أحدث الأخبار
  • 06:15 . غالبيتهم أطفال.. الخارجية السودانية: ارتفاع قتلى هجوم الدعم السريع على كدفان إلى 79 مدنيا... المزيد
  • 01:10 . كيف تحافظ أبوظبي على قربها من الولايات المتحدة بينما تتحاشى مواجهتها؟... المزيد
  • 12:50 . جيش الاحتلال يشن غارات عنيفة وينسف مباني سكنية بأنحاء متفرقة من غزة... المزيد
  • 12:46 . قتلى في تبادل لإطلاق النار على الحدود الأفغانية الباكستانية ليل الجمعة... المزيد
  • 12:40 . بينها الإمارات.. دول عربية وإسلامية ترفض حديث "إسرائيل" بشأن معبر رفح... المزيد
  • 12:20 . نيويورك تايمز: سيطرة الانتقالي على حضرموت تكشف مساعي أبوظبي لبناء هلال بحري على ساحل اليمن... المزيد
  • 11:51 . السعودية تطالب قوات تدعمها أبوظبي بالخروج من حضرموت بعد السيطرة عليها... المزيد
  • 01:26 . "التوطين": أكثر من 12 ألف بلاغ عمالي سري خلال تسعة أشهر... المزيد
  • 08:05 . حلف قبائل حضرموت يحمّل أبوظبي "المسؤولية الكاملة" عن التصعيد واجتياح المحافظة... المزيد
  • 08:05 . بعد مقتل أبو شباب.. داخلية غزة تدعو المرتبطين بالاحتلال لتسليم أنفسهم... المزيد
  • 12:46 . سائح بريطاني يعبّر عن دهشته من تزايد أعداد الإسرائيليين في دبي (فيديو)... المزيد
  • 12:45 . إيران تردّ على بيان قمة مجلس التعاون الخليجي بشأن الجزر الإمارتية الثلاث... المزيد
  • 12:43 . السودان: 15 قتيلاً في هجمات للجيش و"الدعم السريع" في كردفان... المزيد
  • 11:07 . "الإمارات الصحية" تطوّر خدمات فحص اللياقة الطبية لتأشيرات الإقامة... المزيد
  • 11:06 . جيش الاحتلال يشن قصفاً مدفعياً على مناطق شرقي غزة وخان يونس... المزيد
  • 09:36 . قناة بريطانية تدفع تعويضات كبيرة نتيجة بثها ادعاءً كاذبا لـ"أمجد طه" حول منظمة الإغاثة الإسلامية... المزيد

«قليلٌ من المن.. كثيرٌ من الأذى!»

الكـاتب : عبد الله الشويخ
تاريخ الخبر: 12-01-2017


هل يوجد ما هو أجمل من رؤية زميل قديم بلا موعد ولا ترتيب؟

حين تلتقي شخصاً من الأيام الجميلة فإن ذلك الاحتضان بينكما ليس لشخصك أو لشخصه فقط، قد تكون علاقتكما في تلك الأيام ليست عميقة أصلاً، ولكنك تعانق فيه عبق الماضي، قلوبه الطاهرة، ذكريات النخيل، أيام ما قبل الحداثة، أشعار ما قبل الحداثة، أخلاق ما قبل الحداثة، تعانق فيه ذلك المجتمع البسيط ببيوته الشعبية الأبسط وكل الحب والضحكات التي كانت تملؤها، تعانق فيه المجتمع الذي لم يعرف الأحزاب ولا الأفكار ولا التيارات ولا الطبقية ولا التخوين ولا التصنيف، تعانق رائحة الهيل واللبان والسجاد العتيق، تعانق كل شيء جميل قبل أن تأتيك العبارة التي تخرجك من كل هذه الأحلام، حين يقول لك فجأة: كرشت والله يا فلان!

البعض لديه مهارة هائلة في تحويل أجمل اللحظات الإنسانية إلى لحظات قرف وإحراج، في ثانية واحدة تحترق جميع الأزهار وتختفي جميع الألوان وتخرس زقزقة العصافير، ولا يبقى من رائحة الماضي الجميل سوى رائحة إبطيه، يكرّر ببلاهة وهو يكور يده أمامه في نصف دائرة وهمية: مكرش جنك؟ ها؟ كبرنا هعهعهع! وبذلك يضيف صفعة أخرى لصفة الوزن وهي صفعة العمر.. وما أدراك ما صفعة العمر!

بالطبع فطريقة الإلقاء بك من عالي الذكريات إلى سافل الواقع تختلف، فصديق قديم سيبدي ملاحظة على الوزن، بينما آخر مغرم بالبدء بعبارة: شوبت يا فلان، وهو ينظر بشكل مليّ إلى عدد النقاط البيضاء في لحيتك، والآخر يخبرك بأن «نور الإيمان» الذي كان في رقعتك قد انطفأ، وما إلى ذلك من تلك الملاحظات التي ترفع المعنويات لتصل لمعنويات «الرايخ» في نهايات الشتاء اللينينجرادي!

تقضي بقية الدقائق من لقاء المصادفة، وأنت تبحث عن واجهة زجاجية مصقولة لتتأكد من كلام رجال الماضي، فتدقق في قامتك وأنت تحاول تعزية نفسك بعمل حركة «الشفط»، وهي أكبر عملية نفسية يقوم بها الجسم البشري للحفاظ على نفسية صاحبه من الانهيار، تقرر بأنك ستمر على سوق البحر لشراء حنة من أجل بياض وقارك، تصل نفسيتك إلى الحضيض بشكل حقيقي، تسرح في أفكار أوسط العمر حين تومض ذكرى حزينة فجأة، وتتساءل: أتراها لاتزال على العهد؟

يلاحظ من بدأ قصيدة الحزن بأن نفسيتك قد تقهقرت فجأة، فيسألك عن السبب ولا تجيب، فيقول لك عبارة تحطم ما تبقى من سعادة ذلك اللقاء فيك: هييييه، والله واتغيرت يا فلان! ترغب في أن تقول له: سير (ول) لا! ولكنك تكتفي بما ستحمله على مخدتك من أحزان لهذا اليوم.

لكل لقاء بعد فترة طعم مختلف، فلا تفسدوه بملاحظاتكم الجانبية السخيفة، ألا تتعلمون من دعايات «فيمتو»؟!