمراً غريباً، ولكن ذكاءك لا يسعفك على اصطياده من النظرة الأولى، وحين تنتبه إليه تستغرب مرات أخرى، كيف لم أنتبه إليه من قبل؟ هل تذكر لعبة الفروق السبعة، حين تنتقل إلى الصفحة الأخيرة من المجلة وترى أن الفرق الأخير كان في ذلك التفصيل من الصورة، وتستغرب كيف أنك لم تنتبه إليه، تشعر بأن العالم كله يتآمر عليك، تكاد تقسم بأنه لم يكن هناك! هكذا هي المشاهد الغريبة التي لا ننتبه إليها.

شارد الذهن كعادتي أسير في حديقة الحي التي يبدو أنها قررت تطبيق أحد بنود اتفاقيات التوأمة الكثيرة التي تقوم بها بلدية مدينتي مع البلديات الأوروبية، فلبرهة مسروقة من الزمن قررت استعارة نافذة مناخية من إحدى الحدائق الأوروبية، ما أدخل إلى فريجنا نسائم من الجنة، لم نشعر بمثلها منذ عام مضى على أقل تقدير، وعليه يقرر جميع أهل الفريج الخروج إلى حديقة الحي التي كانت حتى قبل أسبوع مضى تستجدي زيارة مجاملة من أحدهم دون جدوى، الجميع هنا العاملون والعاطلون، الحمقى والأذكياء، ملاك العقارات في الفريج والمستأجرون لديهم، الجيران شديدو التركيز.. وأنا!

لم يكن هناك الكثير مما يمكن أن يقال، حديقة هادئة في حي هادئ في مدينة هادئة في بلد هادئ في منطقة متفجرة، وهكذا هي الحياة، مررت بالمشهد الذي لم أنتبه إليه إلا بعد ابتعادي عنه بمسافة ست قصبات، أنت لا تعرف ما هي وحدة القياس بالقصبة! لا شك في ذلك جميعكم لا تعرفون إلا «الفرسخ» لما لها من وقع سمعي بذيء، المهم أنني تنبهت بعد تلك القصبات الست إلى أنني مررت بامراة كانت تقرأ رسالة حب مكتوبة بخط اليد! وعدت أدراجي!

لا تسألني كيف عرفت أنها رسالة حب وبخط اليد، فأنت لا تسأل الصائغ كيف قرر ما هو عيار قطعة الذهب، ولا تسأل الصياد كيف عرف أنها كانت هامورة، ولن تسأل الميكانيكي كيف قرر بأن صحن الكلتش قد احترق، سؤالك ينطوي على إهانة غير مباشرة، كانت رسالة حب مكتوبة بخط اليد وكانت هي تقرأها تحت شجرة قررت أن تتعرى في حيّنا المحافظ احتجاجاً على تأخر موسم الأمطار، لا أذكر متى كانت آخر مرة رأيت فيها رسالة حب مكتوبة بخط اليد، المنظر كان سعيداً ومبكياً بامتياز، ويتماهى مع الأجواء الأوروبية التي استعرناها بناء على اتفاقيات التوأمة.

ممارسة لم تعد موجودة، استبدلنا طعمها الطبيعي، بالأحرف المعلبة الجاهزة التي لن يعرف علماء التغذية أنها سبب للسمنة العاطفية وسرطانات البُعاد إلا بعد فترة طويلة، قررت أن أشكر كاتب الرسالة الجميل، فوقفت وراء المرأة لالتقاط اسمه من التوقيع، نظرتها لي لم تكن تعني أنها تصدق بأنني كاتب أراد شكر رجلٍ كتب رسالة حب بخطه على ورق تقليدي! فهل تصدّقني أنت؟