أحدث الأخبار
  • 12:19 . تقرير يتهم أبوظبي بتوريط الحكومة اليمنية باتفاقية مع "شركة إسرائيلية"... المزيد
  • 12:14 . "دانة غاز": عودة الإنتاج في منشأة خورمور العراقية إلى مستوياته الاعتيادية... المزيد
  • 11:23 . "وول ستريت جورنال": الإمارات تفرض قيود على استخدام قواعدها لضرب أهداف في العراق واليمن... المزيد
  • 11:11 . الوحدة والعين في كلاسيكو مرتقب في نهائي كأس مصرف أبوظبي الإسلامي... المزيد
  • 11:09 . النظام السوري: إصابة ثمانية عسكريين بضربة إسرائيلية قرب دمشق... المزيد
  • 10:57 . تشيلسي يبدد آمال توتنهام في المشاركة بدوري أبطال أوروبا... المزيد
  • 10:56 . الذهب يتجه للانخفاض للأسبوع الثاني وسط ترقب لبيانات وظائف أمريكية... المزيد
  • 10:50 . إيران تدعو إلى تأسيس صندوق استثمار مشترك مع الإمارات... المزيد
  • 10:47 . بعد اتساع رقعة الاحتجاجات.. بايدن يتهم الطلاب المؤيدين لفلسطين بـ"العنف ومعاداة السامية"... المزيد
  • 10:46 . تركيا تعلق جميع المعاملات التجارية مع الاحتلال الإسرائيلي... المزيد
  • 08:06 . زيادة جديدة في أسعار الوقود بالدولة لشهر مايو... المزيد
  • 07:26 . هنية: اتفقنا مع رئيس وزراء قطر على استكمال المباحثات حول الوضع في غزة... المزيد
  • 11:31 . المركزي: احتياطيات بنوك الدولة تتجاوز نصف تريليون درهم بنهاية فبراير 2024... المزيد
  • 11:30 . "الإمارات للاتصالات" تنفي إجراء مفاوضات للاستحواذ على "يونايتد غروب"... المزيد
  • 11:26 . أبوظبي وطهران تعقدان أول اجتماع اقتصادي منذ 10 أعوام... المزيد
  • 11:24 . مصرف الإمارات المركزي يبقي على أسعار الفائدة "دون تغيير"... المزيد

حين نخاف من القراءة!

الكـاتب : عائشة سلطان
تاريخ الخبر: 02-01-2017


في محاضرة ألقيتها في إحدى المؤسسات، سألتني سيدة عرفت من سؤالها أنها أم لفتاة مراهقة، تخاف عليها كثيراً من شيوع تلك الكتابات والأفكار التي تعزز النظرة الدونية للمرأة، وتحط من قدرتها على الاختيار والتمييز، جاعلة منها شخصاً بلا إرادة، قالت بأن كثيراً من الكتابات التي تعزف على وتر المشاعر والبوح العاطفي، والتي تنتشر هذه الأيام.

وتنتهجها بعض الأسماء المعروفة في عالم الكتابة النسائية، لا تفعل شيئاً أكثر من تكريس الانكسار العاطفي، وقبول الهزيمة في الحب والتغني بها، وتحويلها إلى عبارات رنانة تتباهى بها الفتيات على مواقع التواصل، دون تفكير في خطورتها، وقد ذكرت اسم كاتبة عربية مشهورة كمثال بارز على هذا النوع من الأدب.

ما لا تعرفه هذه السيدة، ربما، أن مثل هذه النقاشات والقضايا قد سمعت صداها في المجتمعات العربية منذ سنوات بعيدة، أيام كان يطلق على مجتمعاتنا العربية وصف المحافظة والمتزمتة وغير ذلك، كان هذا في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي.

فعندما نشر الشاعر نزار قباني أول دواوينه الشعرية اعتبر ذلك الديوان صدمة كبيرة لطبيعة تلك المجتمعات، كما اعتبر عنوان الديوان صفعة مدوية قابلتها الأسر بمنع بناتهن من تداول وقراءة ذلك الشعر، لكن وبعد عدة سنوات صارت الفتيات يرقصن على ألحان قصائد نزار التي كان يغنيها عبدالحليم حافظ واليوم كاظم الساهر!

لقد أصبحت أشعار قباني، التي اعتبرت في زمانها خارجة على أعراف المجتمع المحافظ ومحرضة على التمرد، أشعاراً مهذبة وكلاسيكية قياساً بما ظهر بعدها، وبما تعرضه اليوم مواقع التواصل والمجلات الفنية وأفلام هوليوود.

 إن العالم يتغير وفق قوانين التغيير لا وفق أمزجتنا، ولا مجال لإيقاف اندفاع العجلة على القضبان أبداً، ما تملكه الأسر ومؤسسات التربية لمواجهة ما تعتقده خارجاً أو غير مناسب، هو أن تعيد التفكير كثيراً في فكرة الثقافة والوعي وتطور مفهوم حق القراءة وحق الاختيار، فالذين قرأوا أشعار نزار لم ينحرفوا، والذين قرأوا قصص يوسف إدريس وروايات نجيب محفوظ لم يصيروا إرهابيين.

إن القراءة بكل تجلياتها ولخبطاتها وتنويعاتها ليست سوى طريق طويل صوب الوعي، هذا الوعي لا يصنعه كاتب، ولا يشكله كتاب واحد، أو نوع محدد من الأفكار، أبناؤكم ليسوا لكم، إنهم أبناء الحياة، امنحوهم سلاح الوعي وحصّنوهم به ثم دعوهم يقرأون ما يشاؤون، وسينضجون في الوقت المناسب حتماً.